المسئولية الفلسطينية بعد القرار العربى

المسئولية الفلسطينية بعد القرار العربى

بقلم ـ جلال عارف :

نقلا عن صحيفة الاخبار

كان التحرك الفلسطينى موفقا فى اختياره أن ينطلق فى رده على خطة ترامب ونتنياهو من الجامعة العربية وكان الموقف العربى -رغم الظروف والتعقيدات- على قدر المسئولية.

وجاء القرار حاسما فى اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزارة الخارجية برفض هذه الخطة لأنها لا تضمن الحد الأدنى من طموحات وحقوق الشعب الفلسطينى وفى مقدمتها حق تقرير المصيروإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية حيث المقدسات الإسلامية والمسيحية تحميها عروبة المدينة المقدسة منذ آلاف السنين.

الآن يمضى التحرك الفلسطينى تحت مظلة عربية ومع قرار عربى حاسم لا يقبل المناورة ولا يقبل إلا بقرارات الشرعية الدولية ومعها المبادرة العربية أساسا للسلام العادل. يذهب الفلسطينيون إلى أفريقيا وإلى العالم الإسلامى وأوروباثم إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة ويواصلون وضع قضيتهم العادلة أمام العالم مؤكدين على أنها كانت وستظل قضية أرض عربية محتلة لابد أن تتحرر، وشعب فلسطينى لا يطلب إلا حقوقه المشروعة ودولته المستقلة.

ويبقى الأهم فى التحرك الفلسطينى وهو -أولاً وقبل كل شىء- إنهاء الانقسام الكارثى الذى أضر بالقضية الفلسطينية كما لم يفعل أعداؤها. وهناك تحرك ايجابى فى هذا الشأن. وسيذهب وفد من رام الله يضم كل فصائل منظمة التحرير إلى غزة هذا الأسبوع. والأمل أن يكون الجميع فى مستوى المسئولية، وألا يعود البعض للتسويف أو المناورة. المطلوب قرار فورى بتنفيذ اتفاقات إنهاء الانفصال، والبدء بلا تأخير فى تسليم مقاليد الأمور للسلطة الموحدة، والتوافق على برنامج للعمل فى مواجهة المخاطر الكبرى التى تواجهها القضية الفلسطينية بعد أن تطابقت المواقف الأمريكية مع موقف الكيان الصهيونى لتكون الحصيلة هذا الاقتراح المرفوض جملة وتفصيلا بعد القرار العربى الحاسم.

يمضى التحرك الفلسطينى نحو العالم. لكن هذا التحرك لن يكتسب الفعالية اللازمة إلا بانهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطينى، ثم بتقديم الرؤية الواضحة التى تستند للشرعية الدولية طربقا للسلام العادل وليس للصفقات المضروبة!!