مداخلة رئيس وزراء الهند في قمة مجموعة اتصال حركة عدم الانحياز التي عقدت عبر الانترنت

ايجى 2030 /
السيد الرئيس،
أصحاب المعالي والسعادة،
أتقدم بالشكر لفخامة الرئيس إلهام علييف على تنظيم هذا المؤتمر الافتراضي. بادئ ذي بدء، أقدم التعازي لجميع الذين فقدوا أحبائهم بسبب فيروس كورونا في كافة أنحاء العالم.
وتواجه البشرية اليوم أخطر أزمة لها منذ عقود عديدة. وفي هذا الوقت، يمكن لحركة عدم الانحياز أن تساعد في تعزيز التضامن العالمي. لطالما كانت حركة عدم الانحياز صوت ضمير العالم. ولكي نحافظ على هذا الدور، ينبغي أن تظل حركة عدم الانحياز حركة شاملة.
أصحاب المعالي والسعادة،
يوجد بالهند سدس عدد سكان العالم. ونحن دولة نامية ومجتمع حر. وخلال هذه الأزمة، أظهرنا كيف يمكن للديمقراطية والانضباط والحسم أن تتحد معًا لخلق حركة شعبية حقيقية.
وتنظر حضارة الهند للعالم كله كعائلة واحدة. وبينما نقوم بالاهتمام بمواطنينا، فإننا نقدم المساعدة أيضًا إلى دول أخرى. ولمواجهة فيروس كورونا، قمنا بتعزيز التنسيق في دول الجوار المباشر. ونقوم بتنظيم تدريبًا عبر الإنترنت لمشاركة الخبرة الطبية الهندية مع العديد من الدول الأخرى. فالهند تعتبر صيدلية العالم ، وخاصة بالنسبة للأدوية ذات الأسعار المعقولة.
وعلى الرغم من احتياجاتنا، قمنا بتأمين إمدادات طبية لأكثر من 123 دولة شريكة، بما في ذلك 59 عضوًا في حركة عدم الانحياز.
وقد شاركنا بفاعلية في الجهود العالمية الرامية لتطوير العلاجات واللقاحات. وتمتلك الهند أقدم نظام طب تقليدي نباتي في العالم. وقد شاركنا العلاجات المنزلية البسيطة للأيورفيدا لمساعدة الناس على تعزيز مناعتهم الطبيعية.
أصحاب المعالي والسعادة،
حتى في الوقت الذي يحارب فيه العالم فيروس كورونا، ينشغل بعض الناس بنشر فيروسات مميتة أخرى مثل الإرهاب ومثل الأخبار المزيفة ومقاطع الفيديو التي تهدف إلى بث الفرقة بين المجتمعات والبلدان. لكني أريد أن أركز اليوم على الإيجابيات فقط.
أريد أن أركز على ما يمكننا القيام به معا كحركة واحدة لمساعدة العالم على مكافحة هذه الأزمة الصحية.
أصحاب المعالي والسعادة،
لقد أظهر لنا فيروس كورونا أوجه القصور في النظام الدولي الحالي. وفي عالم ما بعد فيروس كورونا، نحتاج إلى نموذج جديد للعولمة يقوم على العدل والمساواة والإنسانية.
إننا بحاجة إلى مؤسسات دولية أكثر تمثيلاً لعالم اليوم. نحن بحاجة إلى تعزيز رفاهية الإنسان ، وليس التركيز على النمو الاقتصادي وحده. ولطالما دعمت الهند مثل هذه المبادرات منذ وقت طويل.
فهناك على سبيل المثال اليوم العالمي لليوجا، الذي يرمي إلى تحسين الصحة الجسدية والعقلية للبشرية جمعاء. وهناك التحالف الدولي للطاقة الشمسية ، الذي يرمي إلى مساعدة كوكبنا على الشفاء من مرض تغير المناخ. وهناك التحالف من أجل البنية التحتية المقاومة للكوارث ، الذي يهدف إلى حماية أنفسنا من مخاطر المناخ والكوارث.
وتقوم العديد من البلدان بتنظيم تدريبات عسكرية. لكن الهند أخذت زمام المبادرة لتنظيم تدريبات إدارة الكوارث في منطقتنا وخارجها.
أصحاب المعالي والسعادة،
ينبغي لحركة عدم الانحياز أن تطالب المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية بالتركيز على بناء القدرات الصحية في البلدان النامية. ويجب أن نضمن حصول الجميع على المنتجات والتكنولوجيات الصحية بشكل عادل وبأسعار معقولة وفي الوقت المناسب.
وينبغي علينا تطوير منصة لكافة دول حركة عدم الانحياز، لتجميع خبراتنا وأفضل الممارسات وبروتوكولات إدارة الأزمات والبحوث والموارد.
أصحاب المعالي والسعادة،
بالروح التأسيسية لحركتنا، دعونا نهدف اليوم إلى التلاقي وليس الفرقة. فلا يمكن لأي دولة أن تكون بمأمن من الوباء إلا إذا أمنت كافة الدول منه. فلنعمل كشركاء نحو تطبيق استجابة عالمية شاملة وتعاونية.
شكرا جزيلا.l
شكرا لكم أصحاب المعالي.l