أمران يحدثان لقلوب المؤمنين يوم القيامة.. الإفتاء تكشف عنهما

أمران يحدثان لقلوب المؤمنين يوم القيامة.. الإفتاء تكشف عنهما

ايجى 2030 /
قالت دار الإفتاء، إن الله تعالى يوم القيامة ينقي قلوب أهل الجنة من الغل والحقد فلا يبقى فيها غير التواد والتراحم.

واستشهدت الإفتاء عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بقول الله تعالى: «وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ» (الأعراف: 43)، مضيفة: فما أجمل أن نتشبه بهم في الدنيا!.

شرح الآية
فإن قوله سبحانه في أهل الجنة: «وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» (الأعراف:43)، يشير إلى أن المؤمنين في الدنيا لا تخلو قلوب بعضهم من غل تجاه بعضهم في الدنيا، فينزعه الله عنهم إذا دخلوا الجنة.

وقال الطبري: يقول تعالى ذكره: وأذهبنا من صدور هؤلاء الذين وَصَف صفتهم، وأخبر أنهم أصحاب الجنة، ما فيها من حقد وغِمْرٍ وعَداوة كان من بعضهم في الدنيا على بعض، فجعلهم في الجنة إذا أدخلهموها على سُرُر متقابلين، لا يحسد بعضهم بعضًا على شيء خصَّ الله به بعضهم وفضّله من كرامته عليه، تجري من تحتهم أنهار الجنة.

وذكر الحافظ البغوي: «ونزعنا» وأخرجنا، «ما في صدورهم من غل» من غش وعداوة كانت بينهم في الدنيا فجعلناهم إخوانا على سرر متقابلين لا يحسد بعضهم بعضا على شيء خص الله به بعضهم. «تجري من تحتهم الأنهار» روى الحسن عن علي رضي الله عنه قال: فينا والله أهل بدر نزلت: «ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين» وقال علي رضي الله عنه أيضا: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال لهم الله عز وجل: «ونزعنا ما في صدورهم من غل» عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا».

ورأى الألوسي: «وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ» أي قلعنا ما في قلوبهم من حقد مخفي فيها وعداوة كانت بمقتضى الطبيعة لأمور جرت بينهم في الدنيا، أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن السدي قال: إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة فبلغوها وجدوا عند بابها شجرة أصل ساقها عينان فيشربون من إحداهما فينزع ما في صدورهم من غل فهو الشراب الطهور، ويغتسلون من الأخرى فتجري عليهم نضرة النعيم فلن يشعثوا ولن يشحبوا بعدها أبدا.