محطة طاقة نووية عائمة فريدة من نوعها تبدأ أولى رحلاتها البحرية في روسيا

محطة طاقة نووية عائمة فريدة من نوعها تبدأ أولى رحلاتها البحرية في روسيا

ايجى 2030 /

بدأت “أكادِميك لومونوسوف”، محطة الطاقة النووية العائمة الفريدة من نوعها، أولى رحلاتها البحرية انطلاقاً من حوض بناء السفن في بحر البلطيق. المحطة الفريدة من نوعها تنطلق في رحلتها البحرية الأولى في طريقها لوجهتها النهائية في مدينة بيفيك الساحلية بإقليم تشوكوتكا (في أقصى الشرق من روسيا الاتحادية)، حيث تعمل كمحطة نووية عائمة لتوليد الطاقة. سيتم سحب محطة “أكادِميك لومونوسوف” أولاً إلى مدينة مورمانسك، حيث تُزود مفاعلاتها بالوقود النووي. ومن المقرر أن تبدأ المفاعلات في العمل بداية من خريف هذا العام.

 

وتعليقاً على هذا الحدث الهام، يقول السيد فيتالي تروتنيف، رئيس مديرية تشييد وتشغيل المحطات النووية الحرارية العائمة، احدى الشركات التابعة لشركة روساتوم “تمثل المحطة النووية العائمة انجازاً هاماً للغاية لمشروعات روساتوم، كما تُعد بمثابة تقدم هائل لقطاع الطاقة النووية على مستوى العالم. تهدف محطات الطاقة النووية العائمة لتوفير الطاقة الكهربائية والتدفئة لملايين البشر في المناطق النائية، وهو ما يعمل على زيادة النمو والتنمية الاقتصادية المستدامة في تلك المناطق. إنّ الاستفادة من خبراتنا في التشغيل الآمن لمفاعلات المحطات النووية التي توفر الطاقة لكاسحات الجليد النووية، والتي يبلغ مجموع أعمارها الإنتاجية 300 عام تقريباً، أتاح لنا بناء محطة الطاقة النووية العائمة طبقاً لأعلى معايير ونظم الأمان والسلامة، حيث من المتوقع أن تصبح هذه المحطة أكثر المحطات والإنشاءات النووية أماناً في العالم”

 

تجدر الإشارة إلى أنّ الانشاءات الخاصة بالبنية التحتية اللازمة لاستقبال “أكادِميك لومونوسوف” تتم على قدم وساق على سواحل بيفيك، بما في ذلك إقامة الرصيف البحري، والهياكل الهندسية الهيدروليكية والمباني الضرورية لرسو المحطة العائمة، حيث من المخطط البدء في تشغيل المحطة النووية العائمة بمجرد وصول أكادِميك لومونوسوف إلى مدينة بيفيك. وخلال صيف 2019، وبمجرد تزويد مفاعلات المحطة العائمة بالوقود النووي وصعود طاقم التشغيل على متنها، يتم سحب محطة “أكادِميك لومونوسوف” لميناء بيفيك البحري، حيث تصل سرعة سحب المحطة لحوالي 3.5-4.5 عقدة. تحل محطة “أكادِميك لومونوسوف” محل محطة بيليبينو النووية القديمة في مدينة بيفيك، وكذلك محطة تشونسك لتوليد الطاقة والتي تعمل بالفحم، وهو ما يمنع 50000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل عام، مقارنة بمستوى الانبعاثات الحالية. وبمجرد ربطها بشبكة الكهرباء، ستصبح “أكادِميك لومونوسوف “هي المحطة النووية الأقصى بُعداً في الشمال على مستوى العالم.

 

المحطة النووية العائمة مزودة بمفاعلين من طراز KLT-40C (كل منهما بقدرة 35 ميجاوات)، وهي مماثلة للمحطات المستخدمة في كاسحات الجليد النووية. وقام بتصميم المحطة النووية العائمة مجموعة من علماء الطاقة النووية الروس بالتعاون مع مهندسي البحرية الروسية. ويبلغ طول المحطة العائمة 144 متراً وعرضها 30 متراً وإزاحتها 21000 طن. وتم تسمية السفينة “أكادِميك لومونوسوف” الفريدة من نوعها على اسم العالم الروسي الشهير ميخائيل لومونوسوف والذي عاش خلال القرن الثامن عشر.

 

من ناحية أخرى، يصل العمر الإنتاجي للمحطة النووية العائمة إلى 40 عاماً، مع إمكانية امتداد عمرها إلى 50 عاماً. وبعد إيقاف تشغيل المحطة في نهاية عمرها، سيتم سحبها إلى موقع خاص للتفكيك وتدوير المخلفات. في الوقت نفسه، تعمل روساتوم حالياً على إقامة الجيل الثاني من المحطات النووية العائمة، أو ما يُعرف بالوحدات النووية العائمة المُطورة، والتي سيتم تزويدها بمفاعلين من طراز RITM-200M (تبلغ قدرة كل منهما 50 ميجاوات). وبالإضافة لقدراتهما المطوّرة، ستكون هذه المحطة النووية العائمة أصغر حجماً من سابقتها.