السبت الاحتفال باليوم العالمي للسل لعام 2018

السبت الاحتفال باليوم العالمي للسل لعام 2018

ايجى 2030 / هالة محسن

عشية اليوم العالمي للسل لعام 2018، الذي نحتفل به سنوياً في 24 آذار/مارس، ما زال السل من بين الأسباب العشرة الأولى للوفاة في جميع أنحاء العالم، ويودي بحياة ما يصل إلى 5000 شخص يومياً. وقد بلغ العدد التقديري لحالات الإصابة بالسل 10.4 ملايين حالة على الصعيد العالمي في عام 2016، وتوفي من جراء الإصابة به 1.8 ملايين شخص. أما إقليم شرق المتوسط، فقد بلغ العدد التقديري لحالات الإصابة بالسل 766000 حالة، وتوفي بسببه 82000 شخص في العام نفسه.

 

ويركِّز موضوع اليوم العالمي للسل لهذا العام “قادة من أجل عالم خالٍ من السل” علي دور القادة في ترسيخ الالتزام بالقضاء على السل، ليس علي المستوي السياسي فحَسْب ولكن علي جميع المستويات. إذ يستطيع الجميع، من قادة المجتمع المحلي، والمصابين بالسل، ودعاة المجتمع المدني، والعاملين الصحيِّين، والأطباء أو طواقم التمريض، والمنظمات غير الحكومية، وسائر الشركاء الآخرين، أن يقودوا الجهود الرامية إلى القضاء على السل كل في عمله أو في مكانه.

 

ويهدف اليوم العالمي للسل إلى إذكاء الوعي العام بما يخلفه السل من عواقب صحية واجتماعية واقتصادية مدمرة، وتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء هذا الوباء العالمي، الذي لا تزال تنوء بالعبء الأكبر منه البلدان ذات الدخل المنخفض، والفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال وكبار السن والمهاجرين واللاجئين والسجناء، والأقليات العرقية، وعمال المناجم، وغيرهم ممن يعملون ويعيشون في بيئات محفوفة بالمخاطر.

 

وتؤثِّر عوامل، مثل سوء التغذية وتدنّي جودة السكن والمرافق الصحية، على التعرض للإصابة بالسل والحصول على الرعاية إذا ما أضيفت إليها عوامل خطر أخرى تفاقم شدتها مثل تعاطي التبغ والكحول والإصابة بداء السكري. وعلاوةً على ذلك، فإن فرص الحصول على هذه الرعاية الصحية غالباً ما تعيقها التكاليف الباهظة من جرّاء الإصابة بالمرض والسعي للحصول على الرعاية والمواظبة عليها والافتقار إلى الحماية الاجتماعية، ما يسفر عن الدوران في حلقة مفرغة من الفقر واعتلال الصحة. كما أن العدوى بالسل المقاوم لأدوية متعدّدة يزيد هذه المخاوف أهميةً وإلحاحاً.

 

وقد أشار الدكتور جواد المحجور، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالإنابة، إلى أن السل لا يزال يمثل تهديدًا جسيماً على الصحة العامة، وأنه يجب علينا أن نضطلع بما هو أكثر من ذلك بكثير لتنفيذ استراتيجية القضاء على السل وتحقيق غايات أهداف التنمية المستدامة، لكنه سلط الضوء على التقدم الذي أحرزه إقليم شرق المتوسط في مكافحة السل قائلاً “إن إقليمنا هو أحد أربعة أقاليم تابعة لمنظمة الصحة العالمية حقَّقت الهدف المتمثل في خفض معدل وفيات السل إلى النصف بحلول عام 2015 مقارنةً بتقديرات عام 1990”.

 

وقال الدكتور محمد عبد العزيز، المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لبرنامج دحر السل “إن حالة السل تتباين في إقليم شرق المتوسط، فقد أحرزت بعض البلدان بالفعل تقدماً كبيراً في مجال مكافحة السل، ولكن البعض الآخر ما زال يعاني من عبء ثقيل للمرض. وما فتئت البرامج الوطنية لمكافحة السل والعاملون الصحيون والجهات المانحة والنشطاء والمجتمعات المحلية يناضلون بإصرار من أجل تقديم خدمات الرعاية للمرضى وسط حالة من الفوضى والارتياب أفضت إليها الصراعات والكوارث التي تعرَّضت لها بلدان الإقليم في السنوات الأخيرة”. وأضاف الدكتور عبد العزيز أن “التقدُّم الذي أحرزه إقليم شرق المتوسط في مكافحة السل – رغم كل المصاعب – تقدُّم كبير. ‏بَيْدَ أن هناك أيضا عقبات كبرى ما زال علينا أن نتجاوزها. ‏فعلى الرغم من توافر خدمات التشخيص السريع والعلاج بتكلفة منخفضة، لم يتم الكشف عن ثلث حالات الإصابة بالسل الـمُقدَّرة في عام 2016 في إقليمنا، أو أن هذه الحالات لم يُبلَّغ‎ عنها. وهو ما يُمثِّل تحدِّياً كبيراً في سبيل القضاء على وباء السل الذي تُواصل عدواه الانتقال وتمثل خطراً كبيراً على كل مريض على حدة”. ويتيح اليوم العالمي للسل الفرصة لتسليط الضوء علي المرض، ولحشد الالتزام السياسي والاجتماعي للتعجيل بوتيرة التقدُّم صَوْب القضاء عليه، ومكافحة السل المقاوم لأدوية متعدِّدة الذي يمثل تهديداً كبيراً على الأمن الصحي ويُعرِّض المكاسب التي تحقَّقت في مكافحه السل للخطر.