فاروق جويدة: للسعادة أبواب كثيرة 

فاروق جويدة: للسعادة أبواب كثيرة 

نقلا عن صحيفة الاهرام

سألتنى هل السعادة فيما نملك من الأشياء أم فيما نحس من المشاعر؟.. إن كلمة السعادة نختلط أحيانا عند بعض الناس، هناك من يتصور أنها لحظة فرح أو لحظة متعة أو إحساس بالبهجة يملأ نفوسنا ويحملنا بعيدا عن واقع محبط، فى أى الأشياء نجد السعادة؟

إن السعادة لا تأتينا من الخارج إنها تنبت فينا أولا وبعد ذلك تشع فى كل جزء من كياننا ثم تشع حولنا ويشعر بها كل من يقترب منا، إنها ضوء يبدو خافتا ثم يزداد بريقا حتى يتحول الكون حولنا إلى نقطة ضوء تكبر وتتسع كلما جمعت أكبر عدد من القلوب التى تحيط بنا، هناك تشابه كبير بين الضوء والسعادة إن النهار حين يظهر يفتح أبواب الحياة وقلوب البشر والسعادة، أيضا حين تخرج منا فهى تتجاوز حدود أبواب الحياة وقلوب البشر والسعادة أيضا حين تخرج منا فهى تتجاوز حدود الأشخاص والأماكن والأشياء..

وليس من الضرورى أن تمتلك أكبر قدر من الأشياء لكى تكون سعيدا، ما أكثر التعساء الذين ملكوا كل شىء وكل واحد فيهم يشعر بأنه أفقر الناس.. إن امتلاك الأشياء يشعرنا بالزهو ولكنه لا يقدم لنا السعادة، إذا كنت تعيش فى قصر كبير فإنك فى آخر المطاف تنام فى غرفة واحدة ولن تستطيع أن تمد أقدامك لتنام فى غرفتين أو ثلاث ولكن المشاعر تجعلك تنتقل بين أكثر من مكان..

ليس المهم أن تملك الوردة وتسجنها فى إناء صغير ولكن المهم أن تشم عبيرها.. ليس المهم أن تجد حولك عشرات النساء ولكن قلبا واحدا يحتويك يكفيك.. بعض الناس يعيش لكى يمتلك الأشياء وحين تصبح بين يديه يزهد فيها ولكن ما أجمل أن تشعر دائما بقيمة الأشياء..

إن الأشياء تتجسد فى عمل تتقنه وتجد نفسك فيه.. ومكان تسكن فيه وتشعر بالأمان وهى أيضا إحساس أن تكون راضيا لأن الرضا يولد القناعة والقناعة أقرب الطرق إلى السعادة.. هناك من يرى السعادة لحظة ولكنها أكبر بكثير من حساب اللحظات، لأنك تستطيع أن تجعل منها عمرا كاملا إذا اكتفيت بما وهبك الله، لن تستطيع أبدا أن تأخذ من الحياة كل شىء والعقلاء هم من اختاروا بعض الأشياء وعاشوا من أجلها.