نجوم وفن

4 أعمال درامية تخترق حاجز الوقت

ايجى 2030 /
منافسة درامية شرسة بين عشرين عملاً خلال ماراثون رمضان الحالى، برزت خلالها أربعة أعمال اخترقت حاجز الزمن، هى مسلسلات “النهاية، الفتوة، ليالينا، الاختيار”.

وما بين الماضى والمستقبل حاول صناع تلك الأعمال رسم صورة مختلفة ليتعايش معها الجمهور، مستخدمين أدواتهم الدرامية، ليبرز التساؤل حول ضرورة تلك الأعمال وأهميتها والشروط اللازمة لنجاحها. صناع الدراما والنقاد يجيبون من أول السطر.

السيناريست أحمد عوض يقول “من الجيد أن يذهب خيال مؤلفى الدراما لاختراق حاجز الزمن، والبحث فى الماضى منذ مئات أو حتى آلاف السنين، وهناك تجارب سينمائية ودرامية محلية وعالمية فى هذا الشأن، لكن يبقى السؤال: ما هو الهدف من العودة للوراء؟ وما هى القضايا التى ستطرح من خلال الماضى؟ وكيف سيتم الربط بين الماضى والواقع الحالى؟ فإذا استطاع السيناريست أن يضع كل تلك الأمور فى حساباته ويجيب عن تلك الأسئلة فإنه سيقدم عملا جيدا قادرا على طرح موضوع قديم له شأن حالى من خلال الإسقاط، بمعنى أن مهمة الكاتب هى نسج موضوع تراثى قديم لإعادة اكتشاف شىء قد يكون قيمة أو تقاليد معينة أو هدفا من وراء ذلك، تساعده فى هذا الأمر عناصر موازية من استحضار لمفردات الزمن وطريقة الحوار والملابس والديكورات والشكل الظاهرى للأشياء، بخلاف المضمون سواء أن يحدث ذلك فى الماضى القريب كما فى “ليالينا 80” أو الماضى الأبعد نسبياً مثل “الفتوة”، وعلينا أن نراقب اكتمال العناصر من مفردات وهدف من العودة لتلك الحقبة ومقارنتها بحقبة جديدة. أما دراما الخيال العلمى فهى أمر مستحدث لدينا، وأعتقد أنها اختراق للزمن فى شكل مغامرة من صناع العمل، حيث إنه فى تلك الأعمال يكون الاستناد إلى خيال المؤلف وقدرات المخرج، وهو ما لم يتوافر لدينا بشكل كاف فى ظل وجود أعمال خيال علمى غربية تتفوق كثيرا على ما يقدمه مسلسل “النهاية”، فلم نعمل على ظهور جيل يدرك تلك الأمور حتى من الناحية الأكاديمية، فنحن لا نمتلك أقساما لفن الماكياج أو الخدع داخل معهد الفنون، كما أن قسم الجرافيك متواضع لا يمكنه صناعة أعمال من هذه النوعية (الخيال العلمى) دون الاعتماد على أجيال درست هذا الفن الحديث”.

أما السيناريست وليد يوسف فيقول: “هناك أعمال تجد من تيمة الزمن شكلاً درامياً جديداً للثراء الدرامى، لكن بالطبع فإن الباحث فى الماضى هو باحث عن شىء يريد استدعاءه ومقارنته بالوقت الحالى، وهذا أمر طبيعى اعتمد عليه كبار الكتاب ليستلهموا من الماضى قيمه وتفاصيله وأيضاً جمالياته الشكلية كأحد عناصر الإبداع، وأيضاً تقديم نماذج يتم إسقاطها على الحاضر، وهو يجيب عن التساؤل: هل يعيد التاريخ نفسه وإن تغيرت صوره الشكلية؟ وكذلك عن مصير القيم والعادات التى يرصدها الكاتب فى الوقت الحالى وهى الأمور التى يعرضها فى مسلسل “الفتوة” ويعرضها مسلسل “ليالينا” قبل 40 عاماً، كذلك مسلسل “الاختيار” الذى يعد تأريخا لأحداث مر عليها وقت ليس طويلا لكنها ستُكتب فى التاريخ، وكلها أعمال تستدعى الماضى البعيد والقريب، لأن اختراق الزمن عبر الدراما له أهداف منها البحث عن القيمة والقدوة وإعادة اكتشاف أشخاص وأحداث ربما تكون من الماضى القريب، لكن بالنسبة لمستقبل الخيال العلمى فالأمر مرهون بعدة أشياء، خاصة أنها التجربة الأولى لصناعة عمل درامى للخيال العلمى، فهى مرهونة بمدى خيال الكاتب ودقة وترابط أفكاره، وقدرة المخرج ومساعديه على عمل الخدع والجرافيك لتحقيق أفكار الكاتب، وهى محاولة محمودة من صناع مسلسل “النهاية” لإيجاد لون جديد على الدراما المصرية”.

ويرى الناقد والسيناريست عاطف بشاى أن الهدف من استدعاء الماضى هو رسم صورة جمالية مخالفة للوقت الحاضر، وهو أمر جيد سواء كان ذلك بصنع مسلسلات تقدم الماضى كنوع من الحنين له أو غير ذلك، لكن هناك شروطا، بسيطة على رأسها أن يكون راسم الصورة وكاتبها وهو السيناريست مطلعا وقارئا جيدا لهذا العصر الذى يتناوله معتمدا على وثائق، مثل توثيق فترة الفتوات من خلال كتابات وشهادات لراحلين اقتربوا من هذا الوقت، أو التوثيق التاريخى لأحداث وطنية مثل مسلسل “الاختيار”، ورغم أن وقته قريب فإن توثيقه يأتى من الأشخاص الذين عاشوا تلك الأحداث، والأهم من كل ذلك هو الهدف من العودة إلى تلك الحقب، هل هو استدعاء البطل أم رصد لحياة اجتماعية وعقد مقارنة.. فإذا كان العمل قادراً على الإلهام وتحقيق رؤية واضحة بالإضافة للشكل الجمالى فى الحقب البعيدة فإنه سيكون قادرا على النجاح والوصول للمشاهد، وإن كانت الأعمال التى تبحث فى الحقب البعيدة تجد صعوبة فى إنتاجها بسبب الديكورات المكلفة وتغييرها وهو ما يمثل تكلفة إنتاجية. أما مسلسلات الخيال العلمى فحتى الآن لا نملك أن نهتم بها أكثر من ذلك، فهى لون وليد ويجب التركيز عليه ليصبح أكثر ثقلاً فى المستقبل”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock