نقلا عن صحيفة الاهرام
حاول أن تكون وحيدا بعض الوقت لا تتردد فى أن تنسحب قليلا من كل الأشياء حولك.. إننا فى أحيان كثيرة نحتاج أن نكون وحدنا.. أن نجلس مع أنفسنا..
أن نراجع أوراقنا أن نسمع أصوات ضمائرنا..ليس كل شىء فى الوحدة يشعرنا بالوحشة إننا كثيرا ما نرهق أنفسنا بالزحام ونفقد أجمل الأشياء فينا وسط ضجيج الآخرين.. لا تترك نفسك تماما للناس لأن فيهم من يرحمك وفيهم أيضا من يظلمك..
ولا تترك نفسك للظلم أبدا إن أسوأ ما فى الظلم أنه احتقار لآدمية البشر.. إذا كنت ألوم الظالم فانا لا أجد عذراً للمظلوم.. ما الذى يجعلك تقبل الظلم من إنسان قد يكون اقل منك فكرا ووعيا وإلهاما.. أنت حين تقبل الظلم فأنت تتسامح مع الضعف رغم انك تستطيع أن تكون الأقوى..
إن أسوأ أنواع الضعف هى التى يمارسها أدعياء القوة.. لا تترك نفسك تضيع تحت أقدام الآخرين اجلس مع نفسك أحيانا وحاورها وإذا غضبت منها من حقك بل من واجبك أن تعاقبها.. وقد تسأل وكيف أعاقب نفسى؟
أن تحرمها من أشياء تحبها أن تبتعد بها عن بشر لا يسعدك وجودك معهم أن تجلس وحيدا أفضل كثيرا من أن تضيع وقتك بين النميمة والنفوس الضعيفة من رفاق السوء.. إننا أحيانا نهرب إلى أنفسنا لأنها أكثر أمانا من كل ما حولنا..
تخيل نفسك فى مكان لا يناسبك بين أشخاص لا يضيفون لك شيئا غير الإحساس بالهوان والعجز وقلة الحيلة.. مع نفسك سوف تجد أشياء كثيرة تحبها.. سوف تجد ذكريات زمن جميل ورفقة ناس أوفياء ورحيق أماكن جميلة ممتعة وسوف تجد مع نفسك قناعة لا تراها فى عيون متوحشة ونفوس مريضة وسوف تعيش مع مشاعر لا تجدها الآن ويكفى أنها مازالت حتى الآن تضىء أيامك وتسعد بها لياليك..
سوف تجد كتابا كتبته أو قرأته تشعر فيه بالونسة والحياة وسط ركام أشياء كثيرة تشعرك بالاشمئزاز والفقر فى الرؤى والمواهب..إن ذاتك أخر حصون البهجة عندك فلا تتركها لحماقة الآخرين..
حاول أن تجد دائما من الوقت ما يقربك منها ويعيدك لها.. كثيرا ما أجلس وحيدا مع نفسى نحكى ونتشاور ونعاتب بعضنا بعضا لأننا فى النهاية سوف نعود وحدنا كما بدأنا..
