حرب العقوبات تشتعل بين روسيا وامريكا .. والناتو يتحرك فى كل الاتجاهات

حرب العقوبات تشتعل بين روسيا وامريكا .. والناتو يتحرك فى كل الاتجاهات

ايجى 2030 / وكالات :
دخلت الحرب في أوكرانيا يومها الـ21، وسط استمرار كبير لعمليات القتال داخل المدن الأوكرانية المختلفة، ونزوح الآلاف من المواطنين، مع محاولات حثيثة من قبل القوى الدولية لوقف المعارك.

ولا تزال الاتهامات متبادلة بين الدول الغربية وبين روسيا، وشهدت الـ72 ساعة الماضية دخول الصين على خط الصراع بعد تنبيهات أمريكية لبكين بعدم مساعدة موسكو، وإلا ستطالها العقوبات الأمريكية.

وشهدت الأيام الماضية حالة من الشد والجذب بين الدول الغربية وبين روسيا تضمنت مضعفة العقوبات الصادرة بحق موسكو، والتي تم الرد عليها من قبل روسيا أيضا بفرض عقوبات على بعض الشخصيات الغربية، ومن أهمها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وسخر البيت الأبيض من عقوبات انتقامية فرضتها روسيا على مسئولين أمريكيين، قائلا إن موسكو ربما فرضت دون قصد عقوبات على والد جو بايدن الراحل عن طريق حذف لقب “الابن” من اسم الرئيس الأمريكي.

وقالت روسيا، إنها وضعت بايدن ووزير الدفاع لويد أوستن ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي. آي. إيه) وليام بيرنز ومستشار الأمن القومي جاك سوليفان والمتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي ومجموعة من المسئولين الأمريكيين الآخرين على قائمة الأشخاص الممنوعين من دخول روسيا.

وقالت ساكي: “الرئيس بايدن هو الابن وبالتالي ربما فرضوا عقوبات على والده يخطط أي منا للقيام برحلات سياحية إلى روسيا، وليس لدى أي منا حسابات بنكية لن نستطيع الوصول إليها، وبالتالي سنمضي قدما”.

وبدت الخطوة، التي جاءت ردا على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، رمزية إلى حد كبير، إذ قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تحافظ على علاقات رسمية وستضمن إمكانية إجراء اتصالات رفيعة المستوى مع الأشخاص المدرجين في القائمة إذا لزم الأمر.

وقالت ساكي: “أعتقد أننا واثقون من أننا إذا احتجنا لإجراء محادثات مباشرة أو غير مباشرة مع روسيا فسوف نتمكن من فعل ذلك”.

وشهدت الـ24 ساعة الماضية تطورات للأحداث، حيث فرضت سلطات مدينة كييف حظرا على التجول، وذلك في أعقاب قصف روسي طال عددا من المباني السكنية في العاصمة الأوكرانية أمس الثلاثاء.

ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إلى عقد قمة استثنائية لزعماء دول الناتو يوم 24 مارس في بروكسل، حيث سيعقد أيضا اجتماع لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقال ستولتنبرغ في بيان إن هذه القمة ستركز على “عواقب الغزو الروسي لأوكرانيا ودعمنا القوي لأوكرانيا وتعزيز نظام ردع الناتو ودفاعاته في مواجهة واقع جديد من أجل أمننا”.

وأضاف: “في هذه اللحظة الحرجة، يجب أن تستمر أمريكا الشمالية وأوروبا في اتحادهما في قلب الناتو”.

وبشأن مشاركة الرئيس الأمريكي في قمة بروكسل، قال البيت الأبيض إن لقاء بايدن وقادة الناتو هدفه “إعادة تأكيد التزامنا الثابت” تجاه الحلفاء.

وأوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أن بايدن سيشارك أيضا في اجتماع لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، والذي سيبحث في الجهود المبذولة لفرض “عقوبات اقتصادية على روسيا وتقديم مساعدات إنسانية للمتضررين من العنف والاستجابة لتحديات أخرى” في خضم الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وتزامنا مع الإعلان عن القمة الأوروبية، قررت روسيا مباشرة إجراءات “الخروج من مجلس أوروبا” متهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي بجعله أداة في خدمة “توسعهما العسكري والسياسي والاقتصادي في الشرق”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن “الإخطار بانسحاب جمهورية روسيا الاتحادية من المنظمة” سلم الثلاثاء إلى الأمينة العامة لمجلس أوروبا ماريا بيتشيفونيتش بوريتش.

