بناة الاهرام ورعاة البقر

بناة الاهرام ورعاة البقر

كريمة أبو العينين
أشد مايجعلك تحتد أن يتحدث من لا شأن له فى اشياء ثابتة وراسخة رسوخ الجبال .

وذلك ما طالعنا به الملياردير الامريكى عير مذكور الاسم عن رأيه الشخصى الذى لا يعتمد على اية حقائق ولا معلومات ولا دلائل فقط استيقظ من نومه وقال ان من بنى الاهرامات هم كائنات فضائية وليس الفراعنة كما هو ثابت ومذكور تاريخيا ودينيا .

هذا الامريكى ذو الاموال التى يعجز اولوا القوة عن حمل مفاتيحها اذا كان يعيش فى زمن قارون؛ عندما ادلى بهذا الدلو العكر لم يوضح من اين استقى معلوماته الخزعبلية؛ ولا كيف استطاع ان يقنع نفسه حتى بأن كلامه صحيح : ولاحتى استشار اهل العلم فيما آمن به ورآه واطلقه على الملأ بأن الاهرامات ليست عمل فرعونى.

هذا الرجل يذكرنى برجل اعمال مصرى شهير يصحو كل يوم بتغريدة ينشرها عن اى شىء وكل شىء سواء كانت عن السياسة او الفن او العلم او حتى اسعار البطيخ ودرجة احمراره وسواد لبته وهو عندما يغرد يعلم ان المعرضين كثيرين وكلهم سيصفق لما يقوله حتى لو كان خطأ كما انه يعلم وهو يغرد انه لا يعنيه من سيهاجموه بقدر اظهار نفسه على الساحة وتيقنا منه ايضا ان المعرضين سيردوا على المنتقدين ؛ كلاهما الامريكى صاحب تصريح بناة الاهرام فضائيين ورجل الاعمال المصرى صاحب اكبر رقم من التغريدات كلاهما اعمتهم الاموال وجعلتهم فى غيهم يعمهون وفى الضلال يسيرون.

رجل الاعمال الامريكى الذى اترفع عن ذكر اسمه واعتبره نكرة لتطاوله على بناة اقدم البنايات والحضارات لم يرد على ماصرح به الدكتور زاهى حواس اشهر عالم اثار فى عصرنا الحديث والملقب بالفرعون الذى وصف تصريحات الامريكى بانها للاستهلاك العالمى وبأنها لم تبن على اساس علمى فقط قيلت من اجل هالة من الضوء وركوب التريند الذى يتطلع اليه الملياردير لمجابهة تداعيات فيروس كورونا الاقتصادية والتى لم ينجو منها احدا الغنى والفقير على حد سواء مع اختلاف نسب الخسارة .

وقابل تصريحات حواس دعوة وزيرة التخطيط الدولى للملياردير الامريكى بزيارة الاهرامات ، ومع ان الدعوة لم تتضمن اية تفاصيل الا انها تصرف ذكى يحبذه اهل الخبرة واصحاب الرؤى الصائبة كما ان فى الميراث القصصى مايدعمه فقد ذكر عن رجل كان يغتاب بنت رجل طيب وكل ذنبها انها فاتنة الجمال والكل يتمنى ان يحدثها مجرد الحديث.

وعندما علم ابو البنت بما يقال عن ابنته وسوء اخلاقها فما كان منه الا ان دعا هذا المغتاب ليمكث معه فى بيته وهو لايعلم انه ابو من يغتابها ويقول عليها ماقاله بشار بن برد فى الخمر والكفر ؛ جاء المغتاب الى بيت الرجل وشكره على دعوته له واستقباله من بلدته فى بيته الكريم.

وجاءت الفتاة ووضعت امام الضيف مالذ وطاب من مأكل ومشرب كما قال لها ابيها وخرجت ، فتعلق بها المغتاب واخذه جمالها وحياءها ؛ ويوما يليه يوم يزداد التعلق والحب ويمنى نفسه بالارتباط بها ؛ واستجمع مافيه من شجاعة وطلبها من ابيها وعرض عليه كل مايملك مقابل الموافقة وحينها رد ابيهاقائلا انه موافق بشرط ان تأتى لى برجل فاسق اعتاد ان يتحدث عن ابنتى بالسوء ويقول عنها كل ماهو قذر وكاذب؛ فبهت المغتاب وغادر البيت خجلا اسفا.

فهل فكرت وزيرتنا الهمامة بنفس تفكير ابو البنت المغتابة ؟ فى كل الاحوال ستبقى حقيقة ابدية ان رعاة البقر مهما اغتنوا وانتفخت جيوبهم وعلت مبانيهم الا انهم سيظلون يلهثون من اجل الانتساب الى شيء لايفنى وملك لايبلى ؛ ولهؤلاء نقول اقرأوا التاريخ الذى وجد بعد مصر التى كان وجودها ونشأتها تاريخا منفردا.