فاروق جويدة. العدالة تسبق الحرية

فاروق جويدة. العدالة تسبق الحرية

نقلا عن صحيفة الاهرام

أحيانا يدور هذا السؤال فى رأسى: أيهما يسبق الآخر من حيث الأهمية فى حياة الإنسان الحرية أم العدالة.. واجد نفسى بلا تردد أقول إنها العدالة.. لأن الحرية فى غياب العدالة يمكن أن تكون أكذوبة كبرى..

 

إن للحرية أجنحة كثيرة انها الرأى والفكر والسلوك والأخلاق والقيم.. إنها تلك المساحة من التناقضات التى تغطى حياة الإنسان وإذا توافر الرأى والفكر فقد يتعارضان مع الأخلاق هناك مجتمعات كثيرة فرطت فى الأخلاق، من اجل الحريات وندمت على ذلك ندما شديدا..

 

وحين يختل سلوك الإنسان تحت بدعة الحرية فهو يتحول إلى إنسان يمارس الشطط وعدم المسئولية وهنا تصبح المسئولية، عبئا على حياة الناس حين يتحولون إلى كائنات تتصرف بلا حساب وتخطئ بلا ضوابط..

 

أما العدالة فهى أرقى سلوكيات البشر قد تسبقها الرحمة أحيانا، ولكن العدالة إحدى ضمانات الرحمة، والعدالة ليست فقط أن أعطى الناس حقوقهم ولكن أن تتساوى أقدار الناس حسب مواهبهم وقدراتهم فى الحياة.