مرسى عطا الله :زيارة ترامب.. وحرائق المنطقة!  

مرسى عطا الله :زيارة ترامب.. وحرائق المنطقة!  

ما الذي جري لنا.. ما الذي فعلناه بأنفسنا في السنوات العجاف الأخيرة.. هل كانت الأمة العربية غائبة عن الوعي وهي ترحب بالعواصف الهوجاء التي حملت زورا وبهتانا اسم «الربيع العربي» فإذا بها أعاصير عاتية بددت شمل الأمة وضيعت سلام واستقرار العديد من أوطانها بعد أن غطت الدماء كل شبر فيها.

 

هل كنا في غيبوبة ونحن نري انزلاقا لأوطاننا بغير وعي، لكي تتحول الأرض العربية إلي ساحة لحروب الجيل الرابع وتصادماتها المرعبة.

 

كيف سمحت عقولنا لآلات تزييف الوعي أن تخترق النفوس كالسهام المسممة، فيشتد العراك ويتفاقم الصراع بين أبناء الوطن الواحد والحصيلة في النهاية صفر كبير فلا منتصر ولكن الكل مهزومون.

 

أين ذهبت ضمائرنا ونحن نشهد انهيار دولة تلو الأخري تحت مزاعم كاذبة بأن الهدف هو إسقاط الأنظمة وليس إسقاط الأوطان، مع أن كل النماذج التي أوجعت قلوبنا في العراق وسوريا واليمن وليبيا كشفت حجم مأساة كبيرة هي أ ن كل هذه الأوطان المنكوبة أصبحت خرابا يبابا وبتنا في نظر العالم أكبر أمة مصدرة للاجئين والنازحين والمشردين في أصقاع الأرض بحثا عن المأوي ولقمة العيش.

 

أي عار سيلحق بأجيالنا التي سمحت لبلادنا أن تتحول إلي نقمة علي رأس شعوبها بعد أن كانت عنوانا للنعمة والاستقرار، وأصبحت التجارة في الدم والعرض عنوانا لحياة بائسة لم يصنعها سوي صمتنا وعدم انتباهنا مبكرا لهذه العواصف المدمرة التي جري تمريرها برايات مضللة وشعارات زائفة!

 

وعذرا إذا كان في الكلمات قدر من القسوة لكن لا مفر من أن نواجه الحقيقة المرة بكل جفافها وقسوتها… وإلا فعلينا أن نقصف أقلامنا وأن نغمض أعيننا عن النيران التي مازالت مشتعلة في بعض أوطان الأمة ،والتي تطرح مع زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للمنطقة ولقاءاته الموسعة في الرياض مع حشد كبير من قادة الأمة العربية والإسلامية تساؤلات مشروعة حول مستقبل المنطقة! صحيفة الاهرام