سونيل جون: مصر تحتاج لبناء “صورة ذهنية وطنية” أقوى وأشمل

سونيل جون: مصر تحتاج لبناء "صورة ذهنية وطنية" أقوى وأشمل

ايجى 2030 /

أكد خبير بارز في استراتيجيات العلاقات العامة في الشرق الأوسط أن مصر تحتاج إلى استراتيجية شاملة ومحددة بوضوح لبناء “صورة ذهنية وطنية” فارقة تتيح لها استنهاض طاقاتها الكامنة كوجهة استثمارية جاذبة، ومحرك اقتصادي وسياسي إقليمي قوي، ومقصد سياحي من الطراز الأول.

 

وأثنى سونيل جون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أصداء بيرسون- مارستيلر، العضو في شبكة بيرسون- مارستيلر العالمية والتابعة لمجموعة “دبليو بي بي”، على شعار “مصر، بداية الحكاية” الذي ترفعه البلاد حالياً، ولكنه أشار إلى أنه لا يعدو كونه جانباً وحيداً من “الصورة الذهنية الوطنية” الشاملة.

 

وفي عرض تقديمي بعنوان “رسم الصورة الذهنية الوطنية في الأوقات الصعبة” أمام القمة الدولية الثانية للعلاقات العامة (2017 Narrative PR Summit)، التي أقيمت يوم 17 أكتوبر في “فندق فور سيزونز القاهرة النيل بلازا”، قال سونيل جون: “لا شك أن شعار ’مصر، بداية الحكاية‘ يشكل جانباً رائعاً ولافتاً من صورة ذهنية تنبع من صلب الحقيقة، ولكن هذه الصورة غير مكتملة”.

 

وأضاف: “هناك الكثير لتفعله مصر إذا ما أرادت التوظيف الأمثل لإمكاناتها غير المحدودة. وبحسب مؤسسة ’براند فاينانس‘، فقد تراجعت الصورة الذهنية لمصر من حيث القيمة والتصنيف خلال السنة الماضية من المرتبة 55 إلى 57 على الرغم من التعافي التدريجي للاقتصاد والسياحة في البلاد”.

 

ولفت جون إلى أن مصر تمتلك وزناً ثقافياً وسياسياً ودبلوماسياً كبيراً ولكنه غير مستثمر كما يجب، مشيراً إلى أن البلاد قادرة على إبراز صورتها وإعلاء شأنها دولياً من خلال استضافة فعاليات وأحداث كبرى، مثل الألعاب الأولمبية أو حتى بطولة كأس العالم لكرة القدم.وأوضح: “لا أرى سبباً على الإطلاق يمنع مصر من استضافة الألعاب الأولمبية، أو بطولة كأس العالم لكرة القدم، أو معرض دولي ضخم على غرار “إكسبو دبي 2020”.

 

واستطرد جون قائلاً إن الحقائق التي ينطوي عليها واقع وتاريخ مصر تكفل رسم صورة ذهنية وطنية ناجحة، وأولها الإمكانات الهائلة التي تمتلكها مصر في كثير من الجوانب. وأوضح: “مصر هي أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان، وثالث أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وثاني أكبر بلد من حيث المساحة في القارة الأفريقية. وعندما يتعلق الأمر برسم الصورة الذهنية الوطنية لها، يجب أن تفكر مصر بما يتناسب مع الحجم الكبير لإمكاناتها. إن مصر كبيرة حقاً بجميع المقاييس، ولا تليق بها إلا الصورة الأجمل”.

 

وحذر سونيل جون من أن الآخرين هم الذين يروون حكاية مصر على طريقتهم، وأن الوقت حان كي تمسك البلاد زمام حكايتها بنفسها.وأكد أن الطريقة الفضلى لفعل ذلك تتمثل في العمل على بناء صورة ذهنية وطنية شاملة لجميع المقدرات التي تمتلكها مصر، ولا تقف عند حدود السياحة فقط.

 

وأورد جون مثالاً،وهو العمل الذي قام به خبير بناء الصورة الذهنية الوطنية سايمن أنهولت، والذي يجزئ الصورة الذهنية الفاعلة إلى 6 عناصر: الاستثمار، والصادرات، والحوكمة، والثقافة والتراث، والسكان، والسياحة. وأوضح أنه في حين تمت معالجة العنصر السياحي بنجاح، لا بد لمصر الآن من استراتيجية موحدة تشمل العناصر الأخرى المتبقية كي تتمكن البلاد من تحقيق أفضل النتائج.

 

وذكر سونيل جون المشاركين في القمة بالعديد من الحقائق المهمة حول مصر، قائلاً: “سجلت مصر في عام 2008 واحداً من أعلى معدلات النمو للناتج الإجمالي المحلي في العالم، إذ بلغ 7%. ولكن ذلك النمو سرعان ما تباطأ عقب ’الربيع العربي‘ لينحدر في عام 2011 إلى 2%، حيث ظل يراوح عند هذا المستوى لسنوات. وقد شهد العامان الأخيران نوعاً من الانتعاش، مع ارتفاع معدل النمو إلى 4.3% في عام 2015 و4.4% في عام 2016. وترافق هذا الارتداد الإيجابي مع عودة الثقة في الاقتصاد المصري، الأمر الذي تكلل هذا العام بارتفاع ملحوظ في الأرقام التي سجلها القطاع السياحي”.

 

وأضاف جون أن العناصر الأخرى التي يجب أن تتمحور حولها الصورة الذهنية العالمية لمصر تشمل المكانة الجوهرية التي تتمتع بها البلاد في صميم الثقافة العربية، وذلك من خلال الأدب والسينما والموسيقى والفن. يضاف إلى ذلك، أن احتضان مصر للأزهر الشريف يؤهلها لقيادة الحوار العالمي حول الإسلام المعتدل.

 

ولفت سونيل جون إلى أن 65% من سكان مصر هم تحت سن 35 عاماً، مما يحتم على مصر ضرورة بناء صورتها الذهنية الوطنية بأسلوب يضمن جذب الاستثمارات الداخلية والخارجية، وتوظيف طاقات هذه الأغلبية الساحقة من الشباب. وقال إن الاستثمار في القطاعات المعتمدة على التعليم والتكنولوجيا سيؤهل الشباب لخوض غمار المستقبل ويزودهم بفرص العمل التي ينشدون في غدهم.

 

وخلص إلى القول: “يجب أن يتحد القطاعان العام والخاص لبناء صورة ذهنية وطنية مشرقة لمصر، خاصة وأن البلاد تمتلك جميع المقومات التي تؤهلها لأن تكون واحدة من أعلى دول العالم شأناً”.