ياسر ايوب:المسلمون وداعش وكرة القدم

ايجى 2030 / المصرى اليوم

بعيداً عن انشغالنا الحالى والحاد والعميق والهائل والمجنون بقضية أحمد شوبير وأحمد الطيب.. باتت أوروبا كلها مشغولة كروياً وسياسياً وأمنياً بتنظيم داعش.. فقد فوجئ الكثيرون برئيس نادى ريال مدريد.. فلورنتينو بيريز.. يقف بعد فوز ناديه الملكى بدورى الأبطال الأوروبى فى استاد سان سيرو، بمدينة ميلانو، يهدى الكأس الغالية لروح ثمانية عشر شاباً عراقياً من مشجعى ريال مدريد قتلهم تنظيم داعش أثناء تجمعهم لمشاهدة المباراة الأخيرة التى جمعت بين ريال مدريد وبرشلونة قبل ثلاثة أسابيع..

كان هؤلاء الشباب قد أسسوا رابطة لتشجيع ريال مدريد، واتخذوا من أحد مقاهى مدينتهم شمال بغداد مقرًا للرابطة يتجمعون فيه قبل كل مباراة للريال.. وقام تنظيم داعش بتفجير هذا المقهى أثناء مباراة الكلاسيكو الأخيرة.. وقال فلورنتينو بيريز إن أقل ما يمكن أن يقدمه الريال لهؤلاء الشباب ضحايا داعش ولعائلاتهم الحزينة هو إهداء كأس دورى الأبطال الأوروبى لذكرى هؤلاء الشباب.. ولم يقتصر الأمر على ذلك..

 

إنما نشرت الصحف البريطانية قبل يومين ما اكتشفه البوليس الفرنسى داخل الكمبيوتر الخاص بصلاح عبدالسلام ويتعلق بما يخطط له تنظيم داعش أثناء نهائيات أمم أوروبا التى تستضيفها فرنسا، بداية من الأسبوع المقبل.. صلاح هو المتهم بتدبير وتخطيط تفجيرات باريس الإرهابية فى نوفمبر الماضى وراح ضحيتها أكثر من مائة وثلاثين شخصاً.. وهو أيضا الناجى الوحيد ممن قاموا بهذه العملية، وظل هارباً طيلة أربعة أشهر يطارده البوليس الفرنسى والبلجيكى حتى مارس الماضى حين تم القبض عليه وترحيله من بلجيكا إلى فرنسا ليخضع حالياً للمحاكمة..

 

وبتفتيش جهاز الكمبيوتر الخاص به تم اكتشاف خطة معدة لقتل العشرات وربما المئات من المشجعين الإنجليز والروس أثناء إقامة مباراة إنجلترا وروسيا فى إطار البطولة الأوروبية عن طريق إرهابيين مسلحين وفرق انتحارية بأحزمة ناسفة ستتواجد داخل كل الشوارع والمقاهى حول استاد مارسيليا، وأيضاً استخدام طائرات بدون طيار تحمل مواد كيماوية سامة لرشها فوق الجمهور أثناء وبعد المباراة..

 

ولم يفصح البوليس الفرنسى عن كل ما تم اكتشافه داخل هذا الكمبيوتر الخاص بصلاح عبدالسلام، لكن من الواضح أن داعش كان ولايزال يخطط لعمليات إرهابية كبرى أثناء نهائيات كأس الأمم الأوروبية..

 

وأصبح السؤال المطروح أوروبياً الآن لا يتعلق بداعش والإرهاب المحتمل فى كل وأى مكان.. إنما هو لماذا كرة القدم يكرهها داعش إلى هذا الحد أو يستغلها لقتل الناس طول الوقت؟!.. وهل الكشف عن هذه الخطط سيمنع التنظيم من محاولاته لتفجير كأس الأمم، أم سيصرف النظر انتظاراً لأى مباراة أو بطولة كروية أخرى؟!..

 

وبدأ الكثيرون من جديد ينظرون بمزيد من الشكوك والارتياب فى أى إنسان مسلم، خاصة أن العملية كان مقرراً القيام بها فى مارسيليا التى أصبح المسلمون يشكلون 40% من سكانها.. وبات هؤلاء المسلمون يتمنون مرور البطولة فى سلام حتى لا تصبح حربا جديدة ضد الإسلام والمسلمين فى العالم كله، مع أن الجميع يعرفون من هم الذين أسسوا داعش وساعدوه بالمال والسلاح حتى أصبح الوحش الذى يطارد الجميع.