داعش .. المؤامرة و التصدي أحمد نجم

يهود الفلاشا أزمة مصير وفرحة عرب

أحمد نجم
** انتهيت من قراءة تقرير خطير وصلني حول دور تركيا السري في تدعيم التنظيم الإرهابي داعش وإمداده بالقوي البشرية و السلاح للقيام باعمال ارهابية .. وعدت بذاكرتي لأيام مضت حين اثار اعلان داعش مسؤوليته عن حادث كمين بطل ١٤ تساؤلات عن حجم التنظيم الارهابي ومدي قدرته في سيناء و الذي تطارده أجهزة الأمن بنجاح وتبيد منهم العشرات . غير أن اللافت للنظر هي تلك العمليات التي تتصدي لحدوثها قوات الامن . فلا يمكن مطلقا أن يكون التنظيم الارهابي مجرد تجمع لعصابات مسلحة تتلقي تدريبات عشوائية علي يد هواه .. إذ كان في اعتقادي أن وراء ذلك التنظيم جهاز أمني خارجي لدولة عدائية تمده بوسائل تساعده علي تنفيذ مخططاته . فالعمليات الارهابية تتم بمنتهي الدقة في التنفيذ واختيار التوقيت بعناية بخلاف استخدام أسلحة حديثة نسبيا . والمثير امتلاك بعضهم اسلحة مضاده للطائرات . فكيف تمتلك تلك العناصر الارهابية مقومات و أليات التنفيذ ؟ كيف يتم تجميعهم وتدريبهم و مدهم بالسلاح المتطور و توفير عربات الدفع الرباعي ؟ و ايضا وسائل الاعاشة ؟ أسئلة كثيرة كانت تثير فضولي في معرفة من وراء التنظيم الارهابي ؟ من الذي يموله ؟ كنا نتبادل اتهام امريكا و اسرائيل فقط بانهما وراء التنظيم الذي سمحوا بتكوينه في العراق ليكون اليد الطولي لهم في تهديد امن الدول العربية و كانت الطائرات الامريكية تلقي اليهم المداد في معسكراتهم في العراق و سوريا .. جانب كبير من اعتقادي كان صحيحا حين تابعت نشأة داعش الذي تأسس من رحم القاعدة بالعراق تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي 2004 و كان يشارك فيما يسمي عمليات تحرير العراق عقب الغزو الامريكي عام 2003.
في مطلع 2011 اعلن ابو محمد الجولاني احد قيادات داعش الموفد لسوريا تكوين جبهة نصرة أهل الشام كأحد أفرع تنظيم القاعدة في سوريا و في ابريل ٢٠١٣ تم الاعلان عن اقامة “الدولة الاسلامية في العراق والشام” وانضم اليها اغلبيه المطاردين وتم توسيع دائرة نفوذه بالعراق وما لبث ان واجه التصدي عن طريق بعض الدول التي استشعرت خطورة عملياته القذرة و خسر التنظيم مايقرب من ٣٠% من مساحة نفوذه نهاية ٢٠١٥ نتيحة مقاومة ارتكابه عمليات ارهابية اتصفت بالشراهة في القتل باستخدام وسائل قطع الرقبة و الحرق . وخسر دعم تنظيم القاعدة الذي اعتبر داعش تنظيم وحشي وفقد كثيرا من نفوذه عام 2017 بعد هزيمتة في الموصل على يد القوات الحكومة العراقية ..
