فاروق جويدة :لا نلوم إلا أنفسنا  

الإعلام الغربى ليس فوق الشبهات فهو منذ زمان بعيد له مناطق ضعف كثيرة تجاه الأموال والسياسة والمؤامرات إذا تطلب الأمر..وكانت مصر الدولة لها جسور كثيرة مع معظم الصحف العالمية فى كل دول العالم.. كثيرا ما كانت تصدر أعداد خاصة عن مصر مدفوعة الثمن فى صورة ملاحق إعلامية..وكثيرا ما كان المراسلون الأجانب يعيشون فى القاهرة يكتبون ويعلقون وكان معظمهم من الوزن الثقيل الذى يدخل فى تفاصيل الحياة المصرية مادحا أو قادحا, بل ان منهم من تحول مع الوقت والزمن الى مواطن مصرى..وعلى سبيل المثال فإن مجلة الأيكونومست الإنجليزية وهى الصحيفة الاقتصادية الأولى فى العالم كانت تتابع الاقتصاد المصرى فى كل نجاحاته وأزماته وكثيرا ما أطلقت صيحات ضد مصر لا مبرر لها وكانت هناك أساليب كثيرة للتعامل معها وتعديل المسار.. وفى الأيام الأخيرة أصدرت المجلة تقريرا عن أحوال مصر افتقد الأمانة والمصداقية والشفافية وفى تقديرى ان التقرير افتقد أيضا المهنية لأنه لم يرجع الى الحقائق ولم يستند الى الأرقام.. كان كلاما هولاميا جذافيا والسبب فى تقديرى ان المجلة لم تجد من يقدم لها الحقائق وان التقرير كتبه واحد من الهواة مهنيا ولذلك جاء ضعيفا وفى تصورى ان الدولة أهملت الإعلام بشقيه الداخلى والخارجى ان صحافة مصر تعيش أسوأ حالاتها من الارتباك والفوضى وغياب الهدف ولا يوجد لدينا إعلام خارجى الآن على الإطلاق.. لم يعد احد يسمع فى مصر او خارجها عن هيئة الاستعلامات كما ان مكاتبنا الإعلامية والثقافية فى الخارج اختفت فى ظروف غامضة حتى مكاتب الصحف المصرية فى العواصم العالمية تم إغلاقها والاستغناء عنها فهل بعد ذلك نلوم الإعلام الغربى وهو يهاجم مصر ويجمع الملايين من وراء ذلك.. هناك دول كثيرة تمول حملات إعلامية وإعلانية ضد مصر وفى وقت تعانى فيه هذه الصحف والمؤسسات ظروفا مالية صعبة أمام مشاكل توزيع الصحافة الورقية فهى فى حاجة إلى المال مهما كان مصدره.. الإعلام الخارجى خارج اهتمامات الدولة المصرية وقد صرخت كثيرا وانا أقول الإعلام يا سادة الإعلام ويبدو انه لا أحد يسمعنى..نحن غائبون تماما عن الإعلام الخارجى ولا نلوم إلا أنفسنا صحيفة الاهرام