مؤتمر دولي يبحث الجوانب النفسية والقانونية للاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس

ايجى 2030 /

بدأ المؤتمر الدولي المعني بقضية القدس أعماله في العاصمة السنغالية داكار بالاستماع إلى خبراء وناشطين إسرائيليين وفلسطينيين ودوليين يستعرضون الوضع في القدس الشرقية والحياة فيها تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي والممارسات التي يتعرض لها سكان المدينة الفلسطينيون على أيدي السلطات والمستوطنين.

و في رسالة للمؤتمر ألقاها نيابة عنه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا محمد ابن شامباص ، قال بان كي مون” يجب علينا أن نعزز و نعيد تأكيد الجهود الدولية المشتركة الرامية للحفاظ على حل الدولتين و لتشكيل أفق سياسي”.

 

وقال السيد مانكار ندياي الوزير السينغالي للشؤون الخارجية إن بلاده تستضيف المؤتمر الدولي على خلفية إستمرار أنشطة الإستيطان الإسرائيلي التي إزدادت بنسبة 250 بالمائة في الأشهر الثلاث الاولى لسنة 2016.  بالإضافة الى تواصل الأزمة الإنسانية في غزة مع غياب أي أفق سياسي.

و من ناحية أخرى إستشهد ممثل لجنة فلسطين بالسينغال بمقولة الزعيم نيلسون مانديلا بأن حرية أفريقيا لن تكتمل مالم يتحرر الفلسطينيون أيضاً.

و قال دانييل سيديمان، المحامي الإسرائيلي ومؤسس منظمة إسرائيلية غير حكومية مكرسة لقضايا القدس، إن المدينة اليوم منقسمة بسبب ما أقيم فيها من جدران خوف وكراهية، وإن القدس تشهد انتفاضة شعبية غير مسبوقة منذ عام 1967 وإن حادث القتل “المروع والوحشي” للفتى الفلسطيني محمد أبو خضير في عام 2014 بعث برسالة مفادها أنه “في نظر إسرائيل الرسمية، الدم الإسرائيلي هو دم، وهو دم أحمر؛ بينما الدم الفلسطيني هو ماء”. وقال الناشط الإسرائيلي إنه علاوة على ذلك يرى الشباب الفلسطينيون أنفسهم في حالة ضياع بينما يعيش المجتمع الإسرائيلي حالة إنكار متزمت لهذا الاحتلال.

وفي كلمة أمام المؤتمر، الذي يستمر يومي 3 و 4 مايو/أيار، قام نبيل الكرد، عضو لجنة حي الشيخ جراح وأحد سكان القدس، بتقديم وصف لعملية مصادرة المستوطنين الإسرائيليين لنصف منزله في عام 2009، وقال إن الجزء المصادر قد تم تحويله إلى ثكنة وإن المستوطنين الإسرائيليين يضربون أفراد أسرته، بمن في ذلك النساء وكبار السن. وقال الكرد إن أي فلسطيني يشتكي من هذه الإساءات يُلقى القبض عليه ويُقتاد إلى الحجز، مشيراً إلى أن الأطفال يعانون من الصدمات النفسية وأن كثيرين منهم يتوقفون عن الدراسة.

وفي وصف للوضع الجغرافي السياسي للقدس، قال مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية في جمعية الدراسات العربية خليل تفكجي إن “تهويد” إسرائيل للمدينة قد بدأ قبل عام 1967 بمدة طويلة وإن مصادرتها للأراضي الفلسطينية وسحبها لبطاقات الهوية الفلسطينية وهدم المنازل الفلسطينية أصبحت ممارسات شائعة خلال نصف القرن الماضي، وإنه تم بناء “جدار الفصل العنصري” وإن “كل مليمتر في المدينة هو سبب للصراع”.

وفي مداخلة للمجلس النرويجي للاجئين، أعادت ممثلته برونا هيغنز على الأذهان أن إسرائيل في عام 1967 كانت قد منحت الفلسطينيين في القدس صفة “الإقامة الدائمة” – وهي صفة عادةً ما تُمنح للمهاجرين. وقالت إن هذه الصفة ليست ثابتة ويمكن بسهولة إلغاؤها، وإن الفلسطينيين في الواقع يُعاملون على أنهم “مواطنون من الدرجة الثانية في عقر دارهم”. وأعربت هيغنز عن قلقها الشديد إزاء هذا التوجه المثير للقلق، وقالت إن تجريد سكان القدس الفلسطينيين من هوياتهم يحولهم إلى أشخاص بدون جنسية وهو ما يخالف القانون الدولي.

وعند فتح باب المؤتمر للمناقشة أثار عدد من ممثلي المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني قضايا تتعلق بالقانون الدولي والحواجز النفسية لإنهاء الاحتلال واستخدام التعليم في برامج السلام في المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني.

من المزمع أن تُستأنف اليوم أعمال المؤتمر الدولي المعني بقضية القدس تحت شعار “القدس في جوهر تسوية قضية فلسطين”، والذي تنظمه لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي.تُخصص جلسات اليوم الثاني من المؤتمر لمناقشة تعزيز الدعم الدولي لقدرة مدينة القدس على الصمود وحمايتها وتنميتها.