كاسبرسكي لاب تسهم فى القبض على عصابة Lurk الإلكترونية

إيجى 2030 /

في بداية الصيف أسهمت كاسبرسكي لاب في القبض على مشتبهين كانوا يشكلون جزءا من عصابة Lurk الإلكترونية المشتبه بتورطها في سرقة ما يزيد عن 45 مليون دولار من عدد من الشركات والمصارف في روسيا، وهي تعتبر من أكبر عصابات القرصنة المالية التي ألقي القبض عليها في السنوات الأخيرة، إلا أن هذه لم تكن الجريمة الإلكترونية الوحيدة التي ارتكبتها عصابة Lurk. وفقاً لنتائج تحليلات بنية تكنولوجيا المعلومات الكامنة وراء برمجية Lurk الخبيثة، كان مشغلو هذه البرمجية يقومون بوضع وتأجير هذه الأداة إلى مجرمي الإنترنت الآخرين. وهذه الأداة التي تعرف باسم Angler هي عبارة عن مجموعة من البرمجيات الخبيثة القادرة على استغلال الثغرات الأمنية في برامج الحاسوب المختلفة وزرع برمجيات خبيثة إضافية خلسة في أجهزة الكمبيوتر.

وقد بقيت أداة Angler ولسنوات طويلة من أقوى أدوات القرصنة المتاحة لمجرمي الإنترنت من وراء الكواليس. ويعود تاريخ وجود Angler إلى أواخر عام 2013، عندما أصبحت متوفرة للإيجار. وقام العديد من العصابات الإلكترونية باستخدام تلك الأداة لنشر البرمجيات الخبيثة المختلفة مثل البرامج الخاصة بالدعايات الإعلانية والبرمجيات الخبيثة المستهدفة للقنوات المصرفية وبرمجيات الفدية الخبيثة. وقد تم استخدام هذه الأداة بشكل فعال من جانب العصابة المسؤولة عن برنامج الفدية الخبيثة (Cryptxxx) الذي يعتبر أحد أخطر التهديدات على الإنترنت، وكذلك تم استخدام الأداة في برنامج Teslacrypt وغيرها. واستخدمت أداةAngler  أيضاً لنشر برمجية حصان الطروادة المصرفية الخبيثة المعروفة باسم: Neverquest والتي تم وضعها لمهاجمة ما يقرب من 100 بنك مختلف، إلا أنه قد تم تعطيل عمليات Angler مباشرة بعد القبض على عصابة Lurk .

وكما أظهر البحث الذي أجراه خبراء كاسبرسكي لاب، فقد تم بناء أداة Angler أساسا لهدف واحد وهو لتوفير قناة توصيل فعالة وموثوقة لعصابة Lurk يمكّن برمجيتها المصرفية الخبيثة من استهداف أجهزة الكمبيوتر. ونظرا لأن Lurk  هي نوع من العصابات التي تلتزم السرية والانغلاق الشديد في أعمالها فقد حافظت على الهيمنة الكاملة على بنيتها التحتية بدلا من محاولة شراء برامج من عصابات أخرى كما يفعل الباقون. ولكن في عام 2013، تغيرت الأمور بالنسبة للعصابة، حيث قامت بفتح المجال لتأجير هذه الأداة لكل من يرغب في الدفع.

وتعليقا على هذا قال رسلان ستويانوف، رئيس إدارة تحقيقات حالات اختراق الحواسيب في كاسبرسكي لاب، “إن قرار عصابة Lurk لاتاحة المجال لاستخدام وتأجير أداة Angler قد كان ناتجاً عن الحاجة إلى سداد الفواتير المالية. ففي الوقت الذي أتاحت العصابة أداة Angler للإيجار، لوحظ تناقص أرباحها من الأنشطة الرئيسية المتمثلة في السطو الإلكتروني على أموال الشركات نتيجة الإجراءات الأمنية التي تم تطبيقها من قبل مطوري برامج التحكم بالأنظمة المصرفية عن بعد. وهذا جعل الأمر أكثر صعوبة على هؤلاء المهاجمين، ومع كثرة الالتزامات والمصاريف وتزايد عدد الموظفين، فقد قرر المهاجمون توسيع أعمالهم، واستطاع تحقيق النجاح في ذلك إلى حد ما. وفي حين كانت Angler  بمثابة الأداة المستخدمة لنشر برمجية حصان الطروادة المصرفية الخبيثة تشكل تهديداً يقتصر فقط على المؤسسات الروسية، إلا أنه فيما بعد توسع نطاق تهديدها حيث استخدمت لشن هجمات ضد مستخدمين آخرين حول العالم.”

ولا يمكن القول إن Angler هي النشاط الوحيد الجانبي لعصابة Lurk، فعلى مدى أكثر من خمس سنوات انتقلت العصابة من إنتاج البرمجيات الخبيثة الفاعلة في مجال سرقة الأموال تلقائياً عن طريق برامج نظام الخدمات المصرفية عن بعد إلى أنظمة السرقة المعقدة والتي تتضمن استخدام بطاقات SIM المزيفة ومختصي القرصنة الخبراء في البنى التحتية المصرفية.

وقد تمت مراقبة نشاطات عصابة Lurk  خلال هذا الوقت وتوثيقها من جانب خبراء الأمن في شركة كاسبرسكي لاب.