مرسى عطا الله :أكتوبر.. عبد الناصر والسادات والجنرالات

فى أول اجتماع للرئيس جمال عبد الناصر مع القيادة العسكرية الجديدة التى تحملت المسئولية اعتبارا من 12 يونيو 1967 بتعيين الفريق أول محمد فوزى وزيرا للحربية والفريق عبد المنعم رياض رئيسا للأركان دار حديث صريح ومفتوح تحت عنوان “دروس النكسة وكيفية استعادة الثقة” شرح فيه عبد الناصر كل المقدمات التى قادت إلى قرار إغلاق مصر لخليج العقبة فى مايو 1967 ثم تحدث بعد ذلك أغلب القادة العسكريين الذين امتلكوا شجاعة القيام بأصعب مهمة لنقد النفس والذات.

 

كان هناك شبه إجماع على فتح صفحة جديدة للتأكيد على أن القوات المسلحة لها مهمة واحدة فقط هى التدريب والاستعداد فى أوقات السلم حتى تكون جاهزة للقتال وتحقيق النصر وقت الحرب وأن العبرة ليست بالسلاح وإنما بالرجال الذين يحملون هذا السلاح مثلما أن العبرة ليست بالعدد والعدة وإنما بالكفاءة والقدرة والإخلاص والجدية فى التدريب.. وقد كان ذلك مدخلا لحديث الفريق عبد المنعم رياض عن أهمية تجنيد المؤهلات العليا ووافق الرئيس عبد الناصر.

 

وتحدث اللواء محمد أحمد صادق مدير المخابرات الحربية عن حتمية الاهتمام بأبسط المعلومات عن العدو ودراستها وفرض أقصى ستار من الكتمان بشأن أى معلومات تخص قواتنا وحظر إذاعتها وأشار إلى دراسة أعدتها المخابرات الحربية أوضحت أن أكثر من أربعة أخماس قواتنا لم تشارك فعليا فى القتال خلال حرب يونيو وأن القوات المحدودة التى أتيحت لها فرصة الاشتباك مع العدو أثبتت قدرتها على قهره مثلما حدث فى معركة اللواء 14 مدرع فى منطقة جبل لبنى ومعركة اللواء 11 مشاة فى العريش.

 

وفى نهاية الاجتماع حرص الرئيس عبد الناصر على أن يؤكد أن الحرب ليست مجرد سلاح ضد سلاح وإنما الحرب إرادة ضد إرادة… ومن حسن الحظ أن الرئيس عبد الناصر اصطحب معه فى هذا الاجتماع السيد محمد أنور السادات رئيس مجلس الأمة الذى تولى الرئاسة خلفا لعبد الناصر وهو مستوعب لما ينبغى على مصر عمله لبناء جسر للعبور بمصر من النكسة إلى النصر ! صحيفة الاهرام