فاروق جويدة: الحب أجمل حظوظ الدنيا

فاروق جويدة: الحب أجمل حظوظ الدنيا

فى أحيان كثيرة نتصور أن الحب زائر يمكن أن يطرق بابنا فى كل وقت..نتصور أننا يمكن أن نجده أمامنا حين نريد..وتمضى سنوات العمر ونكتشف انه زائر عزيز جدا وليس تحت الطلب فى كل الأوقات..

 

كنت أتصور أن القلب يمكن أن يخفق فى أى لحظة وانك تستطيع أن تفتحه لأى زائر ولكن هيهات يا صديقى سوف يأتى عليك زمان تتمنى فيه لحظة دفء أو اشتياق أو لوعة وتنظر فى ساعتك وأنت تنتظر حبيبا غاب لعله يعيد للقلب نبضه الخافت ومشاعره التى غابت.. لا تتصور أبدا انك إذا أردت أن تحب فسوف تشعل الدنيا حولك بالحنين واللهفة هذه أشياء قد تزورنا مرة واحدة أو مرات فى العمر وأنا دائما كنت ومازلت اعتقد أن الحب من أجمل حظوظ الدنيا..

 

فى المال يمكن أن نعوض الخسارة وفى المناصب يمكن أن نحصل عليها حتى لو جاءت متأخرة ولكن هناك أشياء لا تعوض خسائرها أبداً وهى الصحة والحب إن خسائر الصحة لا تعوضها أموال الدنيا وخسائر الحب لا يعوضها إلا حب أخر قد يجىء وقد لا يجىء..ليس معنى ذلك أن الإنسان يحب مرة واحدة ولكن إذا ضاع منك الحب فلا تتصور أبدا أن الأبواب مفتوحة أمامك لقصص حب أخرى..

 

إن الحب أحيانا يكون مجرد وهم فلا تصدقه وقد يكون نزوة عابرة وقد يصبح حلما لا يتحقق ولهذا لا تترك قلبك يخدعك وربما طاف بك فى لحظة ألم وافتقاد يتسول المشاعر من هنا أو هناك أسوأ الأشياء أن يتسول الإنسان مشاعر حب من إنسان لا يستحقها..

 

لا أنصحك فى الحب أن تعرض مشاعرك فى الأسواق لأن البضاعة زائفة والسلع مضروبة وما تراه أمامك من البريق هو بريق كاذب.. قلت لك إن الحب مثل الرزق سوف يأتيك فى أى زمان ومن أى مكان فلا تبحث عنه فما أكثر الذين بحثوا عن الحب ولم يصلوا إليه، لكن هناك إنسان محظوظ يعيش فى كوخ صغير وفجأة يجد عصفوراً جميلاً يقتحم قسوة أيامه ووحشة لياليه اسمه الحب..لا تبحث عنه لأنه يجىء حين يريد وربما لا يجىء فلا تتعب نفسك بحثا عن هذا المجهول. نقلا عن صحيفة الاهرام