حسن المستكاوي:صلاح لاعبًا فى عقل كلوب.. 

حسن المستكاوي:صلاح لاعبًا فى عقل كلوب.. 

** مازال محمد صلاح صفقة رائعة لنادى المقاولون العرب، الذى سوف يتقاضى مبلغ 16 مليون جنيه نظير انتقال صلاح من روما إلى ليفربول، وأظن أن هذا النجم أدخل خزينة المقاولون العرب ملايين الجنيهات منذ بدأ رحلته فى سويسرا وحتى عاد مرة أخرى إلى إنجلترا..

 

** يستحق صلاح كل هذا النجاح، بما يملكه من مواهب وأخلاق، وخير فى قلبه، فهو لم يتوقف يوما عن تقديم المساندة والمساعدة إلى بلده وإلى أهل قريته. وهو فى ذلك يسير على خطى نجوم فى الكرة المصرية يقدمون الكثير أيضا وكل منهم يسعد بما يقدمه. وهو فى ذلك بالطبع مثل نجوم كرة عالمية، من رونالدو وميسى إلى رونالدينيو الذى يزور القاهرة فى عمل خيرى آخر.. ودون شك يستحق نادى المقاولون ما يجنيه من أرباح نتيجة رعايته لصلاح، وهذا بما قدمه من رعاية للاعب، وبما تمت صياغته فى عقوده وهو يبدأ رحلة احترافه فى أوروبا..

 

** تساءلت من قبل.. أيهما أفضل لمحمد صلاح روما أم ليفربول؟

لاشك أن الدورى الإنجليزى حلم كل لاعبى العالم، فهو أقوى وأغنى دورى. كما أن ليفربول فى الكرة الإنجليزة له مكانة تاريخية، لدرجة أن الصحافة الرياضية هناك توصف بأنها متحيزة لفريق النادى. ووفقا لرغبة صلاح ولمعايير قوة البريمير ليج، يعد إنتقال صلاح إلى ليفربول خطوة مهمة.. لكنه سيتعامل مع مدرب عبقرى لدرجة الجنون وهو يروجين كلوب الشهير بانفعالاته وهو الرجل الذى أغاظ يوما ما مورينيو حين قال فى مؤتمر صحفى: « أنا الرجل العادى». فى إشارة إلى مورينيو الخاص

 

** كلوب غادر ألمانيا وفريقه بروسيا دورتموند دون أن يترك أعصابه المشتعلة، فقد حملها معه إلى البريميير ليج، وتوارت ابتسامته الأولى، أمام لحظات إنفعاله وغضبه الشديد فى كل مباراة يخوضها ليفربول. لكنه جعل من المنطقة الفنية التى منحها له القانون ليقدم عرضا بعنوان: «كيف تكون مدربا مجنونا ؟»..

 

** على سبيل المثال عندما يسجل أحد لاعبيه هدفا قاتلا فى توقيت قاتل يمكن أن يتوجه توجه كلوب إلى منطقة احتياطى الفريق المنافس ويضرب صدره بقبضتيه، فى إشارات انتصار طرزان على وحوش الغابة وحين يواجه الصحافة فى المؤتمر الصحفى عقب المباراة يمكن أن تجد كلوب يلهث، ويلتقط أنفاسه المتسارعه كأنه يبتلع عصير نقطة مرددا أنه فى بعض الأحيان يحتاج إلى لحظات قليلة كى يهدأ..!

 

** كلوب ياصلاح سوف يطلب منك الضغط بشراسة على الخصم. يتبع وهذا الأسلوب يشتهر به، ولعله يعبر بذلك بدقة عن شخصيته العصبية، لكنه مدرب عبقرى بالتأكيد.. يهتم بالجرى والمساحات التى تقطع لكنه يهتم أكثر بتنفيذ تعليماته حرفيا وبدقة. فهو يرى أن أهم شىء فى كرة القدم هو التنظيم وأن الفوضى أخطر ما يهدد أى فريق.. ويتفق المدرب الأرجنتينى الشهير سيزار مينوتى مع تلك الرؤية ويراها فاصلة، بقوله: «الفارق بين ألمانيا والأرجنتين هو أن الألمان فريق منظم جدا والفريق الأرجنتينى فى غاية الفوضى. والألمان تفوقوا فى كأس العالم والقارات بدون مواهب ومهارات مثل ميسى ورنالدو»..

 

** هذا صحيح قطعا. وكنت أشرت إلى حاجتنا إلى إعادة تعريف المهارة فى كرة القدم. فالمهارة الأولى لأى فريق هى الفريق.. وبذلك سيجد صلاح نفسه لاعبا فى عقل يورجين كلوب..!