خطاب معالي رئيس الهند السيد/ رام ناث كوفيند للأمة عشية العيد الثاني والسبعين لإعلان جمهورية الهند

خطاب معالي رئيس الهند السيد/ رام ناث كوفيند للأمة عشية العيد الثاني والسبعين لإعلان جمهورية الهند

ايجى 2030 / محمود عبد القادر :
الإخوة المواطنون الأعزاء ،
صباح الخير (ناماسكار!)

ونحن في عشية العيد الثاني والسبعين لإعلان جمهورية الهند، أكبر ديمقراطية على مستوى العالم وأكثرها ديناميكية، أود أن أعرب عن خالص تحياتي لكم جميعا. تنعم بلادنا بالتنوع والتعددية مما يجعلنا نقيم العديد من المهرجانات، يحتفل كافة أبناء الهند بالأعياد والمناسبات الوطنية بحماسة و مشاعر وطنية منقطعة النظير. وإذ نحتفل اليوم بحماس كبير بعيد جمهورية الهند هذه المناسبة الوطنية، فإننا نعبر من خلالها عن احترامنا للعلم الوطني وإيماننا بالدستور.

لقد أصبحت هذه المناسبة، أي عيد الجمهورية، تعني الكثير لكافة أبناء الهند الذين يعيشون داخل البلاد وخارجها. فمنذ واحد وسبعين عاماً، وفي مثل هذا اليوم بالتحديد، قام شعب الهند بوضع وإقرار وإصدار دستور فريد لبلادنا. ومن ثم، فإن هذا اليوم هو مناسبة نتوقف فيها جميعا كي نفكر في القيم الأساسية، التي يطرحها الدستور، وهذه القيم هي: العدالة، والحرية، والمساواة، والأخوة. وتعد هذه القيم الواردة في ديباجة دستور الهند قيماً مقدسة تحظى باحترام الجميع. ولا يُقصد بالالتزام الدائم بهذه القيم أولئك المكلَّفون بحكم الدولة فقط، ولكن كافة أبناء الشعب أيضا.

وقد كانت هناك أسباب وجيهه جعلت الحكماء من الرجال والنساء، الذين شاركوا في صياغة الدستور، يختاروا وضع هذه الشروط الأربعة في بداية الدستور لإرساء الأساس، الذي يقوم عليه صرح ديمقراطيتنا. وقد كانت هذه القيم في حقيقة الأمر بمثابة البُصلة التي أرشدت مسيرة نضالنا من أجل الحرية. واستمدت حركة نضال الهند من أجل الحرية ألهامها من أفكار مجموعة من القادة والمفكرين العظماء من أمثال: بال جانجادهار “تيلاك” و لال لاجبات راي و المهاتما غاندي وسوبهاس تشاندرا بوز. كان لدى هؤلاء القادة والمفكرين أحلام متنوعة بشأن كيفية العمل من أجل تحقيق مستقبل عظيم لوطننا الأم. كانت قيم العدالة ، والحرية ، والمساواة، والأخوة من القواسم المشتركة بين تطلعاتهم لتحقيق هذا المستقبل.

أود أن نعود إلى أبعد من ذلك في التاريخ وأن نتساءل عن سبب كون هذه القيم بالتحديد هي الدليل المرشد للزعماء، الذين وضعوا أسس بناء أمتنا. ولعل الجواب على هذا الاستفسار واضح ويتمثل في أن هذه الأرض وسكانها اعتزوا بهذه المُثل والقيم منذ زمن بعيد. إن العدل والحرية والمساواة والإخاء هي مبادئ دائمة لفلسفتنا في الحياة. وقد ظهرت هذه القيم في بلادنا منذ فجر الحضارة عبر سلسلة غير منقطعة من العصور. إن مهمة كل جيل بالطبع هي البحث عن معنى هذه القيم كل وفق عصره. وكما كان يفعل المناضلون من أجل الحرية في عصرهم، فإنه يجب لعينا أن نقوم بنفس الشئ وفقا لعصرنا. ويجب أن تنير هذه المبادئ الأساسية طريقنا نحو التنمية.

