انتبهوا لكلماتكم وأفعالكم عند زيارة المرضى

انتبهوا لكلماتكم وأفعالكم عند زيارة المرضى

د/علاء الشال
هل المريض يتحسن من حيث الناحية النفسية لو أن أحد الصالحين زاره وبشره بطول العمر وسرعة الشفاء؟ والجواب بكل تأكيد نعم، المرض فيه جانب نفسي والإنسان يتأثر بهذا الجانب النفسي، وصلاح الحالة النفسية للمريض يؤثر على سرعة الشفاء أو العكس.

 

المريض ضعيف، ويكفي أن المرض اغتال عافيته ، فيحتاج منا إلى مؤازرة نفسية لرفع معنوياته بالمفاهيم الإيجابية مما يعطيه القدرة على مواجهة المرض.
مهما كان مرض المريض فليس هناك مرض يستعصي على الله تعالى أن يشفي الناس منه.
وقد يبلغ اليأس من المريض أن يطلب الكفن ويوصي وصيته ويفارق النور وجهه، وبكلمة حانية ونظرة عطوفة تعود له عافيته ويعيش من العمر السنوات الطوال، وكثير من الناس حدثت لهم انتكاسة بأخبار سيئة سمعوها وماتوا في الحال، كان النبي ﷺ يعود المرضى وينفس لهم في الأجل ويدعو لهم.

الضعف النفسي عند المريض يبعث عنده التشاؤم ولذا لا ينبغي ذكر الأخبار السيئة أمامه بحيث لا يسمونه بسوء ولا يضعضعون الحياة عليه.
قد تعود العافية إلى المريض الذي كان يموت أمامنا، فلا تعتقد أن ملك الموت يدخل مع المرض فلا علاقة بينهما.

ولقد كان النبيَّ يعُودُ بَعْضَ أَهْلِهِ يَمْسَحُ بيدِهِ اليُمْنى ويقولُ: «اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِب الْبَأسَ، واشْفِ، أَنْتَ الشَّافي لا شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفاءً لا يُغَادِرُ سقَماً» صحيح مسلم:2191.

عن أَنسٍ رضي اللَّه عنه أَنه قَالَ لِثابِتٍ رحمه اللَّه: أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رسولِ اللَّه ﷺ؟ قَالَ: بَلى. قَالَ: “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَأسِ، اشْفِ أَنتَ الشَّافي، لاَ شَافِيَ إِلاَّ أَنْتَ، شِفاءً لاَ يُغادِر سَقَماً”أخرجه البخاري (4436) مختصراً بنحوه، ومسلم (2444)
وعن سعدِ بن أَبي وَقَّاصٍ رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه ﷺ عاده ووضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِي وَبَطْنِي، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، وَأَتْمِمْ لَهُ هِجْرَتَهُ، فَمَا زِلْتُ أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي فِيمَا يُخَالُ إِلَيَّ حَتَّى السَّاعَةِ” صحيح البخاري: 5659

لقد عادت له عافيته ببركة زيارة رسول الله له وبسبب دعوته له، زوروا المرضى وارفعوا أكف الضراعة إلى الله لهم بالشفاء وإياكم وذكر الموت والانتقال أمامهم.

وبلغت من شفقة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يعلم الإنسان دعاءا لمؤازرته حال مرضه ف عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيِّ رضي اللَّه عنه، أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ ﷺ وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقالَ له رَسولُ اللهِ ﷺ: “ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ” صحيح مسلم:2202.

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنها عن النبي ﷺ قال: “مَن عاد مريضًا لم يحضُرْه أجَلُه فقال عندَه سَبْعَ مرَّاتٍ: أسأَلُ اللهَ العظيمَ ربَّ العَرْشِ العظيمِ أن يَشفِيَك، عافاه اللهُ مِن ذلكَ المرَضِ” صحيح: أخرجه أبو داود (3106)، والترمذي (2083
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِىَّ ﷺ فَقَالَ “يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ فَقَالَ «نَعَمْ». قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ” أخرجه مسلم (2186)

العافية قد تأتي للمريض بمجرد أن يزوره من يحبه، لما زار النبي ﷺ سعد بن عبادة تغير حاله إلى حالة نفسية جميلة جعلته ينسى المرض.