أول تقرير يحدد نطاق التعهد بتحقيق أهداف التنمية المستدامة

إيجى 2030 /

في الوقت الذي يبدأ فيه العالم تنفيذ خطة 2030 للتنمية المستدامة وأهدافها السبعة عشر، لا يزال 13 في المائة من سكان العالم يعيشون في فقر مدقع، ويتضور 800 مليون شخص من الجوع، ويعيش 2.4 بليون نسمة دون خدمات جيدة للصرف الصحي. ويحدد أول تقرير حول أهداف التنمية المستدامة، الذي أُطلقه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء 19 يوليه/تموز، الوضع العالمي في بداية هذه المسيرة الجماعية ويسلط الضوء على التحديات الحاسمة أمام تحقيق هذه الأهداف.

وفي مناسبة إطلاق التقرير قال السيد بان إنه “من الأهمية بمكان أن نبدأ التنفيذ ونحن ندرك أهمية هذه الفرصة والغرض منها، وذلك على أساس تقييم دقيق للوضع العالمي الراهن”.

إن أهداف التنمية المستدامة، التي أقرها بالإجماع زعماء العالم في مقر الأمم المتحدة في سبتمبر/ايلول 2015، تمثل خطة عالمية جريئة وطموحة للقضاء على الفقر وعدم المساواة ومعالجة قضية تغير المناخ. هذه الأهداف عالمية وتشكل دعوة إلى العمل للبلدان المتقدمة والنامية على السواء، وكذلك لجميع الشعوب كي تحشد الجهود من أجل ضمان التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي والاستدامة البيئية في جميع أنحاء العالم.

ويقدم هذا التقرير الأولي لمحة عامة عن الأهداف السبعة عشر من خلال استخدام البيانات المتاحة حاليا لتسليط الضوء على بعض الثغرات والتحديات الكبيرة. ورغم أنه لم يتم إطلاق الأهداف سوى قبل سبعة أشهر، وهي مدة قصيرة لوضع تقييم واف للتقدم المحرز، إلا أن التقرير يبحث في الاتجاهات المرصودة على مدى السنوات الماضية في بعض المجالات، فضلاً عن الثغرات القائمة في التصدي للتحديات العالمية، ويقدم صورة واضحة لما هو مطلوب من أجل تحقيق هذه الأهداف وضمان عدم تخلف أي أحد عن الركب.

البناء على ما تحقق من نجاحات

تبني أهداف التنمية المستدامة على ما تحقق من نجاحات في تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية، والتي أفرزت أنجح حملة في التاريخ لمكافحة الفقر خلال الفترة 2000-2015.

ووفقا لتقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2016، انخفضت نسبة سكان العالم الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع بأكثر من النصف بين عامي 2002 و 2012. وانخفضت نسبة الأطفال الذين يعانون من التقزم تحت سن الخامسة من 33 في المائة عام 2000 إلى 24 في المائة عام 2014. وفي الفترة ما بين عامي 1990 و 2015، انخفض المعدل العالمي لوفيات الأمهات بنسبة 44 في المائة ومعدل وفيات الأطفال تحت سن الخامسة بأكثر من النصف.

 

في عام 2015، أصبح 6.6 بليون نسمة، أو 91 في المائة من سكان العالم، يستخدمون مصادر أفضل لمياه الشرب، مقارنة بنسبة 82 في المائة عام 2000.

ولقد بلغ مجموع المساعدات الإنمائية الرسمية 131.6 بليون دولار فى عام 2015، وبذلك ارتفعت القيمة الحقيقية لهذه المساعدات بنسبة 6.9 في المائة عن عام 2014، وهو ما يمثل أعلى مستوى وصلت إليه من أي وقت مضى.

الثغرات والتحديات الحرجة

ومع ذلك، يتعين بذل المزيد من الجهود إذا أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ففي حين انخفضت نسبة الفقر إلى النصف، كان لا يزال واحد من كل ثمانية أشخاص في العالم يعيش في فقر مدقع في عام 2012. ويقدر أن 5.9 مليون طفل دون سن الخامسة قد توفوا في عام 2015، معظمهم لأسباب يمكن الوقاية منها، وتوفيت 216 امرأة أثناء الولادة لكل 100 ألف ولادة حية.

وفي عام 2013، كان 59 مليون طفل في سن التعليم الابتدائي خارج المدارس، و 26 في المائة من النساء الذين تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 أبلغن عن زواجهن قبل بلوغهن سن 18. وفي عام 2015، كان حوالي 663 مليون نسمة لا يزالون يستخدمون مصادر مياه دون المستوى أو يستخدمون مياه سطحية. وفي عام 2012، كان 1.1 بليون نسمة لا يزالون محرومين من هذه الخدمة الضرورية.

ضمان عدم ترك أحد خلفنا

وفي مناسبة إطلاق التقرير، قال وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية السيد وو هونغ بو إن “عدم ترك أي أحد خلفنا هو أحد المبادئ العامة لخطة 2030. ويوضح هذا التقرير الأول أن ثمار التنمية لا تشمل الجميع”.

ويؤكد التقرير أن العديد من المجموعات السكانية لا تزال تعيش في مشقة كبيرة، وأن عدم المساواة الجسيم في الدخل هو أحد أكبر التحديات. وتشير بعض بيانات التقرير إلى أن احتمالات توقف نمو أطفال الأسر الأشد فقراً هي أكثر من ضعف هذه الاحتمالات بالنسبة لأقرانهم الأغنياء. وقد بلغ معدل البطالة بين الشباب ثلاثة أضعاف المعدل بالنسبة للبالغين.

ومع ذلك، هناك ندرة في البيانات المفصلة – كما حددتها خطة 2030 – التي تتناول جميع الفئات الضعيفة – بما في ذلك الأطفال والشباب والأشخاص ذوو الإعاقة والذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية وكبار السن والسكان الأصليون واللاجئون والمشردون داخلياً والمهاجرون.

بيانات أفضل لحياة أفضل

لكل رحلة بداية ونهاية. ويتطلب التخطيط لتلك الرحلة ووضع المعالم الرئيسية على طول طريقها وجود بيانات مفصلة وموثوق بها ويمكن الوصول إليها في الوقت المناسب. وتشكل متطلبات هذه البيانات تحديا هائلا لجميع البلدان، وهو ما يستلزم تنسيق الجهود المبذولة لجمع البيانات وبناء القدرات الإحصائية من خلال إشراك أصحاب المصلحة في جميع أنحاء العالم.

تقرير أهداف التنمية المستدامة هذا هو تقييم سنوي للتقدم العالمي والإقليمي نحو تحقيق هذه الأهداف. ويستند التقرير إلى مجموعة رئيسية من البيانات أعدتها إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمانة العامة للأمم المتحدة مع مدخلات وردت من عدد كبير من المنظمات الدولية والإقليمية.