الرهان على الأفلام والمسلسلات الحربية أصبح مضموناً

الرهان على الأفلام والمسلسلات الحربية أصبح مضموناً

ايجى 2030 /
كما لم يكن نجاح فيلم «الممر» عند عرضه جماهيرياً العام الماضى متوقعاً بهذا الشكل الكبير، لم يكن نجاح مسلسل «الاختيار» فى موسم دراما رمضان هذا العام متوقعاً لهذه الدرجة، حيث احتل المركز الأول كأعلى الأعمال الدرامية مشاهدة وبحثاً على مواقع المشاهدة أون لاين، وهذا النجاح الكبير للعملين – إن دل على شىء – فإنما يدل على تعطش الجمهور المصرى لمشاهدة أعمال حربية ووطنية من هذا النوع، تزكى الروح الوطنية وتعطى نموذجاً للأجيال الجديدة عن طبيعة كل من ينتمى للمؤسسة العسكرية المصرية، ويرسم ملامحها الحقيقية على المستوى الفكرى والإنسانى والسياسى..

كان هناك قبل إنتاج فيلم «الممر» العام الماضى عدة أعمال سينمائية تناولت حرب أكتوبر ويعاد عرضها كل عام، ولكن ظلت إشكالية تقديم فيلم حربى ضخم الإنتاج عن بطولات الجيش المصرى سواء فى حرب أكتوبر أو قبلها فى حرب الاستنزاف قائمة، يثار النقاش فيها عاماً بعد عام فى ذكرى احتفالات نصر أكتوبر، حتى جاءت تجربة المخرج الكبير شريف عرفة فى فيلم «الممر» كمؤلف ومخرج أيضاً، والتى دارت أحداثها حول بطولة الجيش المصرى فى فترة حرب الاستنزاف، وجسد الفيلم العمليات التى سبقت انتصار أكتوبر عام 1973 وفترة إعداد الجندى المصرى لاستكمال الحرب التى رفضها الشعب المصرى وقتها باعتبارها هزيمة، وتعامل معها كمعركة تشكل البداية الحقيقية للانتصار الكبير على العدوان الإسرائيلى من خلال الكتيبة 39 وقائدها، وبطل هذه القصة الذى ما زال حياً هو اللواء محيى نوح.

أما مسلسل «الاختيار» للمخرج بيتر ميمى فقد واجه قبل عدة شهور وأثناء فترة الإعداد لإنتاجه وتنفيذه بعض المشاهد مع أسرة الشهيد أركان حرب أحمد منسى، حيث لم يكن هناك توافق كامل بين أسرة الشهيد وصناع العمل، ولكن تم الاتفاق فى النهاية ليخرج العمل إلى النور ويحقق مع أولى حلقاته نجاحاً كبيراً أزال كل الخلافات ونال إعجاب أسرة الشهيد كما نال إعجاب كل الجمهور المصرى والعربى واحتل أعلى نسب مشاهدة.

هناك نقاط تلاقٍ كثيرة تجمع بين «الممر» و«الاختيار»، أهمها أن التجربتين تقدمان صفحة مضيئة من تاريخ البطولات العسكرية المصرية، يفصل بينهما ما يقرب من نصف قرن، كما يجمع بينهما النجاح الكبير الذى حققته كل تجربة فى مجالها، «الممر» فى مجال السينما باعتباره من أضخم الإنتاجات الحربية وأكثرها نجاحاً على المستوى الجماهيرى والنقدى، أما مسلسل «الاختيار» للسيناريست باهر دويدار فيكاد يكون أول مسلسل درامى مصرى يجسد بطولة شهيد من الجيش المصرى وحكاية استشهاده ما زالت حاضرة فى أذهان الجميع، واستطاع المسلسل تحقيق نجاح نقدى وجماهيرى كبير أيضاً.

بالطبع كانت هناك احترافية أكبر فى المشاهد الحربية فى فيلم «الممر» لأن المخرج شريف عرفة صاحب خبرة طويلة كمخرج كما أن العمل توافرت له كل مقومات الإنتاج والإمكانات التقنية الناجحة، فى حين لم تكن الحلقات الأولى من مسلسل «الاختيار» بها الكثير من المشاهد الحربية وربما سيكون هذا الأمر فى الحلقات التالية، ولكن لطبيعة فكرة المسلسل كان لجوء المخرج إلى تقنية المونتاج المتوازى كثيرة للمقارنة بين شخصية الإرهابى هشام العشماوى والبطل أحمد المنسى، ولتوضيح التناقض بينهما وكيفية اختيار كل منهما لطريقه الخاص، كما كان أسلوب «الفلاش باك» حاضراً فى الكثير من المشاهد، وإن كان أحدث بعض التشويش أحياناً، ورغم ذلك فإن هذا العمل يحسب لصناعه ويضيف الكثير لرصيدهم الفنى.

ويبقى شكل البطل فى العملين «الممر» و«الاختيار» متقارباً للبطل «نور» /أحمد عز، و«المنسى»/ أمير كرارة حتى من حيث الشكل والصفات الجسمانية والصفات الشخصية أيضاً.

وفى كل الأحوال يعد نجاح تجربة «الممر» سينمائياً، ونجاح «الاختيار» تليفزيونياً بهذا الشكل رهاناً ناجحاً لصناع السينما والدراما فى الفترة المقبلة لتقديم أعمال من هذه النوعية التى أثبتت مدى نجاحها وأكدت تعطش الجمهور لها.