ولكن كيف ومتي نشأ التنظيم في سيناء ؟
اثناء حكم الاخوان ٢٠١٣ وضعف المواجهات الامنية لكل التنظيمات التي تدعي انطوائها تحت راية الاسلام كانت سيناء مرتعا لتجميع تلك التنظيمات الارهابية بمساعدة اجهزة الاستخبارات الامريكية و الاسرائيلية التي ساعدتهم علي الانتقال لسيناء بهدف عزلها عن مصر وتجمعت تنظيمات ارهابية بعضها فار من بلدان اخري وبعضها جاء للم الشمل لتكون سيناء وطنا بديلا لهزائم التنظيم في العراق و سوريا و جاءت بعض الجماعات المتشددة من أفغانستان و سوريا و العراق لتكون آداة تهديد تساند حكم الاخوان بمباركة امريكية واسرائيلية لفصل سيناء عن مصر لتكون دولة مستقلة تشارك فيها حماس لتتخلص اسرائيل من التهديد المستمر و العدو الحقيقي لها في فلسطين .. و كانت المفاجأة في 8 يوليو 2014 استعراض تنظيم بيت المقدس نفسه باقامة عرض عسكري محدود استعرض فيه ما يملكه من اسلحة ثقيلة بالاضافة لسيارات دفع رباعي و تنظيم مسيرة في مدينة الشيخ زويد و رفح بملابسهم السوداء . يرددون هتافات مناصرة داعش وأميرها أبوبكر البغدادي و توزيع منشورات على الاهالي لاعلان المبايعة للبغدادي واعلنوا سيناء امارة اسلامية . فمن كان يدعم التنظيم لبسط نفوذه في سيناء ؟
كان ذلك يشغلني كثيرأ . من ان يأتي بكل اسلحة المواجهه و الدعم المالي و رواتب ونفقات الاعضاء بالاضافة لتلك الاسلحة المتطورة الحديثة ؟ وأيضا وسائل المعيشة و المواجهه الكاملة .. كان داخلي اعتقاد ان دولا بعينها تمول وتساعد انتقاما من مصر لمحاربة ثورة الاصلاح و التنمية التي يقودها الرئيس السيسي و اهتمامه بالامن في سيناء . و كان لا يخفي علي القيادة السياسية الدور القذر الذي تلعبه بعض الدول في نشر الفوضي في سيناء ظنا منهم انه يمكن عزلها لتكون مقرا للتنظيمات الارهابية و التي تستخدمها الدولة الصهيونية في ارهاب مصر . غير ان حكمة القيادة السياسية وفطنتها واعلان الرئيس السيسي انه لا تفريط في تراب سيناء ولن تسمح مصر بوجود الارهاب علي ارضها وتتصدي له وحدها و ثقتنا في رجال الجيش المصري أقوي من أي اجهزة .. فامريكا لو كانت مخلصة في مساندة مصر في مواجهه الارهاب لكانت دعمتنا بصور للاماكن التي تقيم فيها فلول الارهاب و التي يلتقطها القمر الصناعي الذي يكشف كل شئ ..و اليوم وصلني تقرير مهم جدا حول دور تركيا في تمويل ودعم تنظيم داعش الارهابي لنشر وبسط نفوذه في العراق و سوريا ومصر .. تضمن التقرير الهام تفريغ يظهر وجود إتفاق بين داعش والمسئولين الأمنيين بتركيا للسماح للمهربين العمل بحرية على الحدود التركية العراقية بطول ٨٢٢ كم . ايضا تم الاتفاق علي السماح لداعش بإدارة خطوط لوچستية عبر الحدود لنقل مصابيهم لتركيا للعلاج وتقديم المعاونة العسكرية عن طريق وسيط تركي سعودي المولد في السادسة والثلاثين من عمره يدعي إلهامي بالي بكنيته أبو بكر يقوم بتسهيل وإدارة مرور أعداد كبيرة من المنضمين الأجانب والعرب عبر الحدود التركية السورية ومنها لسيناء . كذلك الاشراف علي تقديم السلاح ..
كشف التقرير ايضا بعض التسجيلات التليفونية تكوبن داعش مركز جهادي
بتركيا يستقبل الإرهابيين الراغبين في الانخراط في الحرب السورية و العراقية .
عبر الوسيط الهامي بالي .. ايضا كشف التقرير أنماط داعش في العمل كطريقتهم في ترتيب اللقاءات بين الجهاديين والمهربين والمتعاملين لتوطينهم في مناطق النفوذ الداعشي . غير ان تلك الخريطة لم تكن تخفي علي اجهزة الامن في مصر و التي استعادت عافيتها بعد القضاء علي حكم الاخوان
الذي اتاح تواجدهم في سيناء .. واتعجب كثيرا من عدم قيام داعش بتنفيذ آي عمليات ضد إسرائيل عدونا الحقيقي و اباحتها قتل الجنود المصريين .. لكن القوات الأمنية المصرية تمكنت من التصدي لهم في أماكن نفوذهم مما اصابهم بخسائر فادحة في الاعداد و المؤن . و يبقي الدور الوطني لابناء سيناء الشرفاء للتعاون مع رجال الامن في الكشف عن اماكن تواجدهم . فهناك مناطق أهله بالسكان يقيم بعضهم فيها مستغلين الكثافة السكانية و خشية رجال الامن من المواجهه حفاظا علي ارواح المدنيين .. رجال الامن يواجهون عدوا خفيا و هناك بعض السكان يعرفونهم و يخشون الابلاغ عنهم…
الرئيس السيسي أعلنها في كل المحافل الدولية من أن الأرهاب سيطول الجميع مالم تتحد الدول و الأفراد في وأد عناصره و من يموله ويجب أن يتعاون الجميع للقضاء عليه لكن مصر تواجه وحدها الإرهاب بشجاعة رجالها لأننا علي يقبن أنه :
لن يطهر تراب سيناء إلا شجاعة و دماء رجال أمنها الشرفاء ..نقلا عن صدى البلد