فئة لا يغفر الله لها مهما بلغ استغفارها.. علي جمعة يكشف عنهم

فئة لا يغفر الله لها مهما بلغ استغفارها.. علي جمعة يكشف عنهم

ايجى 2030 /
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن هناك بعض المستغفرين لا يقبل الله تعالى استغفارهم ويعذبهم في الدنيا والآخرة.

 

وأوضح «جمعة» خلال احدى الدروس العلمية بمسجد فاضل ، في إجابته عن سؤال: «هل يغفر الله تعالى لكل المستغفرين، أم أنه سيُعذب البعض، كما ورد في الآية 14 من سورة الفتح؟»، أن هناك بعض الناس يستغفرون الله سبحانه وتعالى على سبيل النفاق، حيث إنهم يستغفرون الله تعالى ظاهريًا لكن ليس بقلوبهم، وهذا الذي كان يُسمى نفاقًا أيام النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

فضل الاستغفار بعد الصلاة

فضل الاستغفار بعد التسليم من الصلاة، كبير جدا ونصحنا به النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن البعض يغفل عنه، وكشف الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، عن الحكمة من الاستغفار بعد الصلاة، بأن الإنسان لا يخلو من تقصير في صلاته؛ فلهذا شرع له أن يستغفر ثلاثًا ثم يأتي بالأذكار الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام.

 

وأضاف «عويضة»، في تصريح سابق له، أن الاستغفار مطلوب من المسلم حتى بعد أداء العبادات والفرائض، ومن ذلك الاستغفار بعد الحج كما قال الله تعالى: «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ». (البقرة :199).

 

ونصح مدير الفتوى، المسلمين بالإكثار من الاستغفار بعد شهر رمضان المبارك، والمحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها وقراءة القرآن الكريم والأذكار.

 

ونبه على أن ينبغي على المسلم أن يشكر الله تعالى على كرمه لأنه وفقه لأداء الطاعة والعبادات، ويكون ذلك بالإكثار من التسبيح والأذكار.

 

فضل الدعاء بعد الصلاة

الدعاء عقب الصلوات المكتوبة مرغب فيه شرعا من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد روى الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: «قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الأخير ودبر الصلاة المكتوبة» ومعنى أي الدعاء أسمع أي أقرب للإجابة، ومعنى دبر الصلاة المكتوبة أي بعد الصلاة المكتوبة.

 

وأخرج الطبري من رواية جعفر بن محمد الصادق قال: «الدعاء بعد المكتوبة أفضل من الدعاء بعد النافلة كفضل المكتوبة على النافلة».

 

أما بالنسبة للدعاء على وجه الخصوص، فقد وردت كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة التي ترغب في أدعية مخصوصة بعد الصلاة المكتوبة، منها على سبيل المثال ما رواه البخاري ومسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد».

 

ومنها ما رواه البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلىالله عليه وسلم كان يتعوذ من دبر الصلاة بهذه الكلمات: «اللهم إني أعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر».

الاستغفار في الثلث الأخير من الليل

ورد عن السلف الصالح، أن هناك صيغة للاستغفار تفرج الهم وتوسع الرزق، حيث إن أعرابيا شكى إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه شدة لحقته، وضيقا في الحال، وكثرة من العيال، فقال له: “عليك بالاستغفار، فإن الله تعالى يقول: «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا»، “فعاد إليه، وقال: يا أمير المؤمنين قد استغفرت كثيرًا، وما أرى فرجًا مما أنا فيه، فقال: لعلك لا تحسن أن تستغفر، قال: علمني، قال: أخلص نيتك، وأطع ربك، وقل: «اللهم إني أستغفرك من كل ذنب، قوي عليه بدني بعافيتك، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك، أو اتكلت فيه عند خوفي منه على أناتك، أو وثقت فيه بحلمك، أو عولت فيه على كرم عفوك، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب خنت فيه أمانتي، أو بخست فيه نفسي”.

فضل الاستغفار قبل الفجر

فضل الاستغفار قبل الفجر ، ورد أنه كل إنسان يشعر بالضيق ولديه مشاكل ويُعاني من الكرب والفقر أو وقع في المعصية وضيقت عليه ذنوبه، عليه أن يُداوم على الاستغفار، مشيرة إلى أن هناك ستة أمور يفوز بها المستغفرون، وهي : «الاستغفار سعادة للمحزونين، وبه يطهر قلبك ، ويزال همك، ويجعل الله لك من كل ضيق مخرجًا، وغفران للمذنبين، وفرج للمكروبين، وبه يرزقك الله تعالى من حيث لا تحتسب، وهو مفتاح الخير، أمان من وقوع العذاب، يريح القلب».

 

فضل الاستغفار قبل الفجر ، ينبغي أن تكن من المستغفرين يطهر قلبك ويزال همك، حيث إن المستغفر يجعل الله له من كل ضيق مخرجًا، و من كل هم فرجًا ، ويكفر ذنوبه، ويرزقه من حيث لا يحتسب، فهو مفتاح الخير، كما أن الإيمان وتقوى الله عز وجل في السر والعلن؛ تفتح أبواب الرزق، كذلك، مستشهدة بقوله تعالى: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» الآية 96 من سورة الأعراف، وقال رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ».

 

فضل الاستغفار

الاستغفار له فضائل كثيرة، نذكر منها 13 فائدة، فهو طاعة لله -عز وجل-، ويكون سببًا لمغفرة الذنوب: كما قال تعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» [نوح:10]، ويكون أيضًا سببًا في نزول الأمطار، كما قال تعالى: «يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا» [نوح:11].

 

الاستغفار يكون سببًا بالإمداد بالأموال والبنين، كما قال تعالى: «وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ» [نوح:12]، وأيضًا يكون سببًا في دخول الجنات، كما قال تعالى: «وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ» [نوح:12]، ومن فوائد الاستغفار أيضًا أنه يزيد من قوة الإنسان، كما قال تعالى: «وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ» [هود:52].

 

يكون الاستغفار سبب المتاع الحسن، كما في قول الله تعالى: «وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ» [هود:3]، والاستغفار يدفع البلاء، كما في قوله تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» [الأنفال:33].

 

الاستغفار يكون سببًا لإيتاء كل ذي فضل فضله، كما في قول الله تعالى: «وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ». [هود:3].