إنجازات رئيس وتضحيات شعب

إنجازات رئيس وتضحيات شعب

د. السعيد عبد الهادى
في الذكري السابعة لتولي الرئيس السيسي قيادة البلاد، نتذكر الإنجازات التي حققها، والتحديات التي واجهها، والتضحيات التي قدمها الشعب المصري لتحقيق نهضة شاملة في مدة زمنية محدودة. واجه الرئيس ومعه الشعب التحدي الأكبر وهو تثبيت قواعد الدولة المصرية، ومواجهة الإرهاب وبناء جيش قوي. تبني الرئيس برنامج إصلاح اقتصادي صعب، وتقبله الشعب بصدر رحب لثقته وحبه للرئيس الذي شاهده لا يتوقف هو وفريقه ووزراؤه عن العمل ليلا ونهارًا. حقق الرئيس ثورة تحديث وتطوير في مجالات عانت من الإهمال والتهميش لعقود أهمها ملفات التعليم والصحة والخدمات العامة والمرافق. أدرك الرئيس أن الوادي والدلتا قد ضاقتا بأكثر من ١٠٠ مليون مصري، فشرع في بناء عاصمة إدارية جديدة ومدن جديدة وطرق جديدة بطول البلاد وعرضها. استعان بعقول وسواعد المصريين المخلصين ونجح في فترة قصيرة في النهوض بالزراعة والصناعة والتجارة، وما زال يحلم بجمهورية جديدة وبغد أفضل للمصريين.
اعتقد أن أي منصف سوف يعتبر أن ماتحقق في هذه السنوات السبع من حكم الرئيس، هو إنجاز غير مسبوق. حيث لايوجد مجال واحد إلا وشهد محاولات للتطوير والتحديث وإدخال التكنولوجيا الحديثة. حتى الملفات التي تحتاج إلى عدة سنوات لإحداث تغيير ملموس وفعال مثل التعليم والصحة، فقد شهدتا مجهودات حثيثة للإصلاح لايمكن إنكارها. الحكم الموضوعي على مدي التقدم في أي مجال هو مقارنة ما كان موجودا قبل يونيو ٢٠١٤، بما صرنا عليه في يونيو ٢٠٢١. علينا أن ندرك أن التعليم بصفة عامة، والتعليم قبل الجامعي بصفة خاصة، سوف يستغرق عدة سنوات لكي نستطيع أن نحقق مستوى التعليم الذي نتطلع إليه. الحكم الموضوعي أيضا يستدعي ان نعترف أن محاولات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني قد حققت نجاحا ملحوظا في إدخال التكنولوجيا الحديثة في التعليم. وإن كنا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من المدارس، وإلي تطوير المناهج ونظم التدريس والتقويم. وإلي إعادة الأنشطة إلى المدارس، والأهم من كل ذلك هو الاهتمام بالمعلم وإعداده الإعداد الجيد وتدريبه ورفع مستوى معيشته بزيادة دخله وتحسين ظروف العمل داخل المدارس.
كذلك شهد التعليم العالي طفرة كبيرة غير مسبوقة، تمثلت في إنشاء الجامعات الأهلية الجديدة في سيناء والعلمين والجلالة والمنصورة الجديدة. والجامعات التكنولوجية الجديدة، التي تهدف إلى إعداد جيل جديد من الفنيين المهرة. بالإضافة إلى إنشاء أفرع لجامعات دولية في العاصمة الإدارية الجديدة. وفي نفس الوقت اهتمت وزارة التعليم العالي بتطوير وتحديث الجامعات الحكومية والسماح لها بإنشاء برامج حديثة لمواكبة التطور الحادث في العالم. كما تم السماح بإنشاء أفرع جديدة بمصروفات (معقولة) تحت مسمي (جامعات أهلية). كل هذا سوف يؤدي إلى خفض كثافة الطلاب في الجامعات الحكومية، وتحسين جودة العملية التعليمية وزيادة دخل أعضاء هيئة التدريس. مع الاحتفاظ بالبعد الاجتماعي في حق أبناء الطبقة الوسطى والدنيا في تعليم مجاني جيد.
وشهد مجال الصحة تحديات عظيمة بمجئ جائحة كورونا، وتكونت مجموعة عمل من الوزارات المعنية برئاسة رئيس مجلس الوزراء، والتي نشهد أنها نجحت في إدارة الأزمة. وعند ظهور الفاكسين، كانت مصر أول دولة أفريقية تبدأ في تطعيم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس. ونجحت وزارة الصحة في الحصول على حق إنتاج الفاكسين من الشركة الصينية. ونأمل أن ينجح المركز القومي للبحوث في إنتاج فاكسين مصري بأيدٍ مصرية. شهدت الصحة قبل جائحة كورونا، نشاطا كبيرا تمثل في الحملات التي تبناها السيد الرئيس وأهمها حملة ١٠٠ مليون صحة، والتي أنقذت أكباد المصريين وأنهت كابوس الإصابة بفيروس (سي). وكذلك مبادرة الرئيس لتقليل قوائم الانتظار للعمليات الجراحية الكبرى. والحملات النوعية للاهتمام بصحة المرأة والطفل وطلاب المدارس. ويبقي التحدي الأكبر وهو التوسع في التأمين الصحي الشامل ليصل إلى كل مصري في كل مكان يعيش على أرض مصر. ويبقي الأمل في تطوير المستشفيات والاهتمام بالطبيب وتحسين ظروف عمله وزيادة دخله.
ومع كل هذه الإنجازات العظيمة، إلا أن الطريق ما زال طويلا والتحديات ما زالت كبيرة وآمال وتطلعات الشعب المصري ما زالت واسعة. وهناك مستجد يؤرق الشعب المصري وهو ملف سد النهضة والتعنت الإثيوبي، ونأمل أن نعمل مع الأشقاء العرب والأصدقاء في المجتمع الدولي لإيجاد حل عادل يضمن حقوق مصر في مياه النيل. كما يتطلع المواطن المصري في تحقيق المزيد من التطوير والتحديث في عدة مجالات مرتبطة بالحياة اليومية للمواطن المصري أهمها؛ تنمية الريف المصري، واستكمال تطوير التعليم والصحة، ومحاربة الفساد، وتطوير الإدارة المحلية، وإعطاء مزيد من الحرية للصحافة والإعلام والرأي الآخر