فاروق جويدة :عودة القرش المصرى

لا ادرى من اين تنهال علينا كل صباح فكرة جديدة تثير الرأى العام وتتناقلها الفضائيات وتصبح حديث الناس.. حدث هذا مع خطبة الجمعة الموحدة ومع تكاليف إنارة المساجد ومع بيع الجنسية ومع فرض الضريبة على المصريين في الخارج كلها أفكار مفبركة شغلت الناس وقتا طويلا..آخر هذه الأفكار هو من يطالب بعودة القرش والقرش هنا ليس نوعا من الأسماك المتوحشة التى ظهرت في دمياط والعين السخنة ولكنه القرش المصرى العريق الذى كان يوما يشترى بعض الأشياء..

 

ان الأجيال الجديدة لم تعرف القرش ولم تتقابل معه وآخر ما عرفت من العملات هو الجنيه النحاسى الذى يشبه الذهب وقيل يوما ان فيه نسبة من الذهب ولا أتصور ان عودة القرش كما يروج البعض سوف تشارك في مواجهة ارتفاع الأسعار ان عودة القرش تعنى إجراءات جديدة لسك العملة وأماكن للتخزين في كل المؤسسات التى يمكن ان تتعامل به ولابد من توفير مكان في البيت لتخزين كميات كبيرة من القرش تحتاج إلى مساحات واسعة ولو تصورنا ان لديك مائة جنيه حولتها إلى قروش فانت تحتاج إلى مكان واسع فما بالك اذا كانت ألف جنيه وماذا اذا كانت مليون جنيه..على جانب اخر كم يكون سعر الدولار بالقروش اذا كان 13 جنيها اى 1300 قرش ولو كانت مائة دولار فنحن امام 13 ألف قرش..

 

ان قضية الأسعار والارتفاع الجنونى اكبر من القرش المصرى واكبر من هذه الأفكار انها تريد شيئا من الانضباط في الأسواق والحسم في المواجهة واستعادة هيبة الدولة أمام جشع التجار..ان التجار اول من سيرفضون تماما استخدامه وإذا كنت تشترى كيلو الفاصوليا بمبلغ 30 جنيها فكم من القروش تريد وإذا كان ثمن الطماطم عشرة جنيهات فماذا سيبقى لك عند البائع أمام هذه الأرقام لن تجد سلعة بالقرش ولن تجد تاجرا يعيد لك فروق الأسعار بالقرش وقبل هذا كله إذا ذهبت إلى السوق ومعك مائة قرش بدلا من الجنيه فماذا تشترى اذا كنت تريد كيلو فاصوليا وكيلو طماطم وكيلو خيار فانت في حاجة إلى خمسين جنيها وليس خمسين قرشا. صحيفة الاهرام