الانفعالات المعدية

الانفعالات المعدية

د.احمد فخرى
نحن حقا نعيش فى عالم محاط بالصراعات والضغوط سواء ضغوط العمل ، ضغوط الأسره ، ضغوط إجتماعية ، ضغوط من البيئة المحيطة بنا سواء بيئة المنزل أو بيئة الحى والمنطقة السكنية ، الأزدحام الضوضاء التلوث الهوائى ، التلوث الأخلاقى وكلها مما لاشك فيه تمثل ضغوط على البشر وفى النهاية تؤدى الى حاله مزاجية سيئة وتأثيرات جسمية تعرف بما يسمى بصراخ الجسد.

ونجد أن هناك بعض الأشخاص لايمتلكون القدره على التعامل مع تلك الضغوط اولأ بأول ، وهذا يتوقف على البناء النفسي للشخص وما يمتلكه من قدرات وأدوات للتعامل مع نمط التفكير لديه ، فهناك أشخاص يمتلكون ذخيرة من الأفكار السلبية التشاؤمية فى أدمغتهم ، وهناك نمط أخر من البشر يمتلكون أسلوب تفكيره منطقى إيجابى تفاؤلى وبناء نفسي قادر على أدراك الضغوط والتعامل معها بشكل منطقى سواء بتفسير تلك الضغوط وتحليلها والتدخل للتعامل معها أولا باول أو التكيف مع بعضًا منها.

فنجد أن انفعالات البشر المحيطين بنا تنتقل لنا بشكل أشبهه بالعدوى ، فالأشخاص السلبيون لايكون لهم تأثير ضار فقط على انفعالاتهم وسلوكهم ، بل يمكن أيضًا أن يكون لهم تأثير مدمر على من يحيطون بهم ، أما الافراد الذين يأخذون خطوات جادة ليحيطوا أنفسهم بأشخاص إيجابيين عادة ما يجدون أنفسهم يتبنون سلوك هؤلاء المحيطين بهم ، ونحن نمر بتلك التجارب فى حياتنا اليومية بشكل ملاحظ وقوى التأثير ، فعندما نكون فى حاله من السعاده والبهجه ويأتى إلينا صديق من النمط ذو التفكير السلبي ونجلس نتحدث معه بشكل منطقى جاد للبحث عن حلول للتعامل مع تعاسته نجده متمسك بشكل قوى بأفكاره السلبيه التشاؤميه ويكرر ويزيد من تلك الفكرة التشاؤميه حتى تحدث عدوه ويتتأثر أدمغتنا بهذا النمط التشاؤمى ونصبح فى حاله من الضجر والتعاسة وتنهال علينا الافكار السلبيه بالمثل ، وهكذا بعض الأشخاص الإيجابيين عندما نجالسهم نشعر بالطاقة والحيوية والنشاط والتفاؤل والنظره الإيجابية للحياة ونشعر بقدرتنا على إنجاز المهام والتخطيط لها ، ويرجع هذا التغيير فى أمزجتنا لانه من الصعب جدأ أن نحافظ على النظرة الإيجابية والسعيدة عندما تكون محاطًا بالمتشائمين الذين يبحثون عن الأسوأ فى كل موقف أو حدث.

هذا وقد أكتشف علماء النفس أنك إذا وضعت قلمًا رصاصًا بين أسنانك أثناء قراءة شئ ما ستظن ان مادة القراءة أكثر متعة ، وهذا لان ترجمه عقلك للموقف تأثرت بالابتسامة التى تعلو وجهك ، وإذا جلست مستقيم الظهر بدلًا من التهدل فى جلستك ستشعر بأنك أكثر سعاده أيضًا ، إن العقل يترجم الأشياء بطريقة أكثر إيجابيه عندما يكون الفم والعمود الفقارى فى الأوضاع المتعارف عليها أنها استجابة سلوكية إيجابية.

ونجد أن هناك بعض الأشخاص فى حياتنا يستنفذون طاقتنا عندما نتحدث معهم ، لذا نشعر بأننا منهكين بعدها ، ونحن نطلق على هؤلاء سالبي الطاقة أو معكرى المزاج ، قد يكون من الصعب التعامل مع معكرى المزاج الباعثين على الطاقة السلبية ، خاصة أذا كانوا من الأصدقاء القدامى أو أحد افراد الأسرة أو الاقارب ، وقد تشعر أن عليك التزامًا أدبيًا وأخلاقيًا نحوهم بأن تنصت إليهم وان تكون بجانبهم وان تدعمهم ، وعلى جانب اخر عندما تقوم بذلك فهذا يكون بمثابة تأييد وأعتراف ضمنى بسلوكياتهم الهدامه وأفكارهم السلبية ومعتقداتهم الغير مبررة.

لذا من واقع الخبره أجد ان أفضل تعامل مع هؤلاء الأشخاص هو تقديم المساعدة فى شكل خطة عمل إيجابية ، مثل توجيههم لشراء كتب لمساعدتهم على تغيير ما يجعلهم غير سعداء ، أبدى أعتراضك على التهويل فى أنفعالاتهم وسلوكهم وطريقة تفكيرهم الغير منطقية ، علينا أن نقدم النصيحة بشكل مختصر ونرشدهم على أتخاذ أسلوب أخر يقومون هم بالسعى فيه من اجل تغيير نظرتهم للحياه ، علينا ان نجذبهم للجانب الإيجابي المضئ فى حياتهم ولا ننجرف ورأهم تجاه النظرة السلبية للحياة ، وللحديث بقية..