د.عمرو عبد السميع :الحديد والصلب والغزل والنسيج  

 

إعلان وزير قطاع الأعمال المصرى عن بدء عملية إعادة تأهيل مصانع الحديد والصلب بعد مصانع الغزل والنسيج هو خطوة كبيرة لاستعادة التوازن الإنتاجى وإحياء المشروع الصناعى المصرى الكبير.

 

ولقد تعرضت صناعة الحديد والصلب وكذلك صناعة الغزل والنسيج لحملات مروعة خلال الأعوام المنقضية ضمن الهجوم على عصر الزعيم جمال عبدالناصر وكل ما تم إنجازه فيه، وتم التشكيك فى كل تفاصيل الصناعتين خدمة لمافيا الاستيراد وضربا لمشروع النهضة المصرية.

 

إننا نرى اليوم بعثا جديدا للصناعتين، كما نرى اجتماعات بين الرئيس السيسى واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، لإعادة مجد الصناعات الحربية وإسهاماتها فى المجال المدنى من جديد لتعود مصر قادرة على إنتاج معداتها ولتتخلى تدريجيا ـ عن الاستيراد وتبدأ عصرا جديدا من الاعتماد على الذات.

 

لقد ثبت أن الخيار الصناعى الذى قرره الزعيم جمال عبدالناصر كان صحيحا وهو الأسلوب الوحيد للمواجهة الوطنية الحقيقية.. ولكن ماذا فعلنا فى أصحاب حملات الهجوم والتشكيك والطعن فى الصناعة الوطنية؟ نقلا عن الاهرام

 

إن هؤلاء لم يشككوا فى الصناعة الوطنية فحسب ولكنهم ضربوا خيار التنمية المصرية بأكمله.

 

كيف نحاسب كل من ظلوا السنوات يقدحون فى خيار مصر الصناعي؟

 

كيف نحاسب من طعنوا فى جدوى صناعة الحديد والصلب أو صناعة الغزل والنسيج وأهانوا تطلع الصناع المصريين لعصر من بناء القدرات الذاتية.

 

إن موضوع خيار التنمية المصرى هو ـ بالضبط ـ خيار «مصر كبيرة» ولا سبيل لمصر، إلا أن تكون كبيرة لا صغيرة أو مستضعفة،.

 

لن تكون مصر رهينة لحفنة من رجال الأعمال ومافيات الاستيراد والتوكيلات والقروض، ولو أنصفت الدولة فعلا فإن عليها إعادة توزيع الأعباء على رجال الأعمال الذين حاولوا طويلا ضرب مشروع «مصر كبيرة» لصالح مصر الصغيرة والمستضعفة وإهانة خيار الصناعة الوطنية ذلك الذى نحاول اليوم إحياءه.