فاروق جويدة :أموال التبرعات أين ذهبت؟! 

فاروق جويدة :أموال التبرعات أين ذهبت؟! 

فى العام الماضى وفى شهر رمضان المبارك كتبت عن التبرعات الضخمة التى تلقتها الجمعيات الأهلية فى مصر وقد زاد عددها وارتفعت مستويات الدخل فيها حتى إنها تجاوزت الكثير من مؤسسات الدولة الخيرية..ويومها اتصلت بى د.غادة والى وزيرة التأمينات وقالت إن كل شىء يخص الجمعيات الأهلية فى مصر يخضع لرقابة كاملة من الوزارة وإننا نتابع كل الحملات الإعلانية وحجم الإنفاق عليها ولدينا تقارير رسمية عن حجم التبرعات التى تصل إلى هذه الجمعيات .. والحقيقة أن الأحوال تغيرت هذا العام مما يتطلب من السيدة الوزيرة أن تراجع حجم الأموال التى تدفقت على هذه الجمعيات ومنها المستشفيات الأهلية وتبرعات حملات مواجهة السرطان وفيروس سى .. إن حجم الإعلانات بالملايين والشىء المؤكد أن حجم العائد بأرقام ضخمة يضاف لذلك أن المجالات توسعت وأصبحنا الآن أمام أكثر من مستشفى سواء ما انتهى بناؤه أو ما يجرى بناؤه الآن .. إن الشفافية تتطلب من المسئولين عن هذه الجمعيات وهذه التبرعات وهذه الحملات أن يقدموا للشعب كل الحقائق حتى يطمئن المواطن انه وضع تبرعاته وزكاة ماله فى المكان الصحيح خاصة أن هناك حكايات كثيرة عن تجاوزات لم تراع فيها الشفافية المطلوبة .. إن الشهر الكريم أوشك على الرحيل وقد شاهدنا مئات الحملات الإعلانية التى شارك فيها كبار الفنانين بالغناء والرقص والتمثيل والشىء المؤكد أن الكثيرين منهم حصلوا على أتعابهم مقابل ذلك والمطلوب أن تعلن كل جمعية أو مؤسسة أمام الرأى العام حجم التبرعات التى حصلت عليها .. إن الروح الطيبة التى بادر بها المصريون فى هذه المشروعات الخيرية وقدموا الأموال بسخاء للأطفال المرضى والمستشفيات التى يجرى إعدادها تستحق الشكر والعرفان ولكن فى نفس الوقت على الجهات المسئولة أن تراجع قوائم هذه الجمعيات الخيرية وما وصل إليها من التبرعات ولا مانع أبدا أن يكون للأجهزة الرقابية دور فى الإشراف المالى على هذه الأنشطة التى اتسعت كثيرا وأصبحت تنافس الدولة فى إقامة مشروعات الخدمات والمستشفيات ودور المسنين والأطفال .. السؤال بكل الشفافية: كم حجم أموال التبرعات للمؤسسات الخيرية الأهلية وأين ذهبت؟!.الاهرام