وأضافت: “أولئك الذين يجبروننا على اتخاذ هذه الخطوة سيتحملون المسئولية التامة عن تدمير النطاق الإنساني والقانوني المشترك في القارة والتداعيات على مجلس أوروبا الذي سيفقد من دون وروسيا وضعه كهيئة أوروبية شاملة”.

وزارة الخارجية الروسية
وتابعت أن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي “لا يريان في هذه المنظمة سوى أداة دعم أيديولوجي لتوسعهما العسكري والسياسي والاقتصادي شرقا ووسيلة لفرض نظام قائم على قواعد يكون مفيدا لهما، وهو في الواقع لعبة بلا قواعد”.

وتتهم وزارة الخارجية الروسية في بيانها مؤسسات مجلس أوروبا، بما في ذلك المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأنها “استخدمت بشكل منهجي لممارسة ضغط على روسيا والتدخل في شئونها الداخلية”.

وفي اليوم التالي لإطلاق الغزو الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير، قرر مجلس أوروبا تعليق مشاركة روسيا في كل هيئاته باستثناء المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، المرجع الأخير لنحو 145 مليون مواطن روسي.

ثم كشف أحد المفاوضين الأوكرانيين أن محادثات مع روسيا تتناول وقف إطلاق النار وسحب القوات من أوكرانيا.

أوكرانيا تفرض حظر التجول
وأضاف المفاوض ميخائيل بودولياك على “تويتر”: “المفاوضات جارية وتجدد المشاورات حول برنامج التفاوض الرئيسي: وقف إطلاق النار وسحب القوات من أراضي البلاد”.

وتأتي المفاوضات في وقت فرضت فيه سلطات مدينة كييف حظرا على التجول يبدأ أمس، الثلاثاء، وذلك في أعقاب قصف روسي طال عددا من المباني السكنية في العاصمة الأوكرانية.

وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، أن حظر التجول في المدينة سيفرض اعتبارا من الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي (1800 بتوقيت غرينتش) الثلاثاء وحتى السابعة صباح الخميس، بعد أن قصفت القوات الروسية المتمركزة خارج المدينة عدة مجمعات سكنية.

كييف تشدد الحظر على التجول
وأشار كليتشكو إلى أن “شخصين قتلا في أحدث إراقة للدماء”.

وتابع: “يمنع التنقل في أنحاء المدينة دون إذن خاص، باستثناء الذهاب إلى الملاجئ العاصمة هي قلب أوكرانيا، وسندافع عنها لن نتنازل عن كييف، التي تعتبر حاليا رمزا وقاعدة عمليات لحرية أوروبا وأمنها”.

وقتل شخصان على الأقل صباح أمس، الثلاثاء، في قصف تعرض له مبنى سكني في كييف، حسبما أفاد جهاز الطوارئ الأوكراني.

وقال جهاز الطوارئ: “عثر على جثتي شخصين وتم إنقاذ 27 شخصا”، مضيفا أن المبنى يقع في منطقة سفياتوشنكي غربي العاصمة.

وأوضح الجيش الأوكراني في بيان أن الضربات كانت قصفا مدفعيا استهدف منطقة سفياتوشينسكي بغرب كييف المتاخمة لضاحية إيربين التي شهدت بعض أسوأ المعارك في الحرب.

ووفق البيان، فقد اندلعت ألسنة اللهب من المبنى السكني، حيث استخدم رجال الإطفاء السلالم المتحركة لإخراج السكان.

وبين رئيس الإدارة الإقليمية لمنطقة كييف أوليكسي كوليبا، للتلفزيون الأوكراني أن القوات الروسية كثفت هجماتها ليلا على الضواحي الشمالية الغربية لإربين وهوستوميل وبوتشا.

كما استأنفت القوات الروسية، أمس الثلاثاء، جهودها للسيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية في الجنوب، وشنت قصفا مدفعيا جديدا على وسط مدينة خاركيف في الشرق، حسبما ذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية.