سؤال غريب عن الشيطان يثير دهشة الأزهر

سؤال غريب عن الشيطان يثير دهشة الأزهر

ايجى 2030 /
ورد إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سؤالاً غريباً حول الجن والشيطان، وما إن كانت ترانا في الظلام أم لا، حيث سأل سائل خلال البث المباشر للمركز عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قائلاً: هل يرى الشيطان في الظلام؟

 

هل يرى الشيطان في الظلام؟

أكد الشيخ محمد العماوي عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، في إجابته على السؤال، أن الشيطان قد يرى في الظلام وهو أمر لا غرابة فيه، مرجعاً ذلك إلى أن الشيطان مخلوق يختلف في هيئته عن الإنسان وبالتالي قد يرى في الظلام.

هيئة الجن

من جانبها، بينت لجنة الفتوى بدار الافتاء المصرية، وصف الجن والشيطان والحكمة من خلقهم، حيث أشارت إلى ما جاء في تفسير القرطبى لسورة الجن من أن أهل العلم اختلفوا في أصل الجن، فقال الحسن البصرى: إن الجن ولد إبليس، والإنس ولد آدم، ومن هؤلاء وهؤلاء مؤمنون وكافرون، وهم شركاء فى الثواب والعقاب، فمن كان من هؤلاء وهؤلاء مؤمنا فهو ولى الله، ومن كان من هؤلاء وهؤلاء كافرا فهو شيطان. وقال ابن عباس: الجن هو ولد الجان، وليسوا بشياطين وهم يموتون ومنهم المؤمن ومنهم الكافر، والشياطين هم ولد إبليس لا يموتون إلا مع إبليس. انتهى.

 

كما جاء فى تفسير سورة الناس أن قتادة قال: إن من الجن شياطين وإن من الإنس شياطين، وهو يعزز رأى الحسن البصرى المذكور- قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن}.. [الأنعام : 112]. مشيرة إلى أنه جاء في “حياة الحيوان الكبرى” للدميري أن جميع الجن من ذرية إبليس وقيل: الجن جنس وإبليس واحد منهم ولا شك أن الجن ذريته بنص القرآن الكريم. يريد قوله تعالى: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دونى وهم لكم عدو}.. [الكهف : 55]، ومن كفر من الجن يقال له شيطان.

 

ولفتت إلى أنه جاء فى “آكام المرجان فى أحكام الجان” للمحدث “الشبلى” أن الجن تشمل الملائكة وغيرهم ممن اجتنَّ -أى استتر- عن الأبصار، قال تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجِنة نسبا}.. [الصافات : 58]، لأن المشركين ادعوا أن الملائكة بنات الله وقال: الشياطين هم العصاة من الجن وهم ولد إبليس، والمردة هم أعتاهم وأغواهم بقوا، قال الجوهرى: كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان، والعرب تسمى الحية شيطانا.

 

وأوضحت أن الحكمة من خلقهم فهى امتحان بنوا آدم هل يستجيبون لأمر الله أو لأمر الشيطان، وإيمان المؤمن لا تكون له قيمته إذا كان نابعا منه ذاتيا بحكم أنه خلق مؤمنا كالملائكة، فان استقر الإيمان بعد الانتصار فى معركة الشيطان الذى أقسم أن يغوى الناس أجمعين -كان جزاء هذا المؤمن عظيما، لأنه حصل بتعب وكد ومجاهدة دفع بها أجر الحصول على تكريم الله له. قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.. [العنكبوت : 69].

 

وشددت اللجنة على أن الحياة الدنيا لابد فيها من معركة بين الخير والشر، لتتناسب مع خلق الله لآدم على وضع يتقلب فيه بين الطاعة والمعصية، وقد تزعَّم الشيطان هذه المعركة انتقاما من آدم الذى طرد الشيطان من الجنة بسبب عدم السجود له. فقال كما جاء فى القرآن الكريم: {قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين}.. [الأعراف : 16 – 17]، وحذر الله الإنسان من طاعة الشيطان فقال: {ألم أعهد إليكم يا بنى آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين}.. [يس : 60]، وقال: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}.. [فاطر : 6].

 

وأكدت أن مجاهدة الشيطان بعصيانه لها ثواب، ووجوده يساعد على الحركة القائمة على المتقابلات والحركة سر الحياة، وقد سئل أحد العلماء: لماذا خلق الله إبليس؟ فقال: لنتقرب إلى الله بالاستعاذة منه وعصيانه، فكل خير فيه شر ولو بقدره.