امين عام الأمم المتحدة : “الهجرة هي واقع عالمي آخذ في الإنتشار”

امين عام الأمم المتحدة : "الهجرة هي واقع عالمي آخذ في الإنتشار"

ايجى 2030 / وكالات

في تقريره الصادر اليوم، يقول أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “الهجرة هي واقع عالمي آخذ في الإنتشار”، مضيفا أن “وقت مناقشة الحاجة إلى التعاون في هذا المجال قد مضى” وأن “إدارتها تعد من اكبر الإختبارات وأكثرها إلحاحا للتعاون الدولى فى هذا العصر”.

 

“نحو هجرة تصب في صالح الجميع” هو التقرير الصادر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 كانون الثاني / يناير 2018، وهو مساهمة الأمين العام في عملية وضع إتفاق عالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة. ويعرض التقرير رؤية الأمين العام للتعاون الدولي البناء، بدراسة كيفية تحسين إدارة الهجرة، في صالح الجميع – المهاجرين أنفسهم، والمجتمعات المضيفة لهم ومجتمعاتهم الأصلية.

 

يؤكد الأمين العام أن “الهجرة هي محرك للنمو الإقتصادي والإبتكار والتنمية المستدامة”. ويسلط التقرير الضوء على أن هناك أدلة واضحة تثبت أنه رغم من التحديات الحقيقية، تعتبر الهجرة مفيدة للمهاجرين وللمجتمعات المضيفة، من الناحيتين الإقتصادية والإجتماعية. وسوف يتيح الإتفاق العالمي الفرصة للدول الأعضاء لتحقيق أقصى قدر من الفوائد وتحسين التعامل مع تحديات الهجرة.

 

يشير التقرير إلى ما يقدر بنحو 258 مليون مهاجر دولي، أو 3.4 في المائة من سكان العالم، ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم. وفي حين أن غالبية المهاجرين يتنقلون بين البلدان بطريقة آمنة ومنظمة ونظامية، فإن أقلية كبيرة من المهاجرين تواجه ظروفا تهدد حياتهم. ويشير التقرير إلى أن حوالي 6 ملايين مهاجر عالقون في العمل الجبري، وأن التحركات الأخيرة الواسعة النطاق للمهاجرين واللاجئين في مناطق تشمل منطقة الساحل وجنوب شرق آسيا قد خلقت أزمات إنسانية كبرى. ويدعو التقرير إلى إدراج استراتيجية خاصة لمعالجة ذلك في الإتفاق العالمي.

 

ويستعرض التقرير الفوائد الإقتصادية للهجرة، حيث ينفق المهاجرون 85 في المائة من دخلهم في المجتمعات المضيفة لهم ويرسلون نسبة ال 15 في المائة المتبقية إلى بلدانهم الأصلية. وفي عام 2017 فقط، أرسل المهاجرون ما يقرب من 600 مليار دولار من التحويلات المالية، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف جميع المساعدات الإنمائية الرسمية. و ترسل النساء اللاتي تشكلن 48 في المائة من جميع المهاجرين نسبة أعلى من دخلهن إلى بلدانهن مقارنة بالرجال، ولكنهن يواجهن سياسات عمل و عادات توظيفية أكثر تقييدا من الرجال، مما يحد من دخلهن الإقتصادي ومساهمتهن الإجتماعية. ويشجع التقرير الدول الأعضاء على “تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات” كعنصر أساسي من عناصر الإتفاق العالمي.

 

ويحث الأمين العام الحكومات على العمل معا لوضع نظام هجرة عالمي فعال وإنساني من شأنه أن يعزز السيادة ولا ينتقص منها. وإذا أتاحت الحكومات المزيد من المسارات القانونية للهجرة، وذلك استنادا إلى تحليلات واقعية لإحتياجات سوق العمل، فمن المرجح أن يكون هناك عدد أقل من عابري الحدود بشكل غير قانوني، وعدد أقل من المهاجرين الذين يعملون خارج نطاق القانون، وعدد أقل من إنتهاكات المهاجرين غير النظاميين.

 

ويؤكد الأمين العام أن إتباع نهج جديد إزاء الهجرة أمر ضروري قائلا “لقد آن الأوان لجمع جميع أجزاء منظومة الأمم المتحدة، بما في ذلك المنظمة الدولية للهجرة لدعم الدول الأعضاء في جهودها للتعامل مع الهجرة “. ويلتزم الأمين العام بالعمل داخل منظومة الأمم المتحدة لتحديد طرق جديدة لمساعدة الدول الأعضاء على إدارة الهجرة على نحو أفضل استنادا إلى الإتفاق العالمي.