بماذا يأمرنا الشيطان في المصحف؟!

بماذا يأمرنا الشيطان في المصحف؟!

عادل عصمت
* بداية فالشيطان في المصحف يأمرنا بثلاثة أشياء حصرية (بالسوء، بالفحشاء، بالمنكر).
وقد وردت 3 آيات بهذا الخصوص مرة: (السوء مع الفحشاء)، ومرة (المنكر مع الفحشاء)، وثالثة (الفحشاء وحدها)، حيث وردت الفحشاء 3 مرات في الآيات الثلاث؛ لنرى الآيات:
* قال تعالى: إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169) البقرة.
* قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) النور.
* وقال تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) البقرة.
* لكن ماذا تعنى مصطلحات (الفحشاء) و(المنكر) وما هى دلالاتها الحصرية في كتاب الله كيف نصل إلى مبتغى الشيطان ونعرف بماذا يريد أن يأمرنا؟!
* أولا: (السوء) في المصحف ويعنى (الغدر والخسة والخيانة)، ولقد صرفه الله عن سيدنا يوسف.
* قال تعالى: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ).
ولقد استنتجنا معنى لفظة السوء من قصه سيدنا يوسف حيث كان سيقع يوسف في الخسه والغدر والخيانه للرجل الذى رباه وآواه
والسوء هو الغدر.
* ثانيا: (الفحشاء) هى المبالغه في ارادة السوء والتفحش أي المبالغه في الفحش قال تعالى: (وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) ﴿٦٠ النساء﴾
* فالشيطان لا ترضيه الفاحشة العادية الحرام ولكنه يريد الضلال البعيد أي (الفحشاء)، وهى أن تمارس الفاحشة مع محارم النكاح الـ13 لك، مع أمك، ابنتك، أختك، عمتك، خالتك، بنت أختك، بنت أخوك، أمك من الرضاعة، أخواتك من الرضاعة، مرات ابنك….. حماتك، بنت مراتك التى تربيها، أو تجمع بين أختين؛ حيث محرمات النكاح المعروفه قال تعالى:
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23) النساء.
* ولقد كشف ربى (الفحشاء) عن سيدنا يوسف والتى هى في سياق حالة يوسف (ممارسه الجنس مع محارمك) فيوسف كان سيمارس الجنس مع السيدة التى ربته والتى هى بمثابة امه وليست والدته طبعا.
* قال تعالى: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) (24) يوسف.
* الفاحشة: هى الممارسه الجنسيه غير الشرعيه الحرام مع ( غير محارمك).
*الفحشاء: هى ممارسه الفاحشه الحرام لكن (مع محارمك).
* والفحشاء هى حسب المصحف كل شيء جاوز قدره فهو (فحشاء) وكل مافيه مبالغه في السوء هو (فحشاء).
* وربى ضرب للفحشاء 4 امثلة في المصحف اولها حالة (ممارسة الجنس مع محارمك ثانيا التشدد في الدين وتحريم مااحل الله والتطييق على الناس.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169) البقرة.
*والبخل = الفحشاء
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (267) (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (268) البقرة.
* واتهام المتزوجات بممارسه الجنس مع غريب عنها بغرض الفضيحه وخراب البيوت فحشاء
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) النور
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) النور
وعليه الفحشاء: هى ممارسه الجنس مع محارمك أوالتضييق على الناس بتحريم الحلال أو البخل أو قذف المحصنات.
*ثالثا: (المنكر)، والمنكر في المصحف ورد كمقابل لمصطلح الإحسان الذى يعنى في المصحف ثلاثة أشياء (الإنفاق المستمر حتى لو اعثرت) و(كظم الغيظ) في مواجهه من يغضبك و(العفو عن الناس) الذين يخطئون بحقك.
قال تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (134) آل عمران
* وعليه يكون المنكر عكس ذلك تماما أي عكس المدلولات الثلاثه التى وردت لبيان معنى مصطلح الاحسان في المصحف وعليه يكون المنكر: بخل شديد وشح نفس بدلا من الانفاق في السراء والضراء، غضب منفلت بدلا من لجم النفس وكظم الغيظ، وعشق وادنان للانتقام بدلا من العفو عن الناس، وعليه كن من الذين ينهون عن المنكر، وشجع غيرك على العطاء وامنعه من غضبه وميله للانتقام.
* إذن الشيطان يأمرنا حسب المصحف بالسوء وبالفحشاء وبالمنكر أي ( بالغدر / بالمبالغة في الفحش / بالبخل وبالغضب وبالانتقام).
* وإذا كان المنكر: بخل، غضب، انتقام، كن من الذين ينهون عن المنكر، وشجع غيرك على العطاء وحفزه وحاول ان تحول بينه وبين غضبه وحاول تعلمه لجم النفس وكظم الغيظ وتبطل ميله للانتقام والتشفى.
* قال تعالى: كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴿١٦٨ البقرة﴾
وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) ﴿١١٩ النساء﴾
* وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴿٢٠٠ الأعراف﴾
* إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا ﴿٢٠١ الأعراف﴾
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿٢٢ الأعراف﴾
يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ﴿٢٧ الأعراف﴾
وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ﴿١١٩ النساء﴾
وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ﴿٣٨ النساء﴾
ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴿٢٠٨ البقرة﴾