800 ألف طفل سيتلقون لقاحات ضد الحَصبَة وشلل الأطفال في منطقة شمال غرب سوريا التي ضربها الزلزال

ايجى ٢٠٣٠ / محمود عبد القادر  :

سيشهد شمال غرب سوريا غدًا بدء حملة اللقاحات ضد الحَصبَة وشلل الأطفال لحماية حوالي 800 ألف طفل دون سن الخامسة من هذَين المرضين المميتَين اللذين يمكن الوقاية منهما.

 

تأتي حملة التطعيم، المدعومة من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، بالتنسيق مع العاملين المحليين في مجال الصحة، وفريق لقاح سوريا، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين ، بعد ما يزيد قليلاً عن شهرين على الزلازل التي دمرت أجزاءً من شمال سوريا وجنوب تركيا.

 

قالت أديل خُضُر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إن حماية الأطفال الأصغر سنًا والأكثر هشاشة من خطر تفشي الأمراض المحتملة سوف تنقذ الأرواح. نحن نعلم من خلال سنوات من الخبرة أن اللقاحات فعالة”.

 

تعد زيادة معدلات التحصين بين الأطفال أولوية في منطقة دمرت فيها الزلازل 67 مرفقًا صحيًا جزئيًا أو كليًا بعد 12 عامًا من النزاع الذي أضعف بشدة النظام الصحي. كما نزح ما يقرب من 100 ألف شخص مؤخراً بسبب الزلازل ويعيشون في مخيمات مكتظة، حيث أنظمة المياه والصرف الصحي والنظافة دون المستوى المطلوب.

 

وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: “لقد عطَّلت الزلازل بالفعل حياة الكثيرين وعرقلتها، وقطعت الكثير من سبل العيش، ولكن إذا عملنا من جديد بناءً على رؤيتنا الإقليمية للصحة للجميع وبالجميع وتعاونا مع شركائنا ومضينا قدمًا في تقديم اللقاحات للأطفال دون سن الخامسة، فإنه يمكننا أن نمنع وقوع كارثة تالية ألا وهي تفشي الأمراض”.

ستستهدف لقاحات شلل الأطفال والحصبة الأطفال في 12 منطقة من أكثر المناطق تضررًا من الزلزال والمعرضة للخطر في جميع أنحاء إدلب وشمال حلب. يمكن أن تنتشر الحصبة وشلل الأطفال بسرعة، حيث من المحتمل أن تتسبب الحصبة يمكن أن تسبب اعتلالات تنفسية خطيرة، في حين يمكن أن يؤدي شلل الأطفال إلى الشلل، وكلاهما يمكن أن يؤديا إلى الوفاة.

 

وأضافت خُضُر قائلة: “من الضروري مواصلة جهود التحصين هذه، لا سيما في مثل هذه السياقات الإنسانية. يأتي هذا العمل في أعقاب حملة التطعيم ضد الكوليرا التي وصلت إلى حوالي 1.7 مليون شخص الشهر الماضي “.

 

وقال الدكتور إدريس الرشيد، رئيس العمليات في شمال غرب سوريا، التي يجري إدارتها من مكتب منظمة الصحة العالمية في غازي عنتاب في تركيا : “لقد بُهرت بثلاثة آلاف عامل صحي سيعملون في المجتمع خلال الأيام العشرة القادمة رغم تأثرهم أنفسهم بالزلازل. لقد فقدوا أقاربهم ومنازلهم، ومع ذلك لا يزالون ملتزمين تمامًا بخدمة مجتمعاتهم المحلية – ولهذا ليس بوسعي إلا احترام إنسانيتهم واحترافيتهم”.