فاروق جويدة:أردوغان .. والحلم العثمانى

اشتعل الشارع التركى فى معركة انتخابية لا أحد يعرف أهدافها وهل يطمع الرئيس أردوغان فى أن يحتكر السلطة فى تركيا وان يكون الصوت والرجل الأوحد أم أن أحلامه فى الزعامة تتجاوز حدود تركيا..وإن الرجل يعيش فى أحلام الماضى ويطمع لو عاد الزمان ووجد نفسه السلطان التركى المعظم..

إن حدود أحلام أردوغان تتجه إلى الماضى أكثر من الحاضر أو المستقبل..لقد سقطت كل التجارب الإسلامية فى الحكم أمام أخطاء سياسية فادحة ولم يبق أمام العالم غير التجربة التركية وقد صمدت حتى الآن وإن كانت تمثل مصدر إزعاج للغرب..يضاف لذلك أن أحلام تركيا فى الاتحاد الأوروبى قد تبخرت ولم يعد هناك فرصة للوصول إليها..وقبل هذا كله فإن أردوغان يطل الآن على خريطة العالم العربى يتصور أنها مستقبل تركيا الحقيقى وقد كانت فى يوم من الأيام من توابع الدولة العثمانية..إن حلم الإمبراطورية القديم يلعب كثيراً فى خيال أردوغان ولديه الآن فرصة ذهبية عقائدياً وسياسياً وعسكرياً..إن العالم العربى يعيش الآن أسوأ حالاته لأن هناك أربع دول انقسمت على نفسها هى العراق وسوريا وليبيا واليمن ولاشك فى أن تركيا لها أطماع كثيرة فى العراق وهى تعتبر نفسها مصدر الحماية لأهل السنة أمام إيران كما أن هناك ثأرا قديما بين تركيا وسوريا..فى ظل حالة الانكسار التى يعيشها العالم العربى تصبح أحلام أردوغان حقاً مشروعاً..إن الرجل لا يزال يعيش أساطير الدولة العثمانية وعشرات الدول التى تطوف فى فلكها مئات السنين..كما أن الجيش التركى الذى غزا العالم وأقتحم حدود أوروبا مازال هاجسا يعيش فى خيال الرجل..نحن أمام العراق الذى أنقسم بين السنة والشيعة ومازال وطناً محتلاً وأصبحت إيران صاحبة الوصاية عليه..ونحن أيضا أمام حرب أهلية ضارية فى سوريا وقوات أجنبية تحتل أراضيها وهناك على الحدود التركية وداخل الوطن تاريخ طويل من الصراع على أحلام الأكراد التى لم تتراجع أمام هذا كله يقف الرئيس أردوغان مع رفض غربى لتجربته فى قمع الشعب التركى بعد محاولة إنقلاب فاشلة..وهناك ايضاً رغبة للتوسع على حساب أى شئ من أجل حلم الدولة العثمانية الكبير..رغم أن العصر الذى نعيش فيه لن يقبل إمبراطوريات أخري. صحيفة الاهرام