الإخوة المواطنون الأعزاء ،

 

ويتقدم كافة أبناء الهند بخالص التحية لكل مزارع على أرض البلاد، حيث جعلوا بلانا المترامية الأطراف والمكتظ بالسكان تعتمد على نفسها من حيث إنتاج الحبوب الغذائية ومنتجات الألبان. وعلى الرغم من الظروف المعاكسة في الطبيعة، والعديد من التحديات الأخرى ووباء كوفيد-19، استطاع المزارعون في الهند الحفاظ على الإنتاج الزراعي. ومن ثم، فإن الأمة تعرب عن امتنانها لهم وهي ملتزمة في الوقت ذاته التزاماً تاماً بالعمل على تحقيق رفاهية المزارعين.

 

ومثلما يضمن مزارعونا الأمن الغذائي للبلاد من خلال عملهم بدأب، يضمن جنود القوات المسلحة البواسل أمن حدودنا الوطنية وسط ظروف قاسية، بداية من البرد القارس في وادي سياشين و وادي جالوان في لاداخ حيث درجات الحرارة المنخفضة التي تصل إلى -50 إلى -60 درجة مئوية تحت الصفر ، وصولاً إلى الحرارة الشديدة في جايسالمر مع درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية. إنهم على أهبة الاستعداد دائماً للزود عن حدود بلادنا براً وجواً وبحراً بكل يقظة وشجاعة. ويشعر كل مواطن من أبناء الهند بالفخر لما يلمسه من شجاعة ومشاعر حب الوطن وروح التضحية بين جنودنا.

 

وفي ظل مساهمة علماء الهند الأجلاء في تحقيق الأمن الغذائي والأمن القومي والحماية من الأمراض والكوارث وغيرها من المساهمات الأخرى في مختلف مجالات التنمية، فإنهم يقومون بدور كبير في دعم جهودنا على المستوى القومي. وقد أثرى مجتمع العلم والعلماء حياتنا وأعمالنا في المجالات المختلفة بداية من الفضاء إلى الزراعة، ومن المؤسسات التعليمية إلى المستشفيات. كما يعمل علماؤنا ليل نهار لفك شفرة فيروس كورونا، وقد نجحوا في تطوير لقاح في وقت قياسي. وبهذا الإنجاز، فقد أضاف علماؤنا فصلاً بارزاً من خلال مساهمتهم في الحفاظ على صحة البشرية. وقدم علماؤنا، إلى جانب الأطباء والإداريين وغيرهم من المتخصصين من مختلف المجالات، مساهمات كبيرة في العمل على احتواء الفيروس والحفاظ على معدل الوفيات في بلدنا عند أدنى حد مقارنة بدول أخرى متقدمة. وبالتالي، فإن جميع مزارعينا وجنودنا وعلمائنا يستحقون منا كل الثناء و التقدير، وأن تحييهم الأمة الممتنة لجهودهم في هذه المناسبة المباركة الخاصة بعيد الجمهورية.

الإخوة المواطنون الأعزاء ،

 

في العام الماضي، عندما كادت حياة البشر أن تتوقف في مواجهة تلك الكارثة ذات الأبعاد الهائلة التي أطلت علينا برأسها، وجدت نفسي أفكر في الرسالة والقيم الجوهرية، التي يقوم عليها دستور البلاد. ورأيت أن استجابتنا الفعالة للوباء لم تكن مٌمكنة لولا قيمة “الأخوة” التي ينص عليها دستور الهند. فقد كان أبناء الهند متماسكون كعائلة واحدة، ويقدمون تضحيات نموذجية لحماية بعضهم البعض في مواجهة العدو المشترك المتمثل في فيروس كورونا. ويحضرني في هذا الأمر الأطباء والممرضات والمسعفين ومسؤولي الرعاية الصحية وعمال الصرف الصحي، الذين يعرضون حياتهم للخطر لرعاية مرضى المصابين بوباء كوفيد-19، لدرجة أن بعضهم ضحى بحياته فداءً للواجب. كما توفي ما يقرب من 150 ألف شخص بسبب الإصابة بهذا الوباء. و في هذا الصدد، أود أن أعرب عن خالص التعازي لأسر الضحايا. كنا نظن أن أبناء الهند ممن يحاربون فيروس كورونا في الخطوط الأمامية مجرد أفراد عاديين، ولكن واقع الأمر أوضح لنا أنهم ليسوا أشخاص عاديين. وعندما يُكتب تاريخ هذا الفصل المأساوي، الذي لم ينته بعد ، فإنني على ثقة من أن الأجيال القادمة سوف تٌثمن على استجابتكم البطولية تجاه للأزمة، التي لم يكن أحد على استعداد للتعامل معها.

 

ونظراً للكثافة السكانية المرتفعة في بلادنا، وتنوع التقاليد الثقافية، بالإضافة إلى التحديات الطبيعية والجغرافية، فقد كانت عملية اتخاذ التدابير الوقائية ضد وباء كوفيد-19 أكثر صعوبة بالنسبة لنا. ومع ذلك، تمكنا من كبح جماح الفيروس إلى حد كبير وأوقفنا انتشاره.

 

وعلى الرغم من هذه الكارثة الخطيرة، فقد نجحنا في المٌضي قٌدماً والاستمرار في أنشطتنا في العديد من المجالات. وهدد انتشار الوباء عملية تعليم جيل الشباب، لكن المؤسسات والمعلمين سرعان ما بدأوا في استخدام التكنولوجيا الجديدة، وضمنوا عدم حدوث أي انقطاع للعملية التعليمية. وتمكنت البلاد من إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وكذلك آمنة، في ولاية بيهار ذات الكثافة السكانية المرتفعة وفي المقاطعات الاتحادية لجامو وكشمير ولاداخ حتى في ظل صعوبات جغرافية في الوصول للأماكن وتحديات أخرى، ومن ثم حققت ديمقراطيتنا ولجنة الانتخابات انجازات رائعة. كذلك، استعان القضاء في البلاد بالتكنولوجيا، واستمر في العمل وإقامة العدل. وتطول قائمة المجالات التي سطرت النجاح من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا.

 

ومن أجل فتح الاقتصاد في البلاد دون أن تكون هناك أي أخطار على حياة الناس، تم تقييم مسألة فتح الاقتصاد ومعاودة الأنشطة الاقتصادية بعناية كبيرة. وقد أثبت هذا الأمر فعاليته، وبدأ الاقتصاد في إظهار مؤشرات انتعاش أسرع من المتوقع. وتشير العوائد الأخيرة غير المسبوقة لمتحصلات ضريبة السلع والخدمات، علاوة على ظهور الهند كوجهة مفضلة للاستثمار الأجنبي، إلى تعافي الاقتصاد الهندي بصورة سريعة. وشجعت الحكومة الصناعات الصغيرة والمتوسطة على إذكاء روح ريادة الأعمال من خلال تقديم قروض ميسرة لأصحاب هذه المشروعات، مساعدتهم على طرح أفكار تجارية مبتكرة.

 

 

 

الأخوة المواطنون الأعزاء،

 

كانت المحن التي واجهناها في العام الماضي بمثابة تذكرة بما شعرنا به دائمًا في أعماق قلوبنا وهو أن الاهتمام بالإنسانية والشعور بالأخوة هما ما ابقيانا متحدين لآلاف السنين. لقد كان الهنود في كل المجالات على قدر المسؤولية وفضلوا الآخرين على أنفسهم. فنحن الهنود نعيش ونموت من أجل الإنسانية. وقد عبّر الشاعر العظيم مايثيلي شاران جوبت عن هذا المثل الأعلى الهندي بهذه الكلمات:

 

إن المحسن تتردد ذكرى أمجاده في الأغنيات إلى الأبد

إن الكريم يوقره العالم إلى الأبد

الذي يمتلىء الكون اللانهائي بشعوره بالاتحاد مع الآخرين

إنهم حقًا بشر من يموتون من أجل إخوانهم

وإننى على ثقة من أن حب الإنسانية وروح التضحية سيجعلانا نصل إلى آفاق عظيمة.

 

فدعونا نعتبر عام 2020 عام التعلم. لقد كانت هناك معجزات للطبيعة الأم والتي علمت البشرية درسًا صعبًا وهو أن الصغير ليس مجرد عالة ولكنه مكمل للكبير. وإنني على يقين من أن السعي للحد من مخاطر مثل هذه الأوبئة سيمنح قضية تغير المناخ أولوية قصوى على المستوى العالمي.

