الميزان يدين استمرار وتصاعد الانتهاكات الموجهة ضد الصيادين الفلسطينيين

الميزان يدين استمرار وتصاعد الانتهاكات الموجهة ضد الصيادين الفلسطينيين

ايجى 2030 /
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها المنظمة بحق الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، حيث تلاحقهم وتفتح نيران أسلحتها الرشاشة تجاههم وتعرض حياتهم للخطر وتعتقلهم، وتخرب معدات صيدهم وتستولي على قواربهم. وفي هذا السياق اعتقلت قوات الاحتلال في محافظة رفح وفي ثلاثة حوادث مختلفة، ثلاثة صيادين وأصابت رابعاً، فيما خربت واستولت على عدد من معدات الصيد.

وتفيد المعلومات الميدانية، أن الزوارق الحربية الإسرائيلية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة، عند حوالي الساعة 23:00 من مساء يوم الاثنين الموافق 24/6/2019، تجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين التي كانت تتواجد على مسافة تقدر بحوالي (3) أميال بحرية في عرض بحر محافظة رفح جنوب القطاع، كما ضخت المياه تجاهها، ما ألحق أضراراً في مقدمة قارب الصياد عماد الدين خليل أحمد منصور (29 عاماً)، من ثم صادرت شباكه وشباك قاربين آخرين. وأفاد منصور لباحث المركز، أن جنود الاحتلال استولوا وصادروا شباك صيده البالغ عددها عشرة قطع، ويبلغ طولها حوالي 555 متراً، دون أي مبرر.

وفي حادث منفصل، لاحقت الزوارق الحربية الإسرائيلية عند حوالي الساعة 20:30 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 25/6/2019، قوارب الصيادين الفلسطينيين التي كانت تتواجد على مسافة تقدر بحوالي (3) أميال بحرية في عمق بحر المحافظة نفسها، وأطلقت نيران أسلحتها الرشاشة والمياه المضغوطة تجاهها، ما ألحق أضراراً في قارب صيد تعود ملكيته لورثة الصياد أكرم جميل الندى، وكان على متنه ابنه حازم (16 عاماً)، ومحمد هشام أحمد النحال (25 عاماً)، كما أدى فتح المياه المضغوطة تجاه المركب إلى سقوطهما في مياه البحر، حيث جرى اعتقال الطفل أكرم، فيما تمكن الصياد النحال من الصعود إلى قاربه ثم فقد الوعي. وأفاق في مستشفى غزة الأوروبي، إذ تبين بأنه أصيب برضوض وكدمات في الصدر والوجه والأطراف السفلية. وأفاد الصياد المصاب لباحث المركز، بأنه فقد 12 قطعة من شباك الصيد من نوع ملطش، ويبلغ طول القطعة الواحدة حوالي 47 متراً. هذا وأفرجت قوات الاحتلال عن الطفل حازم عند حوالي الساعة 7:00 من صباح اليوم التالي الأربعاء الموافق 26/6/2019، عبر معبر بيت حانون (ايرز) شمال قطاع غزة.

وعند حوالي الساعة 22:00 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 26/6/2019، فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة تجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين التي كانت تتواجد على مسافة تقدر بحوالي (6) أميال بحرية في عمق بحر المحافظة نفسها، وحاصرت قارباً تعود ملكيته للمواطن محمد نضال إبراهيم عياش (23 عاماً)، بعدما ألحقت أضراراً فيه، من ثم اعتقلت صيادين كانا على متنه وهما: صاحب القارب، وشقيقه مصعب (20 عاماً)، من سكان محافظة دير البلح، وقد تمكن عدد من الصيادين من سحب القارب بعد تعطله. وعند حوالي الساعة 7:00 من صباح اليوم التالي الأربعاء الموافق 26/6/2019، أفرجت قوات الاحتلال عنهما من خلال معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة.

وفي هذا السياق أفاد الصياد محمد عياش لباحث المركز:(عند حوالي الساعة 22:00 من يوم الثلاثاء الموافق 25/6/2019، بينما كنت أتواجد برفقة شقيقي مصعب، 20 عاماً، على متن قارب صيد بمحرك يعود لوالدي، على مسافة 6 أميال بحرية تقريباً مقابل شاطئ مدينة رفح، شاهدت زورقين حربيين يتقدمان من جهة الغرب تجاهنا، وعند اقترابهما منا بدأوا بالدوران حولنا، وفتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه القارب، وأصابوه بشكل مباشر، كما مزقوا الشباك وعددها نحو 10 قطع وأغرقوها في البحر، ثم أمرونا بالتوجه الى مقدمة القارب وخلع ملابسنا والقفز في البحر والسباحة تجاه الزورق، وبمجرد صعودنا على متن الزورق، عصب الجنود أعيننا وقيدوا أيدينا، وألبسونا بنطال وبلوزة سوداء اللون، ثم تحرك الزورق بنا لمدة ساعتين تقريباً، وخلال ذلك اعتدوا على شقيقي مصعب بالضرب حيث كنت أسمع صراخه وذلك عندما اشتكى من ألم في يديه بسبب شدة القيد عليهما، ثم أنزلونا إلى اليابسة، وأدخلونا إلى غرفة ما، وأخذوا بياناتنا الشخصية، وكان هناك شخص آخر تعرفنا عليه من عائلة الندى، وقال لنا أنه صياد محتجز من رفح، وبقينا في الغرفة طوال الليل دون تحقيق، وعند حوالي الساعة 06:00 من فجر اليوم التالي الأربعاء الموافق 26/06/2019، اقتادونا برفقة الصياد الثالث إلى جيب، وتحرك بنا إلى حاجز بيت حانون، وهناك أفرج عنا).

هذا وتشير عمليات الرصد والتوثيق التي يتابعها مركز الميزان، إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت منذ بداية عام 2019، وحتى وقت صدور هذا البيان (206) انتهاكاً بحق الصيادين في عرض البحر، أطلقت خلالها النار تجاههم (203) مرة، أصابت خلالها (15) صياداً، واعتقلت (28) آخرين، فيما استولت على (11) قوارب صيد، كما تواصل تلك القوات حظر دخول المعدات الضرورية لاستمرار الصيد البحري في قطاع غزة في إطار استمرار حصارها المشدد المفروض على القطاع.

جدير ذكره، أن أغلب الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الصيادين الفلسطينيين، ترتكب في المناطق التي سمحت فيها تلك القوات للصيادين من ممارسة أعمالهم، ويتعدى الأمر الاعتداءات المباشرة من حيث الملاحقة وإطلاق النار وإيقاع الخسائر في الأرواح والمعدات، إلى التقليص المتكرر لمساحات الصيد ومنع النشاط البحري بشكل كلي في بعض الأحيان.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يستنكر استمرار وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصيادين الفلسطينيين، فإنه يؤكد على أن الممارسات الإسرائيلية المنظمة، سواء إطلاق النار المتكرر وإيقاع جرحى في صفوف الصيادين، واستمرار الاعتقالات التعسفية وما يرافقها من إهانة وإذلال، والاستيلاء على معدات وممتلكات الصيادين وتخريبها، تأتي في سياق الحصار المفروض على قطاع غزة، وتعمدها إلحاق الأذى بالمدنيين الفلسطينيين ولا سيما الصيادين.

وعليه، يجدد مركز الميزان مطالبته المجتمع الدولي ولاسيما الدول الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالقيام بواجبها، والعمل على رفع الحصار البري والبحري المفروض على قطاع غزة، وإلزام قوات الاحتلال بوقف انتهاكاتها المنظمة، واحترام مبادئ القانون الدولي في سياق تعاملها مع السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.