متى تتوقف هذه الحرب؟

متى تتوقف هذه الحرب؟

عبدالمعطى أحمد
بعد تسعة أيام فقط يكون قد مر أربعة أشهر على بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة فى أوكرانيا، بينما لا توجد أى بوادر تشير إلى قرب توقف القتال، وليس لدى أى أحد بما فى ذلك الطرفان المتقاتلان أى فكرة عن متى يمكن أن يتوقف.
العكس هو ما نراه ويراه العالم كله، فالموقف على الأرض فى أوكرانيا يزداد تعقيدا مع كل يوم جديد يمر,وتنعكس تعقيداته على كل الأطراف: روسيا.الغرب المتمثل فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والمجتمع الدولى بأكمله.
روسيا كدولة كبرى وثانى أكبر قوة عسكرية فى العالم لن تقبل بعد أربعة أشهر من الحرب أن توقف عمليتها العسكرية دون أن تحقق أهدافها منها,وهى أهداف محددة ومعلنة للكافة تتعلق بضمانات تطلبها لحماية أمنها القومى.
المسألة باتت تتعلق- بالنسبة لها- بكرامة دولة,وكبرياء شعب، وحق الشراكة فى قيادة النظام العالمى،رغم أن العالم كله يدرك أنها لم تواجه فى هذه الحرب أوكرانيا وحدها، بل أوكرانيا معززة بدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وحلف الأطلنطى عسكريا واقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا،وأنها تواصل الحرب وهى مكبلة بأقسى منظومات عقوبات تم توقيعها على دولة فى التاريخ الحديث كله،وأنها حين لاحت آفاق تهدئة ودعوات تفاوض استجابت بحسن نية وأوقفت إطلاق النار،وسحبت قواتها التى كانت على وشك اقتحام كييف.
وما ينطبق على روسيا ينطبق بالمثل على الولايات المتحدة وحلفاؤها الذين اعتبروا سلامة أوكرانيا وسيادتها قضيتهم، وتعهدوا بالوقوف إلى جانبها حتى النصر باعتبارها- فى رأيهم – خط الدفاع الأول ليس عن الأمن الأوروبى أو الأمريكى فقط،بل عن الحضارة والقيم الغربية فى مواجهة العدو الروسى،وبالتالى فهزيمتها- إن حدثت – ستكون هزيمة لكل هذه المعانى والقيم.

خواطر
*لأننا أكبر دولة مستهلكة ومستوردة للقمح فى العالم، فقد كان تأثير الأزمات العالمية واضحا علينا,فنحن نستهلك ما يزيد على 21مليون طن نستورد منها 11مليونا وننتج نحو 10ملايين طن،والأسعار العالمية وصلت إلى أرقام قياسية غير مسبوقة,والمعروض فى البورصات والأسواق العالمية انخفض بشكل مخيف جراء مراحل الإغلاق نتيجة كورونا والكوارث المناخية،ثم الحرب الروسية الأوكرانية,وربما تطول الحرب بين الدولتين الأكثر انتاجا وتصديرا للقمح فى العالم.وبينما الدولة المصرية تتحرك لمواجهة تلك الظروف العالمية أتذكر محمود درويش وكلماته عن القمح حيث يقول:”إنا نحب الورد لكنا نحب القمح أكثر,ونحب عطر الورد لكن السنابل منه أطهر,فاحموا سنابلكم من الإعصار بالصدر المسمر”.

*لم يعد الحديث عن البيئة والتلوث والمناخ مجرد ترف,ولكن أصبح مسألة وجود للبشرية أو فناء لكوكب الأرض خاصة بعد تعدد مظاهر التغير المناخى من زلزل وبراكين إلى حرائق غابات وارتفاعات غير مسبوقة فى درجات الحرارة فى دول كانت لاترى الشمس،ثم انخفاضها إلى حد تساقط الثلوج فى دول قرب خط الاستواء!.وإذا كانت مصر تستضيف فى نوفمبر المقبل المؤتمرالاطارى الدولى للأمم المتحدة الخاص بالمناخ”كوب27″,ولأنها من الدول التى تشير الدراسات إلى أنها ستكون الأكثر تضررا وتأثرا من التغيرات المناخية خاصة الاسكندرية والدلتا،فعلينا جميعا أن نتحول إلى جنود فى “جيش مصر الأخضر”الذى يحافظ على البيئة ويحارب التلوث,ويقوم بواجبه فى مسكنه ومكان عمله سواء الحقل أو المصنع أو الوزارة أو المحل والسوبر ماركت!.مطلوب أن يتحول كل مصرى إلى داعية للقضاء على كل الملوثات,وأن يساهم فى الحفاظ على الطبيعة والتوازن البيئى وعلى نظافة بيته وشارعه وعلى مياه النيل,ولايلقى فيها مايعكرها.باختصار على كل مصرى أن يتحول إلى “ناشط بيئى”,ويتطوع كجندى فى الجيش الأخضر.

*زلة لسان جديدة لجورج قرداحى أثارت غضب العراقيين.سألوه فى برنامج تليفزيونى عن شوارع العراق الآن مقارنة بسنوات الثمانينيات فقال:”كانت أحلى سابقا”،مما اعتبره العراقيون أنه حنين لنظام صدام حسين,فهاجموه بشدة على مواقع التواصل,ولم يشفع له قوله:”إنه كان يمزح”.سبق لقرداحى أن أغضب أهل الخليج بزلة لسان أفقدته منصب وزير الإعلام فى الحكومة اللبنانية بعد تعيينه بعدة أسابيع.كان جورج يستحوذ على إعجاب الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج عندما كان مذيعا لامعا يقدم برنامج “من سيربح المليون”، إلا أن الإعلامى الناجح عندما يتحول إلى سياسي يخسر كل شىء وكل يوم يربح مليون عدو جديد، والسؤال: أليس ما قاله قرداحى مجرد رأى يصيب ويخطىء أم أن هناك من لا يحبون من يعبر عن رأيه بصراحة إذا تعارض معهم؟ّ

*علمتنى الحياة أن الإنسان يبدع في انتقاد الآخرين، ولكنه أعمى عن سلبياته!