الشباب ومعركة التجريف

الشباب ومعركة التجريف

خالد الشناوي
ما يحدث في مجتمعنا من جرائم قتل وعنف لأسباب مختلفة تعكس ما يحدث لآخلاق المجتمع وأدبياته الرصينة في ظل غياب الدور التربوي إلى جانب كون هذه الأفعال الإجرامية لطمة على جبين الأسر المغيبة . بل و صرخة في وجه كل فن غير هادف ينشر لغة البلطجة والسنج والسيوف ويسوقها للشباب بزعم أن هذه هي الفتوة!

هناك أسر لا تربي شباب صالح للمجتمع بل تقوم بتقديم شخصيات غير سوية تهدد السلم المجتمعي إما بميولها الإجرامية من ناحية أو ارتمائها في احضان الأفكار المتطرفة من ناحية أخرى .

هذا الخلل القيمي والمجتمعي يدق ناقوس الخطر ويسترعي استنهاض ولاية الأسر والمؤسسات الإصلاحية والتعليمية والتوعوية والثقافية كما كانت قيمها في قديم الزمان وايقاظها من سبات نومها العميق!

البعض من البشر مجرد فقاعات هوائية فارغة حتى وإن ظهرت ممتلئة إلا أن امتلائها مزيف لا وزن له ولا قيمة وهكذا حالها من الخواء المعرفي حتى تنفجر منشطرة بالجراثيم ذات العدوى الأخلاقية بلا رحمة أو إنسانية.

سقوط هيبة الأب تدفعه إلى الانسحاب من دوره، وتتقدم الأم فيدهسها جنون الأولاد المراهقين. ثم إن العالم الافتراضي، من منصات التفسخ الاجتماعى وفرت للأولاد آباء غير الآباء وأمهات غير الامهات وحبيبات غير تلك الرافضة و المستعصية على الولد في الفصل أو عبر الشارع!

وقد رأينا مؤخرا كيف أن السواد الأعظم من مقترفي الجريمة شباب في مقتبل العمر وهم بذلك ضحية للاهمال من الأسرة والمجتمع على حد سواء .

ربوا عيالكم حتى لا تتركوا الشارع يربيهم فلا يحسن تربيتهم وتخسروهم وتندموا وقت لا ينفع الندم، ولن تجدوهم وقتما تحتاجون إليهم . لا عيب أن يستكشف الأباء كيف تكون التربية ويتعلمون الأسس السليمة ليطبقونها.

فمصادر المعرفة والتعلم ما أكثرها وما أيسر الوصول إليها، ولكن العيب أن يهمل الإنسان منا فى حق فلذات أكباده ومن ثم ينعكس ذلك على كله على المجتمع بأسره تخلفا ورجعية .

يا قومنا، الشباب هم خط الدفاع الأول والقلب النابض في المجتمع وهم التيار الدافئ الذي يسري في أوصال المجتمع فيبعث فيه الحيوية والحرارة ويدفعه إلى الحركة السريعة في جميع الاتجاهات والمجتمع الغني بشبابه هو المجتمع القوي المزدهر بعكس المجتمع الفقير بشبابه فإنّ مآله إلى التفكك والإنهيار. غير أنّ كلّ هذه الأهمية المؤكدة بالنسبة للشباب تمثل خطورة بالغة إذا لم يلق توجيهاً تربوياً يقوم على دعائم الفضيلة والتمسك بآداب القيم و الدين والوسطية .