“السيسي” يدفع “ترامب” للجدية في مواجهة الإرهاب وحل القضية الفلسطينية

السفير حمدى صالح

ايجى 2030 /

قال مساعد وزير الخارجية السابق، السفير الدكتور حمدي صالح، إن هناك نوعاً من التناغم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، إلا أن هناك ما يسمى بالواقع السياسي لذلك كانت الإدارة الأمريكية حريصة أن يبدأ “ترامب” بزيارة السعودية رغم وجود خطة في البداية لزيارة مصر والسعودية في نفس الوقت.

وأضاف صالح خلال لقاء له ببرنامج “ساعة من مصر” على فضائية “الغد” الاخبارية، مع الإعلامي محمد المغربي، أن الواقع السياسي كان هو إجراء زيارة قصيرة للسعودية كي يعود سريعا لواشنطن بالإضافة إلى رغبة “ترامب” في أن يقدم للشعب الأمريكي انجاز حقيقي لأنه يواجه مشاكل داخلية عديدة، متابعاً أن زيارة “ترامب” للسعودية استطاع خلالها أن يحقق انجازا اقتصادياً وسياسياً أيضا.

وأوضح صالح أن هناك بشائر لنمذضج تعاون جديد، لافتا أن هناك انقسام كبير وعميق في النخبة الأمريكية، إذ كان “باراك أوباما” يمثل قسم من النخب الأمريكية التي تتحدث عن التغييرات السياسية وحقوق الإنسان ويترك القضايا المرتبطة بالإستقرار والإرهاب وغيرها، كما تم التركيز خلال عهد “أوباما” على شرق آسيا باعتبارها الجانب الصاعد في الاقتصاد العالمي والبتعاد تدريجساً عن المشاكل في الشرق الأوسط.

وتابع صالح أن القسم الثاني من النخب الأمريكية التي بدأت تظهر بنجاح “ترامب” وترى ضرورة التركيز على الشرق الأوسط وتغيير الأوضاع والتعامل بواقعية مع القوى المنطقة، والدخول في تحالف مشترك معها للقضاء على الإرهاب، إذ باتت قضية الإرهاب والأمن أساسية في المجتمع الأمريكي وليست مسألة جانبية.

وأشار صالح إلى أن النقطة الأساسية التي يواجهها “ترامب” وإدارته هي القضية الفسطينية، وتركيز الإدارة الحالية ينصب في مواجهة الإرهاب ولكن هناك اهتمام بالقضية الفلسطينية، ورأى أن وصف الرئيس “السيسي” لـ”ترامب” بـ”رجل المستحيل” يدفع الأخير كي يكون جاداً في مواجهة هذان الملفان.

ونوه صالح أنه سيكون هناك محاولة جادة من إدارة “ترامب” لفتح مجال لتحقيق تقدم في القضية الفلسطينية رغم أنها منحازة لإسرائيل، مشيرا إلى أن “ترامب” يواجه حاليا مشكلة أنه يتنبى فكرة التعاون مع روسيا، ولذا فهناك احتمال كبير أن يكون هناك تعاون بين موسكو وواشنطن في إدارة الصراعات المختلفة، ولن يكون هناك مشكلة إذا كانت مصر ستقوم بدور معروف في هذا الاطار، ومصر نجحت خلال الأشهر الماضية في إقامة علاقات متوازنة مع الطرفين، إلا أنه بات علينا أن نثبت أن لدينا قدرة على التأثير على الصراعات المحلية.

ولفت صالح إلى أنه يجب أن يوجد فاعل عربي في الملف السوري وتقديم اطار للتسوية، عقب هذا المؤتمر، متابعا أن ادارة ” ترامب” تدرك أنه لا يمكن حل تلك القضية بدون مشاركة روسية ومصرية وعربية، ورأى حساسية وجود جسور بين مصر وروسيا من جهة وبينها وبين الولايات المتحدة قد تضاءلت.

واستطرد أن اليمين الأمريكي والحزب الجمهوري خلال الانتخابات، وأنهم كانوا يؤمنوا أن الرئيس السيسي قام بدور كبير في انقاذ مصر والمنطقة من سيطرة الاتجاهات المتطرفة، وهي نفس الأفكار التي يؤمن بها ترامب الآن، وبناء على هذا الاقناع هناك تصور أنه يمكن أن يكون هناك تعاون حقيقي بين مصر والولايات المتحدة في هذا الاطار، ورأى أن “ترامب” يعبر عن رغبة حقيقية من الجانب الأمريكي في التعاون، بالإضافة إلى التناغم الشخصي بين الرئيسين.

وأكد أن الرئيس السيسي حدد خلال كلمته في المؤتمر مشاكل الإرهاب كافة من مصادر تمويل والدول الداعمة، ووضع أصبعه على النقاط الأساسي وتحدث عن المسئولية المشتركة في مواجهة الإرهاب وقدم رؤية للتضامن مع الخط الأمريكي.

ورأى صالح أن التعاون المصري الأمريكي خلال الفترة القادمة يجب أن يتحرك فيه ثلاث مستويات، الأول المستوى الإقليمي ويجب أن يكون هناك مشاركة عربية ومصرية في التسويات الاقليمية، الثاني هو التعاون على المستوى الاقتصادي، الأمر الثالث هو وجود انفتاح على المجتمع المصري، مشددا على ضرورة العمل على تلك الخطوط الثلاثة.