 

الأخوة المواطنون الأعزاء،

 

ومن أجل تحويل المحنة إلى منحة، دعا رئيس الوزراء إلى تطبيق مبادرة “الهند المعتمدة على الذات”. إن ديمقراطيتنا النابضة بالحياة ومواطنينا المغامرين والموهوبين – وخاصة الشباب منهم- يدعمون جهودنا في تشكيل الهند المعتمدة على الذات. إن الطلب على السلع والخدمات في البلاد، والجهود المحلية لتلبيته والاستعانة التكنولوجيا الحديثة في مثل هذه الجهود تعزز مبادرة “الهند المعتمدة على ذاتها”. وفي إطار هذه المبادرة، تم اتخاذ خطوات للتحقيق النمو الاقتصادي بالإضافة إلى خلق فرص عمل من خلال تعزيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتقوية بيئة المشروعات الناشئة. لقد تحولت المبادرة إلى حركة يقودها الناس بأنفسهم.

وتتوافق مبادرة الهند المعتمدة على ذاتها مع عملية التطلع إلى تشكيل الهند الجديدة بحلول عام 2022 عندما يبلغ عمر بلادنا 75 عامًا. وسيمثل ذلك أحد المعالم الرئيسية في رحلة الأمة لأننا مصممون على تحقيق بضعة أهداف رئيسية وهي: تزويد المنازل الدائمة لكل أسرة بالمرافق الأساسية لمضاعفة دخل المزارعين. إننا نركز على التعليم والصحة والتغذية ورفع مستوى المحرومين ورفاهية المرأة بشكل خاص من أجل بناء مجتمع شامل في الهند الجديدة.

 

ولطالما لعبت الشدائد دور المعلم العظيم. فهي تعطينا مزيد من القوة والثقة بأنفسنا. ومن خلال هذه الثقة، خطت الهند خطوات كبيرة في العديد من القطاعات. واستمرت الإصلاحات الاقتصادية في المضي على قدم وساق وتم استكمالها بإصلاحات طال انتظارها في مجالات العمل والزراعة من خلال سن التشريعات. وقد يحدث سؤ فهم في المراحل الأولى من مراحل مسار الإصلاح. ومع ذلك، فالحكومة ولا شك ستظل ملتزمة بشكل فريد بتحقيق رفاه المزارعين.

 

وتحتل عملية الاصلاح الشامل للتعليم الذي طال انتظاره والتي تمس حياة الكثيرين بصورة مباشرة نفس القدر من الأهمية. ستضع “سياسة التعليم الوطنية 2020” ، التي ترتكز على التقاليد والتكنولوجيا الأساس لإقامة هند جديدة تطمح إلى لأن تكون أحد مراكز المعرفة العالمية. وتهدف هذه الاصلاحات إلى احتضان المواهب الكامنة لدى الطلاب وتحفيز عقولهم لمواجهة تحديات الحياة.

 

وها هي النتيجة النهائية لكافة هذه الجهود ماثلة أمامنا. فبعد مرور حوالي عام على هذه المحنة غير المتوقعة، لا تقف الهند اليوم كدولة يائسة بل كدولة واثقة من نفسها. لقد تبين أن التباطؤ الذي حدث كان مؤقتًا حيث استعاد الاقتصاد حيويته مرة أخرى. وقامت الهند التي تعتمد على ذاتها بتصنيع لقاح خاص بها لمرض كوفيد 19، وتقوم الآن بتطبيق حملة تطعيم واسعة النطاق ستكون أكبر حملة من نوعها على مر التاريخ. وتعمل الإدارة والخدمات الصحية بكامل طاقاتها لإنجاح هذه الحملة. وإننى لأدعو المواطنين إلى الاستفادة من شريان الحياة هذا والحصول على التطعيمات وفقًا للإرشادات. فتمتعكم بصحة جيدة يفتح الطريق أمامكم لتحقيق التقدم.

 

لقد أضحى العالم اليوم يُطلق على الهند اسم “صيدلية العالم” لأننا نوفر الأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية الأخرى للعديد من البلدان للتخفيف من معاناة الناس واحتواء الجائحة في كافة أنحاء العالم. كما اننا نقوم الآن أيضًا بتوفير اللقاحات إلى بلدان أخرى.

