عبد المعطي أحمد يكتب: التكنولوجيا والناس

إن استخدام التكنولوجيا فى كل المجالات ضرورة حتمية للوصول إلى التقدم والرقى، ونقل المجتمع من حال إلى حال أفضل، فالتكنولوجيا كلمة غير عربية، وهى عبارة عن مقطعين (تكنو- لوجى)، وهناك تعريفات كثيرة ذكرها العلماء، وإن كان التعريف الأكثر تداولا هو علم الأداء أو علم التطبيق.

وكثير من المجالات دخلت إليها التكنولوجيا قللت من استخدام الأيدى العاملة أو حلت محلها، كما أنها وفرت فى الوقت، فما كان يحدث فى شهور ربما يحدث باستخدام التكنولوجيا فى ساعات قليلة.

 

وإذا نظرنا إلى التكنولوجيا نجد أنها موجودة فى كل شىء فى الأدوات والآلات والأسلحة والبيوت والملابس والتواصل ونقل المعلومات والدواء والطعام والاتصالات والرياضة والتعليم وغيرها، حتى أن البعض لا يصدق النتائج الناشئة عن استخدام التكنولوجيا بسبب النتائج المذهلة أو غير المتوقعة فى كل الميادين، وصار التقدم لا يقاس بالسن العمرية، فقد يفوق جيل الشباب على الأجيال المتقدمة بالعمر بفضل استخدام التكنولوجيا والوسائل الجديدة التى لم يعرفها كبار السن.

 

ويوما بعد يوم يزداد الاعتماد على التكنولوجيا فى كل مناحى الحياة التى يؤديها الإنسان فى حياته اليومية حتى أن البعض يراها كمادة منظمة للحياة، وإن كانت غير عضوية يستخدمها البشر فى اكتشافاتهم واختراعاتهم لتلبية الحاجات وإشباع الرغبات.

 

ويشهد عصرنا الحاضر تطورا مذهلا وسريعا يوميا، فالعالم فى تقدم مستمر متسارع متسابق من أجل اكتشاف ما لم يكتشف، وتقديم أفضل الأشياء الجديدة لخدمة البشرية المادية منها وغير المادية، وهذا هو دور المخترعين والباحثين عن التقدم.

 

وقد يوجه البعض الاتهامات العديدة لهذه التكنولوجيا ويحملونها مسئولية الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة مثل الأمراض السرطانية القاتلة بالإضافة إلى الأمراض الكثيرة الشائعة، وهذا كله ناتج عن سوء استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح، فالمشكلة ليست فى التكنولوجيا نفسها وإنما فى الذين يفرطون فى الاستخدام، وهذا لا ينطبق على التكنولوجيا وحدها، فأى شىء يزداد عن القدر المطلوب يحدث نتائج غير محمودة، فالطعام مهم وضروري لاستمرار الحياة، ولكن إذا أفرطنا فيه تحدث نتائج سلبية ضارة ومؤثرة على حياة الإنسان.

 

هكذا هى التكنولوجيا فى حياتنا يجب استعمالها فى موضعها وبالقدر المطلوب حتى نتجنب آثارها السلبية، ونحقق الاستفادة المرجوة من ورائها.. فهل نفعل؟

 

• عيد الأضحى الذى ينتظره العالم الإسلامى كل عام لارتباطه بشعائر الحج والأضحية التى تسهم فى إدخال السعادة على الفقراء يأتى هذا العام فى ظل تحديات اقتصادية أدت إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحية والطازجة، ومن المتوقع أن تزداد خلال الفترة المقبلة بسبب الأزمات العالمية والاضطرابات السياسية فى السودان. كما أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على أسعار الأعلاف التى تستورد مصر معظمها من أوكرانيا خاصة أن انتاج مصر يغطى 60%من حاجة السوق من اللحوم فقط، والكثير من الجهات الخيرية تعانى هذا العام من التراجع الكبير فى التبرعات، وفى حجم الطلب على الصكوك، مما سينعكس – بلا شك – على الكميات الموزعة على الفقراء، وإذا كانت الحكومة المصرية قد نجحت فى إيجاد بدائل باستيرادها منذ عدة شهور ومعها لحوم البرازيل والهند وأيرلندا لتوفير اللحوم وتوزيعها من خلال المجمعات التعاونية التابعة لوزارة التموين بأسعار أقل من 200جنيه، فالمواطن الذى يرغب فى أداء شعيرة الأضحية يحتاج إلى تدخل الدولة لزيادة المعروض من العجول والخراف الحية عبر منافذها لحماية الموطن من جشع التجار وتسهيل أداء تلك الشعيرة حتى تسهم فى إدخال الفرحة على الفقراء.

 

• عندما قامت الحرب الروسية الأوكرانية فى فبراير 2022 أشبع كثيرون زيلينسكى سخرية متسائلين كيف لممثل كوميدى فاشل قيادة دولة فى حالة حرب؟ لكنه أثبت أنه رجل علاقات عامة من الطراز الأول يدغدغ المشاعر ويستغل الفرص لإقناع العالم بمأساة بلاده، وأصبحت لديه خاصة فى الغرب سلطة أخلاقية يضغط بها على الزعماء للحصول على أقصى ما يستطيع من أسلحة، وأجبر زعماء كبارا رفضوا طلباته فى البداية على التراجع. أما بوتين فمازالت خلفيته المخابراتية تسيطر عليه، فلا يعير الرأى العام العالمى اهتماما، فخطاباته الموجهة للإنسان العادى الذى اكتوى بنيران الحرب غائبة، ولا أحد يعرف كيف ستنتهى الحرب ومتى؟ لكن المؤرخين سيتوقفون طويلا حول كيفية تسويق بوتين وزيلينسكى للحرب، ولن يكون صعبا عليهم تحديد الفائز؟.

 

• تظل مصر هى المكتوى الأول بنيران الحرب السودانية، ولذلك فهى المختص الأول بتلك الأزمة، وهى التى تسعى بكل إخلاص لإنهاء تلك المأساة الإنسانية التى أنهكت الشعب السودانى بكل أطيافه وفئاته.