حسن المستكاوي :دستور الأهلى أمام أعضائه

حسن المستكاوي :دستور الأهلى أمام أعضائه

تفعيل دور الجمعيات العمومية فى قانون الرياضة يعد بمثابة ترسيخ للديمقراطية، وتدريب على المشاركة الشعبية فى إدارة الكيانات والمؤسسات وبالتالى الدولة فيما بعد فى إطار التجربة الديمقراطية.. فالجمعيات العمومية وفقا للقانون، هى صاحبة الكلمة الأولى، والقرار الأول.. وهذا يعنى التدقيق والقراءة الدقيقة، وإبداء الرأى من أجل المصلحة العامة.

** الجمعية العمومية لأى ناد، وفقا للقانون، هى شعبه الذى يحكم شعبه لصالح هذا الشعب. ولائحة أى ناد هى دستوره. وقد كانت اللائحة فى مرحلة التأسيس والسنوات الأولى تسمى قانون النادى. ووضع أول قانون للأهلى عبدالخالق ثروت باشا الرئيس الثالث للنادى ورئيس وزراء مصر فيما بعد ونقح هذا القانون فى أول جمعية عمومية للنادى والتى عقدت فى 19 يناير عام 1916 ثم نقح القانون مرة أخرى فى 4 يناير سنة 1925، وفى 15 مارس عام 1940 عدلت الجمعية العمومية للنادى فى جلسة غير عادية فى بعض المواد.. وذلك يعكس مشاركة أعضاء الأهلى فى صياغة دستورهم على مدى تاريخ النادى.

 

** الأهلى اليوم يرغب فى صياغة دستوره، بكل ما فيه من حقوق وواجبات وتنظيم لعلاقات الأعضاء بالنادى، وحقوقهم، وواجباتهم، وهو أمر يستحق المشاركة تجسيدا للانتماء للأهلى. وهو ليس انتماء لأشخاص مجلس الإدارة. والموافقة على اللائحة أو رفضها هو فى النهاية سيكون انتصارا للجمعية العمومية ونصرا منها لناديها الذى تحكمه لائحة استرشادية.

 

** والأهلى ليس مجرد ناد.. ولكنه كيان ومؤسسة لها دورها الرائد فى الحركة الرياضية المصرية. وكان للنادى تأثيره البالغ فى المجتمع، كمنارة للتنوير والثقافة والفنون. فهو أول ناد يفتح أبوابه للمصريين. ناد أسسته النخبة من أجل المصريين وأبناء الشعب واحتفظ الأهلى بهذا النسيج الذى كان وما زال مصريا صميما يعبر عن المجتمع المصرى المثقف، والطبقة الوسطى. طبقة الطلبة والموظفين والمثقفين.

 

** تأسس النادى فى عام 1907 فى فترة محورية من تاريخ مصر ولم يكن إنشاء الأهلى مجرد تأسيس لنادى للرياضية البدنية والنشاط الاجتماعى، بل جزء من حركة عامة فى المجتمع بدأت مع مطلع القرن العشرين، تواكب فيها نمو الحركة الوطنية وصعودها التدريجى مع بناء المؤسسات السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى الحديثة. كما شهدت تلك السنوات أيضا تأسيس نادى المدارس العليا كناد سياسى اجتماعى نقابى يجمع طلاب المدارس العليا وخريجيها فى تنظيم واحد يدافع عن مصالحهم وينمى الروح الوطنية بينهم.

 

** نفس الفترة عرفت الدعوة لإنشاء الجامعة الأهلية وافتتاح الدراسة بها بالفعل فى ديسمبر من عام 1908، لتكون نواة للجامعات المصرية الحديثة فيما بعد، وليتخرج منها مجموعة من رواد حركة التحديث. وفى هذا السياق الذى شهد صحوة على كل الأصعدة فى المجتمع المصرى تأسس النادى الأهلى ليكون ناديا رياضيا وطنيا واجتماعيا للمصريين.

 

** وعلى مدى تاريخه كان مجلس إدارة النادى يرجع إلى جمعيته العمومية لمراجعة قانونه أو لائحته. واللائحة هى الدستور الذى يطرح على أعضاء الجمعية العمومية للمناقشة وللتصويت، واتخاذ القرار، الملزم لمجلس الإدارة والمجالس المتعاقبة على تنفيذ هذه اللائحة.

 

** يبقى أن لائحة أى ناد بالمعنى الدقيق هى عبارة عن دستوره، لكل جيل من أجياله. وكل جيل عليه أن يسلم الراية للجيل الذى يليه. يسلمه راية مرفوعة، وأحلاما مشروعة.