شيخ الأزهر: 3 شروط لـ«العقيدة الصحيحة».. ومفهومها في القرآن ارتبط بالعلم

شيخ الأزهر: 3 شروط لـ«العقيدة الصحيحة».. ومفهومها في القرآن ارتبط بالعلم

ايجى 2030 /

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر، إن علماء المسلمين وضعوا ثلاثة شروط للعقيدة الصحيحة، وهي الاعتقاد الجازم، ومطابقة الواقع، وأن تكون ناشئة عن دليل، وهذا هو الاعتقاد الحق والعلم الصحيح والمعرفة اليقينية، فالطريق الذي تثبت به العقيدة لابد أن يكون طريقًا يقينيًّا، إذ لو كان طريقُ ثُبوت العقيدة طريقًا ظنّيًّا، أو طريقًا احتماليًّا قابلًا للشك؛ فإن العقيدةَ حينئذٍ يَنطبقُ عليها نفس ما يَنطبق على الطَّريق الَّذي ثبَتَت به؛ فتكون هي الأخرى أيضًا ظنا من الظُّنون المُتأَرجحة بين الثَّبات والتَّغيُّر.

 

وأضاف «الطيب» خلال برنامجه الرمضاني “الإمام الطيب” أن الحكم على صحَّة عقيدةٍ ما أو فسادها يتوقف على اختبار طريق العقيدة والوسيلة المعرفيَّة الَّتي أنتَجَتْها، فإذا كان الطَّريق يقينيًّا كانت العقيدة علما يقينيًّا صادقًا لا يَقبَل ما يُناقضه، وإذا كان الطَّريقُ ظنّيًّا أو مشكوكًا في أمره؛ لم يكن الاعتقاد النَّاشىء عنها إلا ظنًّا قابلا للاحتمال أو شكا يخلد إلى الوَهم والخيال، وكلٌّ منهما ليس من العقيدة الصَّحيحة في شيءٍ.

 

ونوه الإمام الأكبر بأن الشرط الثاني للعقيدة الصحيحة هو أن يكون الاعتقاد مطابقًا للواقع، فهي عقيدة فاسدة أو باطلة، والشرط الثالث أن تكون هذه العقيدة مدعمة بالدليل، فإذا لم تتمكن من تدعيمها باستدلال عقلي فلا تسمى عقيدة، مبينا أن مفهوم العقيدة في القرآن ارتبط بالعلم ، وهو رد على من يدعون أن الإسلام يغيب العقل، فالقرآن هنا يرد عليهم بأن عقيدتنا مبنية على العقل والبرهان والدليل، ودليل ذلك أيضًا الآيات الكثيرة التي تدعو إلى التبصر في السماوات والأرض، وتدعو لاستخدام العقل في الاستدلال على وجود الله.

 

وأوضح الإمام الأكبر أن لعلماء المسلمين نهج في غاية الدقة يَحصُرون به طُرُقَ العقيدة الصَّحيحة في عواملَ ثلاثةٍ يُسَمُّونَها: أسبابَ العلم، وهي أسباب تُعطي للمعرفة أو العقيدة الحاصلة بها وصفَ اليقين الَّذي لا يَتبَدَّلُ ولا يَزُولُ .

 

وأشار إلى هذه الأسباب و هيَ الحواس السليمة، وهي الَّتي تُعرَف بالحواس الخمس الَّتي هي السَّمع، والبصر، والشَّم، والذَّوق، واللَّمس، فالعُلومُ النَّاشئةُ عن طريق الحاسَّة السَّليمة عُلومٌ يَقينيَّةٌ لا يَصحُّ التَّشكيكُ فيها ، والعَقل وهو القُوَّةُ الَّتي أَودَعَها اللهُ في الإنسان، وميَّزَه بها من بين سائر خَلقه، وأوكَلَ إليه مَهمَّةَ التَّحليل والتَّركيب والاستنباط، وأن القرآن الكريم لفَتَ أنظارَ البَشَر إلى أهمّيَّة استخدام المَسلَكَين السَّابقَين؛ المَسلَك الحسّيّ، والمَسلَك العَقليّ القاطع في اكتساب العلم اليقينيّ والعقيدة الصَّحيحة.