الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش يقول ان العالم بدون صدام حسين هو الأفضل ورئيس الوزراء البريطانى تونى بلير يرى ان تدمير العراق مجرد خطأ..بينما يرى تقرير لجنة جون تشيلكوت ان احتلال العراق قام على اكذوبة كبرى وان أجهزة المخابرات قدمت بيانات ومعلومات خاطئة تفيد بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل..قصة الحرب على العراق مازالت رغم مرور سنوات عليها تحتل مكانة بارزة فى ضمير الشعوب التى شاركت فى هذه المحنة رغم ان أصحاب القضية وهم الشعوب العربية وحكامها نسوا هذه القضية ولم تعد تحرك مشاعرهم ولا ضمائرهم منذ اللحظة الأولى لانطلاق الصواريخ على بغداد اختاروا مواقف المتفرجين وربما المتواطئين..الحقائق الآن تتفجر فى الإعلام الغربى ولو ان هناك عدالة حقيقية لوجدنا بوش وتابعه بلير الآن يحاكمان كمجرمى حرب لأن كليهما ارتكب بالفعل جرائم حرب ضد المدنيين المسالمين ولكن من يحاكم من؟ نحن العرب حتى الآن مازلنا نأتمن تونى بلير على أهم قضايانا وهى القضية الفلسطينية ونقدم له ملايين الدولارات فى أعمال استشارية مغرضة وكاذبة..ان الإعلام الغربى الآن يحاكم بوش وبلير وكان الاولى ان تكون هذه المحاكمات فى العالم العربى أمام الرأى العام العالمى وأمام ما يحدث فى المنطقة الآن..سوف يقول التاريخ ان بوش الابن كان اسوأ حاكم دخل البيت الأبيض وان تونى بلير لعنة فى تاريخ الإمبراطورية العظمى لأن إعلان الحرب على العراق قام على أكذوبة ضللت العالم ولأن احتلال العراق لم يقم على قرار دولى من الأمم المتحدة ولأن أمريكا انفردت بهذا القرار متحدية العالم كله..إذا كان التقرير الانجليزى الذى أعدته لجنة تشيلكوت قد كشف الكارثة الحقيقية فى حرب العراق فأن هناك أسرارا كثيرة يجب ان يعرفها العالم عن أعداد الضحايا من المدنيين الذى قتلوا فى الحرب وعن حجم الدمار الذى لحق بالبنية الأساسية للشعب العراقى من المؤسسات والمنشآت والمبانى واجهزة الدولة وعن حجم البترول الذى دخل خزائن المشاركين فى الحرب وقبل هذا كله عن إعدام الأبرياء والتعذيب فى سجن ابوغريب ثم فى النهاية ما حدث فى العراق من انقسامات بين أبناء الشعب الواحد. صحيفة الاهرام
كتاب واراء فاروق جويدة :بوش وبلير وجرائم حرب