فاروق جويدة :هل تكون الكورونا سببا في الطلاق؟

فاروق جويدة :هل تكون الكورونا سببا في الطلاق؟

نقلا عن صحيفة الاهرام
في السنوات الماضية ارتفعت نسبة الطلاق في مصر ووصلت إلى أرقام مخيفة حتى إن الكثير من مراكز الأبحاث الاجتماعية حذر من هذه الظاهرة الخطيرة..

كانت هناك أسباب كثيرة لانتشار الظاهرة، من بينها حالة الانفلات التي أصابت كيان الأسرة المصرية وفقدت أهم مقوماتها في الترابط والتواصل والمودة..

وكانت هناك تغيرات في واقع الأسرة أدت إلى حالة من التفكك كان في مقدمتها سفر الأب للعمل في الخارج، واتساع دائرة اهتمامات المرأة أمام تغيرات اقتصادية مفاجئة، وقبل هذا كله فإن نشاط المرأة واهتماماتها كانت على حساب الأسرة..

إن غياب الأب والأم أدي إلى ما يشبه القطيعة ولهذا لم يكن غريبًا أن ترتفع نسبة الطلاق وتتحول إلى ظاهرة تهدد هذا الكيان الأسري بكل ثوابته وتواصله.. وهنا بدأ الحديث عن عودة كيان الأسرة في ظل حالة الحظر التي يعيشها المواطنون أمام كارثة الكورونا التي جعلت الملايين يغلقون أبواب بيوتهم لتعود الأسرة مرة أخري إلى تقاليدها القديمة..

إن البعض يري أن هذا الحظر ربما كان سببًا في مزيد من الخلافات أمام أزواج اعتادوا على البعد وغياب الحوار إما بسبب السفر أو التفكك أو عدم الاهتمام بينما يري البعض الآخر أن هذا التقارب سوف يعيد المياه إلى مجاريها وهناك طرف ثالث يري أن الأماكن لا تصنع المشاعر وأن القلوب التي اعتادت على البعاد والتجاهل والإهمال لا يمكن أن تعود بين يوم وليلة مرة أخرى وأن الحب حين يخرج من البيت فلا سبيل إلى عودته..

هناك رأي آخر أن نسبة الطلاق سوف ترتفع لأن أمراض العلاقات الأسرية سوف تظهر مرة أخرى حين يجلس الأزواج مع بعضهم البعض فترات طويلة، وأمام حالة الكآبة التي تسيطر على الناس بسبب أخبار الكورونا سوف تشتعل المعارك، وتنطلق الأصوات.

ولهذا أقترح إغلاق مكاتب المأذونين طوال فترة الحظر، حتى لا يجد الأزواج والزوجات وسيلة للانفصال..

إن القضية تبدو هزلية في بعض جوانبها، لأن العالم يواجه محنة قاسية، وعلى الإنسان أن يتعامل بحكمة وضمير ويترك السفينة تمضي ربما عدلت مسارها وربما عرفت الطريق الصحيح، وقبل هذا لماذا لا تكون الكورونا وسيلة لعودة الحب مرة أخرى بين الأزواج.