 

الأخوة المواطنون الأعزاء،

 

لقد مرننا في العام الماضي بمحن أتت من عدة جبهات. فقد واجهنا محاولة توسعية على حدودنا لكن قام جنودنا البواسل بإحباطها. ولتحقيق هذا الهدف، كان على 20 فرد منهم أن يضحوا بحياتهم. وستظل أمتنا ممتنة لأولئك الجنود الشجعان. وبالرغم من أننا نؤكد دائما على التزامنا بالسلام، فإن قواتنا الدفاعية – الجيش والقوات الجوية والبحرية – يتم حشدها بشكل كافٍ والتنسيق بينها بشكل جيد لإحباط أية محاولة لتقويض أمننا. وسنقوم بحماية مصالحنا الوطنية بأي ثمن. ولقد عملنا أيضًا على ضمان فهم المجتمع الدولي على نطاق واسع لموقف الهند الثابت والذي يقوم على مبادىء راسخة.

 

إن الهند تتقدم وتحتل المكانة التي تستحقها في العالم. فخلال السنوات الأخيرة، امتد نطاق نفوذها ليشمل غالبية العالم. ولعل اصدق دليل على هذا النفوذ هو الطريقة التي حصلت بها الهند على دعم ساحق من المجتمع الدولي تأييدا لانضمامها كعضو غير دائم في مجلس الأمن هذا العام. لقد تحسنت كثيرا طرق تواصلنا مع القادة في جميع أنحاء العالم. لقد اكتسبت الهند من خلال ديمقراطيتها النابضة بالحياة عن جدارة الاحترام كدولة مسؤولة وجديرة بالثقة.

 

وحري بنا أن نستمر في تذكير أنفسنا بشعاراتنا الدستورية. لقد قلت هذا الأمر سالفا، لكنني سأكرر أنه يجب علينا أن نجعل من التأمل في حياة وفكر أبو الأمة الهندية أحد طقوسنا اليومية. فينبغي أن نبذل قصارى جهدنا لمسح الدموع من كل العيون. وأن ندرك أن المساواة هي شعار المشروع العظيم لجمهوريتنا. وتضمن المساواة الاجتماعية الكرامة لكل واحد منا: القرويين والنساء والفئات الضعيفة في مجتمعنا أي الطبقات الاجتماعية والقبائل المنبوذة، والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن. وتضمن المساواة الاقتصادية تحقيق تكافؤ الفرص للجميع ومساعدة المهمشين. ويؤدي تقديم المساعدة لإخواننا من البشر على زيادة قدرتنا على التعاطف. وسيكون الإخاء بمثابة بوصلتنا الأخلاقية في عملنا الجماعي المستقبلي. ودعونا نواصل جميعاً مسيرة “الأخلاق الدستورية” التي ذكرها بابا صاحب دكتور بهيمراو أمبيدكار في خطابه أمام الجمعية التأسيسية في 4 نوفمبر 1948 أثناء تقديمه لمشروع الدستور. حيث أوضح أن “الأخلاق الدستورية” تعني سيادة القيم المنصوص عليها في الدستور.

 

الأخوة المواطنون الأعزاء،

 

بينما نتأهب للاحتفال بالذكرى السنوية لإقامة جمهوريتنا، أفكر في إخواننا وأخواتنا المقيمين في الخارج الذين يمثلون مصدر فخر لنا. لقد نجح الهنود المقيمين في الخارج في مجالات عدة من مجالات الحياة، حيث ارتقى بعضهم إلى مناصب سياسية عليا، وساهم بعضهم الآخر في مجالات العلوم والفنون والمجالات الأكاديمية ومجالات المجتمع المدني والأعمال التجارية. وقد استطاع كل منهم تحقيق المجد لأوطانهم الجديدة وكذلك للهند. فدعوني أعرب لهم عن أطيب التهاني بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الجمهورية من أرض أجدادهم! كما أود أن أعرب عن تهنئتي لأفراد القوات المسلحة والقوات شبه العسكرية والشرطة الذين عادة ما يحتفلون بالأعياد وهم بمنأى عن عائلاتهم. فدعوني أتقدم بتحية خاصة لكل هؤلاء الأبطال.

 

مرة أخرى أتقدم إليكم جميعا بالتهنئة بمناسبة الاحتفال بعيد الجمهورية.

 

وأشكركم،

تحيا الهند!