الاسلام يقدم حلول لزوجة يهجرها زوجها فى الفراش

ايجى 2030 /

زوجي يهجرني في الفراش لسبب أو بدون سبب، ويستعمله كطريقة في العقاب بدون أن يبدي الأسباب، ولكنه عندما يحس أنه أدى الغرض من ذلك يعود وكأن شيئا لم يكن، ويريدني أن أتجاوب معه تماما كما يريد هو. أنا أحس أنه يعاملني كجارية مع أنه يظهر الحب فقط لينال ما يريد، هو لا يحترم المرأة بصورة عامة، ولا أحس أنه يحترمني بصورة خاصة، لهذا فقد فقدت الرغبة فيه تمامًا، ولا أستطيع مجاراته، حتى إنه حاول أن يجامعني بالقوة في المرة الأخيرة، ولكني بكيت فتركني، ولا أستطيع حتى التعامل معه بعدها. لديّ منه بنت واحدة عمرها سبع سنوات، الآن وبسبب سلوكه هذا لم أحظ بفرصة أن يكون لي طفل آخر، لقد حرمني هذا الحق بسبب هذا السلوك، أنا طبيبة وهو يرفض أن أعمل، وأنا أذكر هذه التفاصيل لأبين لكم حياتي ومشاكلي النفسية الناتجة عن سلطته وتسلطه على حياتي، ولكن المشكلة الأساسية الآن هي ما حصل مؤخرًا من محاولة ما أظنه اغتصابًا، وعدم قدرتي على التعامل معه أو العيش معه.. أرجو إرشادي إلى كيفية التعامل مع هذا الوضع..

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أختي الغالية.. مرحبا بك بين أفراد أسرتك على موقعك المختار للشورى والمشورة بالحق فيما بيننا، بارك الله فيك، لحرصك على دوام العشرة، باستبدال هذا القلق والتوتر إلى راحة وسكن. وسعيا وراء تحقيق ذلك يجب علينا توضيح بعض النقاط وتحليل الأسباب التي جعلتك في هذه الدرجة من عدم التقبل والنفور، وندعو الله أن يهدينا إلى الخطوات ويعينك على القيام بها.

أولا: من خلال سطور رسالتك الغالية هناك ما يحتاج إلى توضيح: هل هناك قصور جنسي أو ضعف؟ لذا نقترح عليك الاستعانة بطبيب متخصص لدراسة الحالة، فالجانب العضوي والجسدي مهم جداّ، ويجب وضوحه لتستقيم وتنجح طريقة التعامل معه وحتى لا يكون هناك ضرر ولا ضرار ولا ظلم، وذلك يتم بينكما بعد المصارحة والنقاش في هدوء وود واتفاق.

ثانياّ: بالنسبة للجانب النفسي والسلوكي الذي عبرت عنه بكل الألفاظ والرسائل السلبية من تصورات منفرة ورافضة، واعتقاد سلبي عن صفات وسلوك زوجك معك.

هيا نصارح أنفسنا ونعيد النظرة من البداية، نجيب عن بعض الأسئلة ونكشف عن التفاصيل.

زواجك كان على أساس وكانت هناك استخارة وقدر الله وما شاء فعل.

لابد أنه كانت هناك قناعة ورضا بهذه الشخصية، وإن ظهرت بعد الزواج بعض الصفات والاختلافات فلابد من المرونة ووضع بدائل والتكيف معها.

وقد أمرنا رسولنا إذا فرك مؤمن من مؤمنة وكره خُلُقا عليه أن يرضى بالخلق الآخر.

هيا في جلسة مصارحة وبكل صدق ارصدا على الورق مميزات زوجك وعيوبه.

ولا تنسي أثناء كشف الحساب هذا أن تنظري لكثير من الأزواج من حولك، وكم من زوجات تفتقد ما لديك من مميزات في زوجك، وأنت لا تشعرين أنها ميزة وتعتبرينها صفة عادية بل واجبة عليه.

لزوجك عليك حقوق ولك عليه واجبات يجب أن يقوم كل منكما بما عليه وخاصة حقه في الفراش، ولكن إذا قصر أحد الطرفين ولم يؤد ما عليه بالصورة التي أمر بها الشرع وتناسب الفطرة وتسد الاحتياج فعلى الطرف الأخر أن يصبر ويحتسب ويسعى بأخذ الأسباب الصحيحة لتعديل وتحسين الوضع.

ليس هناك مشكلة ليس لها حل، ولكن الحلول صعبة وتحتاج صبرًا ووقتًا وجهدًا.

سارعي بتجديد النية والاحتساب لله.

هيا جددي نظرتك ورد فعلك بإعادة القراءة أو الاستماع في مجال حقوق الزوج وما يجب على الزوجة وصور من الصحابيات وزوجات الرسول في حسن التعامل مع الزوج.

