مرسى عطا الله : قرض صندوق النقد والخروج من عنق الزجاجة!

 

1- أعتقد أننا بحاجة إلي طرح سؤال ضروري علي أنفسنا وهذا السؤال يقول: كيف نخرج بسرعة من عنق الزجاجة ونقهر التحديات والمصاعب التي زادت تعقيدا بسبب التداعيات السلبية لما شهدته مصر من فوضي وعنف واضطرابات وارتباك بعد عاصفة 25 يناير 2011.

 

وجوابي هو: إن الأحلام وحدها لا تكفي لصنع النجاح ولكن بالعمل يمكن أن يتحقق ما هو أكثر من النجاح فالعمل تحت راية الإصرار والإرادة هو السبيل لصنع المعجزات.. ثم إن علينا أن نؤمن بأن النجاح غير مستحيل بشرط أن نحسن اختيار الهدف ثم نواصل العمل بلا كلل ولا ملل لكي نوظف طاقاتنا وقدراتنا أحسن توظيف.. وأظن أن نجاح مصر في الحصول علي قرض قيمته 12 مليار دولار خلال الـ 3 سنوات المقبلة هو عنوان لنجاح باهر للمفاوض المصري الذي ذهب إلي مائدة التفاوض مسلحا ــ كما قلت في مقالي أمس الأول الخميس ــ بوضوح الهدف وقوة الإرادة وامتلاك الخيارات والبدائل للرد علي الحجج والمماحكات!

 

إننا بحاجة إلي أجواء جديدة تساعد علي إعادة البناء لمصر الجديدة بأفكار وآليات جديدة تتوافر في مفرداتها ووسائلها كل إمكانات شحذ الهمم واحتضان المواهب تحت رايات الجدية والانضباط ومن خلال مناخ يشجع علي الطموح والارتقاء للفرد والوطن معا.

 

ونحن بحاجة إلي توجه سياسي وثقافي وفكري جديد يرتكز إلي توسيع قاعدة المشاركة والتفاعل وليس مجرد البث والتلقين وحشو العقول ودغدغة المشاعر… ثم إننا أيضا في أشد الحاجة لتحديد الخط الفاصل بين الحرية والفوضي خصوصا حرية التعبير وممارسات النقد فالحرية في جوهرها التزام وأمانة وليست شططا ومزايدة.

 

وليس هناك أخطر علي أي أمة من أن تحلم بعيدا عن قدراتها وإمكاناتها لأن ذلك يمكن أن يقود إلي فشل يمثل بداية فقدان الثقة بالنفس وسيطرة أحاسيس اليأس والإحباط وتراجع مقومات الأمل والتفاؤل صحيفة الاهرام