فاروق جويدة: كل عام وكل المحبين بخير

فى الشتاء تزورنا دائما أطياف من الشجن..مع رحيل عام نشعر بالحزن ونحن نودع زائرا لن يعود وحين نستقبل عاما جديدا تطوف حولنا الهواجس والظنون عن أحوالنا فيه..وسط هذا كله شتاء بارد وليال طويلة موحشة تستعيد وجوها تركت لك فرحة عابرة ووجوها أخرى تركت لك جراحا تحاول ان تنساها..وما بين حلم رحل وأحلام قادمة تجلس فى انتظارها رغم انها مجهولة الملامح يطل عليك من بعيد ذلك الوجه البرئ الذى اختفى فى صخب الأيام وضجيج الرحلة وتحاول وأنت تجلس أمام مدفأة عتيقة ان تستعيد ما بقى من الملامح..

 

مازلت تذكر الصوت وكأنه يأتيك من زمن بعيد مازلت تذكر الابتسامة وهى تطل ومعها ألف حلم جديد مازلت تذكر امرأة سكنتك ولم تبرح مكانها وكأنها قدرك المرسوم لا تنسى وانت تودع العام وتحيط بك تلال من الصور ان تفتح دفاتر أيامك وتصافح فيها من تريد..

 

اعرف انك مازلت تذكر ذلك الوجه البرئ وأنت الآن لا تدرى فى اى بلاد الله قد سكن وفى اى المدارات يسبح وربما أصبحت الحياة حوله ضجيجا فى ضجيج إلا أن صورته القديمة مازالت تطل عليك..وفى نهاية العام نجد أنفسنا عادة نحلق فى دفاتر ذكرياتنا ما أكثر الوجوه العابرة ولكن اى الوجوه سيبقى معنا هذا هو السؤال..حين ينتصف الليل وتعلن الساعة ميلاد عام جديد مع آخر رجفة فى عام مضى سوف تدور حولك الصور.. نقلا عن صحيفة الاهرام

 

 

سوف تتذكر من احبوك ومن باعوك ومن كنت لحظة عابرة فى حياتهم ومن كنت عمرا جميلا..ومن كنت مجرد عابر سبيل..حاول ان تتوقف عند صورة بريئة جميلة تشبه زهرات الشتاء ربما تغيرت ملامحها ربما عبث الخريف بشئ من أوراقها ربما لم ترها كل هذه السنين ولكن صورتها القديمة مازالت فى خيالك قد تجد الصورة وقد تحولت إلى حقيقة ووجدت أمامك امرأة من ذكريات الزمن الجميل سوف تصافحك بخجل وسوف تسأل عن أخبارك بعدها وكم أحببت وكم فارقت وكم تألمت ولن تجد الإجابة وأنت تنظر فى عينيها الجميلتين وتسألها ماذا بقى عندك منى ولن ترد بالكلام لأن الدموع سبقت..