تقربي إلى الله بالنوافل بعد الفرائض وزيادة من التواصل مع الله، وأيضا تفقدي حال زوجك مع الله واشتركا معا في  عبادات جماعية صلاة بالليل، صيام نافلة.

أحسني ما بينك وبين الله يحسن ويفتح الله عليك ما بينك وبين الناس وأولهم زوجك جنتك أو نارك؟

إن إثارة العداوة والشحناء والبغضاء بين الزوجين من أنجح غنائم الشيطان وحزبه من شياطين الجن والأنس، فاحذري أن تتبعي خطواته وتصدى لخطته واجتهدي وجاهدي نفسك بالاستعانة والاستعانة بالله وكثرة الاستغفار والتزام صحبة صالحة، فإن كثيرا من أسباب هدم العلاقة الزوجية حديث النساء وإثارة النفوس بتفاصيل العلاقة مع زوجها وكثيرًا ما تزيد وتكذب وتفتخر بما لا يحدث فينقلب على الأخرى بالنفور من حالها ووضعها في بيتها وعلاقتها بزوجها.

استبدلي الصحبة الفاسدة بصحبة صالحة، وقد نهانا الشرع وأمرنا رسولنا الكريم ألا نتحدث بما يجري داخل البيت وخاصة في العلاقة الحميمة أو ما يتعلق بسلوك ومشاعر الزوجين.

أما بالنسبة لرفض زوجك العمل فلماذا رفض؟ ولماذا لا يكون هناك اتفاق من البداية؟

هيا في جلسة حب وتفاهم تكشفان خسائر ومكاسب عملك، وحتى نصل إلى قرار عن رضا وقناعة لما فيه سلامة سفينة الأسرة الصغيرة السعيدة التي تسعى إلى رضا الله وأن ينظر إليهم وينزل بها السكينة والرحمة. ولا تنسي أن الأساس للمرأة  أن تقر في بيتها وترعى من تعول حق الرعاية.

اشغلي وقت فراغك. ما هو هدفك وأنت زوجه وأم؟ اصقلي مواهبك وحققي ذاتك كل يوم تطلع عليك فيها الشمس تعلمي وعلِّمي أصلحي نفسك وانفعي غيرك.

لديك نعمة غالية. كنز ثمين ابنتك الحبيبة في أجمل مرحلة الطفولة لبناء الشخصية وغرس القيم والصفات الحميدة. اطلعي على كتب تربية الأولاد، وانشغلي بتربيتها على أساس تربوي سليم لتجنب مشاكل المراهقة عندها لن تشعري أنك سجينة حبيسة المنزل والسجان زوجك. بل هي مملكتك وأنت الملكة؛ فاسعدي بما مَنّ الله عليك به من نِعَم واشكريه تزِدْ واستعملي نعمه في طاعته والتقرب إليه. ولا تنسي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ”.

اشغلي وقتك بزوجك، ولا تشغلي نفسك وتضيعي جهدك وطاقتك بالانشغال بالفكرة والتصور السلبي والمشكلة. تزيني له وجددي من مظهرك وطريقتك في التعامل معه. انتهزي الفرص لإقامة مناسبة وتقديم هدية، وأكثري من جلسات الود والتقرب.

اهتمي بما يهتم به واجتهدي في سد كل احتياجاته (كوني له أَمَةً يكن لك عبدا)، عندها يقوم ويؤدي كل ما تطلبين وتحتاجين بالصورة التي تحبينها.

ليس كل ما في الحياة الزوجية علاقة الفراش فقط، بل أيضا علاقة تواصل وهذا علم وفن وصبر وإنما العلم بالتعلم والصبر بالتصبر.

استعيني بالله والزمي الصلاة وتصبري، وادعي الله أن يفتح عليك ويفتح بينك وبين زوجك، وأن يرزقك الرضا والقبول. واجتهدي في الأخذ بالأسباب، واستبدلي كل قصور سلبي واعتقاد منفر بالقبول والتقبل. لأنك طالما تحدثين نفسك باعتقاد أنه لا يحترم المرأة وخاصة أنتِ، أنه اغتصاب، أنه مسيطر ومتسلط..

سوف يكون كل فعل أو حركة أو قول يصدر منه مَجْلَبَةً لشعورك بالنفور والضيق والتضجر، وبالتالي يتكون السلوك ورد الفعل غير المحمود المنهي عنه.

لذا لابد في الأصل من نزع الاعتقاد السلبي بكل صوره واستبداله بالإيجابي وحسن الظن والتفاؤل. وإذا لم نلق الجزاء ولم يكن ما لا نتوقعه نصبر ونحتسب ونظل بثبات نؤدي ما علينا ونسأل الله ما لنا.