فاروق جويدة:المنابر مرة أخرى

فاروق جويدة:المنابر مرة أخرى

مازلت أتحدث عن القضية التى أثارتها فى الأهرام زميلتنا حنان حجاج حول تفكيك 55 منبرا من أهم المنابر التاريخية فى مساجد مصر ونقلها إلى المخازن تمهيدا لعرضها فى متحف الحضارة الجديد لا أدرى لماذا الإصرار من المسئولين فى وزارة الآثار على هذا القرار إن تفكيك هذه المنابر جريمة كبرى، حيث لا يوجد الآن من قدامى النجارين من يقوم بهذه المهمة وتدعى وزارة الآثار أن لديها من الخبراء من يقوم بهذه المهمة رغم إنها مستحيلة فى رأى خبراء الترميم..إن القرار يقوم على أساس أن المنابر تسرق وهى فى المساجد فهل نسى المسئولون فى الآثار أن هناك أكثر من 300 قطعة آثرية سرقت من المتحف الجديد وأن المنابر فى المخازن معرضة للسرقة أكثر من أى مكان آخر ولماذا لا تستخدم هيئة الآثار أساليب الحماية الحديثة لتبقى المنابر فى أماكنها..هناك حساسيات وتبادل للاتهامات بين وزارتى الآثار والأوقاف حول تبعية هذه المنابر والآثار تقول إنها وزارة فقيرة وغير قادرة على دفع مرتبات موظفيها أمام أحوال السياحة المتدهورة وهى تلقى مسئولية الإهمال على وزارة الأوقاف فما ذنب المنابر فى ذلك كله إننى أدعو بعض رجال الأعمال المصريين لشراء المعدات والكاميرات التى تحفظ للمنابر قدسيتها وتاريخها بحيث تبقى فى أماكنه، لأن انتقالها إلى المخازن بعد تفكيكها سوف يفتح ألف باب لسرقتها، وهناك فى العالم العربى والإسلامى من ينتظر هذه اللحظة لشراء هذه المنابر..إن المتحف ليس أكثر أمانا من المسجد والمساجد أولى بمنابرها أما هذه القرارات المتعجلة فهى غريبة فى توقيتها وأهدافها وليست هناك أى ضمانات لحماية انتقال هذه المنابر. بقيت نقطة أخيرة لماذا لا يسمع المسئولون ما يصل إليهم من الآراء حول قرارات خاطئة متسرعة وما هى الأسباب التى تجعل المسئول يصر على قرار دون أن يسمع لأحد.. محاولة تفكيك المنابر مهمة مستحيلة فى رأى الخبراء والإصرار على إيداعها فى المخازن جريمة لأنها ستواجه مخاطر أكبر والأفضل توفير الحماية لها بالأساليب الحديثة حتى لا تضيع فى رحلة التفكيك والانتقال إلى المخازن ثم المتحف وكلها خطوات أقرب للارتجال وغياب الهدف.. ياناس اسمعونا مرة. نقلا عن صحيفة الاهرام