مرسى عطا الله :سنوات العواصف والأعاصير!

بعد 6 سنوات من الضعف والهوان الذى ساد معظم أقطار الأمة العربية نتيجة الفوضى والعنف والانفلات والاقتتال الأهلى علينا أن نسأل أنفسنا عن نقطة البداية التى يمكن الذهاب إليها باتجاه الخروج من المحنة الراهنة التى لم تبدد موارد وثروات الأمة فحسب وإنما أفرزت صراعات ذاتية مهلكة واستوردت مخاطر خبيثة مقلقة بفعل عواصف وأعاصير سياسية واقتصادية واجتماعية مدبرة ومدمرة!

 

لقد سمحنا بإسالة الدماء وإزهاق الأرواح وكأننا فى حالة غيبوبة حجبت عن العيون والعقول رؤية الحقيقة مما سهل عملية استدراجنا خلف أبواق التحريض الطائفية والمذهبية والإثنية التى حطمت العديد من جدران الوحدة الوطنية فى كل قطر على حدة.

 

وفى اعتقادى أن السبيل الوحيد لسرعة تجاوز المحنة يتطلب كنقطة بداية أن نعيد ترتيب أوراقنا من جديد على أساس أن سلام الأوطان والأمم يبدأ بالسلام الذاتى داخل أنفسنا الذى يمكن شعوبنا من بلوغ مرحلة المصالحة مع النفس.

 

أتحدث عن الحاجة لمناخ عام ييسر لكل وطن إمكانية بناء سلام ذاتى مع نفسه لأن سلام النفس فى أى مجتمع هو حجر الأساس فى بنيان الوحدة الوطنية الذى تنكسر عليه كل محاولات الفتنة والتحريض فتزداد العزائم قوة ومنعة ويصبح سهلا وميسورا مجابهة ومواجهة أية متاعب اقتصادية مهما تزايدت حدتها!

 

أتحدث وبكل الوضوح عن أهمية وضرورة بناء القدرة على حماية أنفسنا من شرور الصراعات ومخاطر الفتن لكى نستعيد وفى أسرع وقت ممكن أوطاننا المخطوفة بأفكار دخيلة على ديننا وتاريخنا وحضارتنا حتى يمكن الرهان مجددا على عودة الروح الوطنية والقومية.. وظنى أن مصر تحت قيادة السيسى وفى ظل متغيرات دولية محسوسة تستطيع بعون الله أن تعيد الأمور إلى مجاريها الطبيعية ليس فى مصر وحدها وإنما للمنطقة بأسرها! صحيفة الاهرام